
بدأت شريحة واسعة من المستثمرين في “وول ستريت” بالحد من استثماراتهم في “عمالقة التكنولوجيا السبعة”، مثل غوغل وإنفيديا، والتوجه نحو شركات وقطاعات أخرى كانت أقل جاذبية في السابق لهم. وبحسب تقرير لصحيفة بلومبرغ، فإن هذا التحول يعكس قناعة متزايدة بأن المرحلة المقبلة في الأسواق المالية قد لا تكون محصورة بعدد محدود من شركات التكنولوجيا الكبرى كما كان الحال في السنوات الأخيرة.
خلال السنوات الثلاث الماضية، كانت أسهم عمالقة التكنولوجيا السبعة هي السبب الرئيسي في ارتفاع أسعار الأسهم في الأسواق المالية الأميركية، بعدما حققت هذه الشركات أرباحًا كبيرة واستفادت من التفاؤل الواسع الذي رافق موجة الذكاء الاصطناعي. لكن بعد ارتفاع أسعار أسهمها بنسبة وصلت إلى 300 في المئة، بدأ كثير من المستثمرين يشككون في إمكانية استمرار هذا الارتفاع، خاصة في ظل نتائج فصلية أقل من المتوقع لبعض الشركات التي تُعتبَر نتائجها مؤشّرًا على وضع سوق الذكاء الاصطناعي.
في المقابل، تنقل بلومبرغ عن استراتيجيين في وول ستريت أن الاهتمام يتجه الآن إلى بقية الشركات المدرجة في مؤشر S&P 500، وعددها 493 شركة، والتي بقيت لفترة طويلة خارج دائرة الضوء. وتنتمي هذه الشركات إلى قطاعات متنوعة مثل الصحة، والصناعة، والطاقة، إضافة إلى القطاع المالي، وقطاع السلع غير الأساسية.

هذا التحول يظهر بوضوح في حركة مؤشرات الأسهم. فمؤشر راسل 2000، الذي يضم شركات صغيرة، سجّل أداءً لافتًا منذ أواخر نوفمبر، متفوقًا على أسهم عمالقة التكنولوجيا السبعة خلال الفترة نفسها. كذلك، حقق مؤشر S&P 500 في نسخته الأخرى التي تعطي وزنًا متساويًا لكل الشركات أداءً أفضل من مؤشر S&P 500 العادي، الذي تتأثر حركته بشكل أكبر بالشركات العملاقة، ما يشير إلى انتقال تدريجي للاستثمارات من الشركات الكبرى إلى شركات أصغر داخل السوق.
وتشير بلومبرغ إلى أن بيوت استثمار كبرى تتوقع أن يتسارع هذا الاتجاه في عام 2026. فبحسب تقديرات غولدمان ساكس، من المتوقع أن يرتفع نمو أرباح الشركات الـ493 في مؤشر S&P 500، وهي الشركات التي لا تشمل عمالقة التكنولوجيا السبعة، من 7% هذا العام إلى 9% في 2026، في حين يُتوقع أن تتراجع مساهمة عمالقة التكنولوجيا السبعة في أرباح المؤشر.
في الوقت نفسه، يؤكد محللون أن هذا التحول لن يكتمل إلا إذا حققت هذه الشركات التي لا تنتمي إلى قطاع التكنولوجيا نتائج مالية جيدة، إلى جانب استمرار استقرار سوق العمل وتراجع التضخم. كما أن مواصلة خفض أسعار الفائدة من قبل البنك الفيدرالي قد تساعد هذه الشركات على تحسين أدائها خلال الفترة المقبلة.
في المحصلة، كما توضح بلومبرغ، لا يعني هذا التحول أن شركات مثل غوغل أو إنفيديا فقدت أهميتها في السوق، بل إن الصورة الأوسع بدأت تتغير. فبدل الاعتماد على عدد محدود من الأسهم الكبيرة، يتجه المستثمرون إلى توزيع أموالهم على نطاق أوسع في الأسواق المالية الأمريكية، بحثًا عن فرص جديدة بعد سنوات من التركيز شبه الكامل على عمالقة التكنولوجيا.
مقالات ذات صلة: فرض قيود جديدة على إعلانات “الإنفلونسرز” المتعلقة بالاستثمارات المالية











