تجاوز عدد المسرّحين من شركات الهايتك الإسرائيلية، داخل البلاد وفي فروعها في الخارج، أكثر من ألف وسبعمئة موظف خلال الأسابيع الأخيرة، في ظلّ موجة تقليصات مع استعداد الشركات للعام الجديد، في وقت تتزايد فيه الضغوط لخفض النفقات وترتيب الأولويات داخل الشركات.
بدأت موجة التسريحات مع إعلان Outbrain، التي تعمل اليوم تحت الاسم التجاري Tides، عن فصل 180 موظفًا يشكلون 10% من قوتها العاملة. وأعلنت Mobileye عن إنهاء عمل 200 موظف يشكلون 4% من طاقمها. ولم تتوقف الإجراءات عند هاتين الشركتين، إذ فصلت Fiverr وVaronis وCellebrite مئات الموظفين، كما قامت شركات إسرائيلية كبيرة مثل Lusha وAxonius وLightricks وPayoneer بتقليصات شملت عشرات الموظفين. وامتدت الموجة أيضًا إلى مراكز تطوير تابعة لشركات عالمية مثل HP وApplied Materials وCisco وSony، التي اعتادت تسريح موظفين في الفترة نفسها تقريبًا من كل عام.
وشملت التسريحات خلال الأسابيع الأخيرة فصل مئة موظف في Applied Materials داخل إسرائيل، وسبعمئة موظف في Playtika نسبتهم 20% من كامل موظفيها، ومئتين وخمسين موظفًا في Fiverr نسبتهم 25% من موظفيها. كما أنهت Mobileye عمل مئتي موظف نسبتهم 4%. وشملت الموجة أيضًا فصل 120 موظفًا في CyberTour نسبتهم 5%، و120 موظفًا آخرين في Varonis بالنسبة ذاتها. وفي Axonius تم فصل سبعين موظفًا يشكلون 11% من قوتها العاملة، وسرّحت Payoneer خمسة وأربعين موظفًا نسبتهم تراوحت بين 4% و5%. كما فصلت Lightricks أربعين موظفًا نسبتهم 5%، وLusha أربعةً وعشرين موظفًا نسبتهم 8%، في حين لم تُعلَن أعداد المسرّحين في Sony.
معظم الوظائف التي شملتها هذه الموجة من التسريح هي وظائف لم تعد تُعتبَر أساسية في عمل الشركات، مثل وظائف التنسيقية المساعدة، واختبار البرمجيات، والتحليل. فبحسب ما أوضحته شركات التوظيف، تعيد الشركات تقييم مشاريعها وطريقة عمل أقسامها، خصوصًا في ظل التطورات السريعة في مجال الذكاء الاصطناعي، الذي ينجز اليوم مهام كانت تعتمد سابقًا بشكلٍ واسع على موظفين بشريين. ومع توسع الشركات في إنشاء أقسام خاصة بالذكاء الاصطناعي، ازداد الطلب على مهندسي البيانات Data Engineers، ومهندسي البنى التحتية Infrastructure Engineers، وباحثي الذكاء الاصطناعي، في المقابل تراجع الطلب على الموظفين الجدد في مجالات مثل اختبار البرمجيات، والتحليل، والعمل المساعد داخل الفرق.
وترى جهات التوظيف أن نهاية العام هي المرحلة التي تضع فيها الشركات ميزانياتها للعام المقبل، ولهذا تُتخذ خلالها القرارات التي تتعلق بوقف مشاريع، أو تغيير الاتجاهات، أو تقليص نفقات تعتبرها الشركات غير ضرورية. ويظهر هذا التوجه بوضوح في شركات ناشئة تجد صعوبة في جمع استثمارات جديدة، ما يجبرها على تسريح موظفين أو البحث عن مشترين يشترون الشركة بسعر أقل مما كانت تأمله. ومن الأمثلة على ذلك شركة Namogoo التي جرى بيعها مقابل أسهم في شركة أخرى، وشركة Infinipoint التي بيعت بـ20 مليون دولار بعدما كانت قد جمعت مبلغًا قريبًا من ذلك في جولات تمويلية سابقة، إلى جانب شركات أخرى مثل 8fig وVelocity وCybereason وNeuroBlade.
مقالات ذات صلة: ضربة جديدة لأبل: الحيفاوي جوني سروجي أبرز مهندسي الشركة يفكر بمغادرتها
