
بعد عامين من الارتفاع الجنوني في أسعار تذاكر الطيران بسبب الحرب ووغياب شركات الطيران الأجنبية، بدأت أسعار تذاكر الطيران تشهد انخفاضًا ملموسًا مع عودة عروض السفر الرخيصة. التغيير الأساسي جاء من الزيادة الكبيرة في عدد شركات الطيران التي عادت إلى مطار بن غوريون، بعد فترة طويلة عمل خلالها أقل من عشر شركات فقط. اليوم تعمل في مطار بن غوريون أكثر من 55 شركة، ما خلق وفرة أكبر في الرحلات بالتزامن مع انخفاض طبيعي في الطلب خلال أشهر الشتاء.
انعكست هذه العودة بشكل مباشر على الأسعار. فبعد أن وصلت أسعار الرحلات في شتاء 2023–2024 إلى مستويات غير مسبوقة، مثل 486 دولارًا لأثينا و555 دولارًا لروما و699 دولارًا للندن و877 دولارًا لباريس، بات ممكنًا اليوم العثور على رحلات ذهاب وإياب بأسعار تبدأ من 73 إلى 105 دولارات لمدن قريبة كأثينا ولارنكا وبافوس وسالونيك. كما أصبح بالإمكان السفر إلى وجهات في أوروبا الشرقية بأقل من 150 دولارًا مثل وارسو وتبليسي، وإلى أوروبا الغربية بأسعار ما زالت منخفضة مقارنة بالماضي القريب، مثل لندن بـ160 دولارًا ولشبونة بـ192 دولارًا وباريس بـ220 دولارًا.
لكنّ التذاكر الرخيصة ليست متاحة لمن يختار وجهة معينة وتاريخًا محددًا للسفر بشكل مسبق. فبحسب تقرير ذا ماركر، تُطرح هذه العروض الرخيصة فقط في أيام محددة ولوجهات يكون الطلب عليها منخفضًا، ولهذا يحتاج المسافر إلى قدر كبير من المرونة من أجل الاستفادة منها. بمعنى آخر، على من يريد اقتناص تذاكر رخيصة أن يوافق على تغيير وجهته التي كان يُخطط للسفر إليها وفق السعر الأرخص المتاح، وأن يختار تواريخ مختلفة إذا لزم الأمر، وأن يقبل أحيانًا بمواعيد سفر مبكرة جدًا أو متأخرة.
وفي موسم الشتاء، تنخفض أسعار الرحلات بسبب تراجع الطلب على السفر، وبخاصة إلى مدن البحر المتوسط التي لا تُعدّ مناسبة لقضاء الوقت على الشواطئ خلال شهري يناير وفبراير، وهو ما يجعل شركات الطيران تقدم عروضًا على التذاكر بأسعار منخفضة في هذه الأوقات. أغلب هذه العروض تشمل حقيبة ظهر صغيرة فقط، وتختلف سياسات شركات الطيران فيما يتعلق بحقيبة اليد الأكبر حجمًا. فبعض الشركات تتيحها مجانًا ضمن سعر التذكرة، بينما تفرض شركات أخرى رسومًا إضافية عليها. لذلك يصبح من الضروري التحقق من تفاصيل التذكرة قبل الحجز لتجنّب أي تكاليف غير متوقعة.
ورغم عودة عشرات الشركات، لا تزال أكثر من أربعين شركة طيران خارج المشهد، ومن أبرزها ريان إير التي لن تعود قبل صيف 2026، وإيزي جِت التي ستستأنف رحلاتها فقط في مارس 2026. غياب شركات منخفضة التكلفة بهذه الأهمية يمنع الأسعار من الهبوط إلى المستويات التي عرفها السوق قبل الحرب، حين كانت الرحلات تُباع أحيانًا بـ30 و40 دولارًا فقط.
سوق تذاكر الطيران يمر الآن بمرحلة انتقالية. فالأسعار لم تعُد منخفضة كما كانت قبل الحرب، لكنها أيضًا ليست مرتفعة كما كانت في الأشهر الأولى من اندلاعها حين كان السفر شبه متوقف. المستفيدون الحقيقيون اليوم هم المسافرون القادرون على اختيار وجهتهم وفق السعر المتاح بدل الإصرار على مدينة وتاريخ محددين مسبقًا. أما من يختار وجهة ثابتة في موعد ثابت، فسيدفع أسعارًا أعلى بكثير من العروض الرخيصة التي بدأت تعود تدريجيًا إلى السوق.
مقالات ذات صلة: طيران EasyJet منخفض التكلفة سيعود إلى أجواء البلاد في هذا الموعد











