تصل العاصفة “بايرون” إلى البلاد في نهاية الأسبوع، حاملةً معها أمطارًا غزيرة ورياحًا قوية قد تتسبب بأضرارٍ بالغة للبيوت والسيارات والممتلكات، وقد تعيق وصولنا إلى أماكن العمل والمدارس. يوضح لكم هذا الدليل من وصلة التعويضات القانونية عن الأضرار المحتملة وكيفية التعامل معها، ومن يتحمل مسؤوليتها.

سقوط الأشجار
عندما تسقط شجرة خلال العاصفة على سيارة مسببةً أضرارًا لها، يحصل صاحب السيارة المؤمّنة تأمينًا شاملًا على التعويض من شركة التأمين، وهي التي تتولى لاحقًا فحص الجهة التي تتحمّل مسؤولية سقوط الشجرة، لا صاحب السيارة. أمّا إذا لم يمتلك صاحب السيارة تأمينًا شاملًا، فيجب التحقق على من تقع المسؤولية، فإذا كانت الشجرة موجودة في شارع أو منطقة تابعة للبلدية، يمكن مطالبة البلدية بالتعويض إذا ثبت وجود إهمال من طرفها. وفي حالة كانت الشجرة داخل ساحة مبنى سكني أو أرض خاصة، فيتم التوجه إلى لجنة العمارة أو شركة الصيانة أو الجهة المسؤولة عن إدارة العقار.
الفيضانات وأضرار السيارات
إذا غمرت مياه الأمطار السيارة أو تسببت بأضرار لها، يحصل صاحب السيارة المؤمّنة تأمينًا شاملًا على التعويض من شركة التأمين. وفي حالة عدم وجود تأمين شامل، تُفحَص مسؤولية الجهة المختصة. فإذا تبيّن أن الفيضانات حدثت بسبب إهمال السلطة المحلية، كما في حالة عدم صيانة نظام تصريف المياه كما يجب، يمكن رفع دعوى ضد البلدية. وفي المناطق التي يكون فيها نظام تصريف المياه مسؤولية جهة أخرى، يمكن مقاضاة تلك الجهة إذا ثبت تقصيرها.

تسرب المياة إلى المنزل
عند دخول المياه إلى المنازل بسبب الفيضانات، قد يكون السبب خللًا في نظام تصريف المياه ناجم عن إهمال صيانته، وعندها يمكن تحميل البلدية مسؤولية الضرر. المحاكم أوضحت أن فيضانات الشتاء ليست حدثًا استثنائيًا، وأن على السلطات الاستعداد لها مسبقًا. وفي حالات سابقة، رفضت المحاكم ادعاء البلديات بأن هذه الفيضانات تُعدّ “قوة قاهرة”.
إذا كان البيت مؤمّنًا، يجب التحقق من أن بوليصة التأمين تشمل أضرار العواصف. يغطي التأمين عادة أضرار الرياح والمطر والبَرَد، لكنه لا يغطي تسرّب المياه من الجدران أو السقف إذا لم يكن الضرر ناجمًا مباشرة عن العاصفة. وفي قضية سابقة، ألزمت المحكمة شركة التأمين بالدفع بعد أن تبيّن أن العاصفة هي التي تسبّبت بالفتحة التي تسرّبت منها المياه. أمّا إذا كان تسرّب المياه ناجمًا عن إهمال المقاول الذي نفّذ أعمال العزل، فيمكن مطالبة هذا المقاول أو شركة التأمين الخاصة به بالتعويض.

انقطاع الكهرباء أثناء العاصفة
انقطاع الكهرباء لا يمنح المتضرر حقًا تلقائيًا بالحصول على تعويض، لأن شركة الكهرباء ليست ملزمة بتزويد الكهرباء للمواطنين بدون أيّ انقطاعات. لكن يمكن المطالبة بتعويض إذا ثبت أن الانقطاع حدث بسبب إهمال من الشركة أو بسبب خلل كان يمكن منعه، وخاصة عندما يستمر انقطاع الكهرباء لفترة طويلة.
سقوط الدراجات النارية بسبب الرياح
إذا كانت الدراجة النارية مؤمّنة تأمينًا شاملًا، يغطي التأمين الأضرار التي تسببها العواصف، ومنها سقوط الدراجة النارية المركونة بسبب الرياح القوية. ومع ذلك، من المهم فحص وثيقة التأمين، لأن بعض الشركات قد تفرض شروطًا خاصة أو استثناءات معينة في مثل هذه الحالات.
سقوط أغراض من الشرفات أو نافذة محلّ
على أصحاب البيوت والمحال التجارية التأكد من أن الأشياء الموجودة في الشرفات أو النوافذ — مثل القوارير المزروعة أو قطع الزينة — مثبتة جيدًا ولا يمكن أن تتحرك أو تسقط خلال العاصفة. فإذا سقط شيءٌ وأصاب أحد المارة، يتحمل صاحب العقار المسؤولية. وإن كان لدىه تأمين طرف ثالث، تغطي شركة التأمين التعويض. في الحالات التي تكون فيها إصابة المار قد وقعت في الطريق إلى العمل أو أثناءه، يمكنه التوجه للتأمين الوطني.

الحفر والأضرار في الطرق
إذا تسببت العاصفة في ظهور حفرة في الطريق، وكانت الحفرة ناجمةً عن إهمال أو لم يتم إصلاحها سابقًا بالشكل المطلوب، يمكن تحميل البلدية المسؤولية ومطالبتها بتعويض. وفي حالات سابقة، حُمّلت البلديات وجهات مسؤولة عن الطرق المسؤولية القانونية عندما كانت الحفر ذاتها تظهر كلّ شتاء دون أن يتمّ إصلاحها كما يجب.
توثيق الأضرار والتوجه الفوري لشركة التأمين
بعد حدوث الضرر، يجب التوجه فورًا لشركة التأمين. قد يتيح التأخير لشركة التأمين رفض المطالبة. من المهم توثيق مكان الضرر، والأشياء المتضررة، والسبب المباشر للضرر، سواء كان سقوط شجرة أو فيضانًا أو عطلًا كهربائيًا. وعند وقوع أضرار كبيرة، من الأفضل الاستعانة بخبير مستقل لتقييم الوضع وتخمين الأضرار. كما يقع على عاتق المتضرِّر تقليل حجم الضرر قدر الإمكان، مثل نقل الأشياء المعرضة للتلف وعدم ترك الوضع يزداد سوءًا.
الغياب عن العمل والمرض
إذا كان مكان العمل يعمل كالمعتاد ولم يستطع الموظف الوصول بسبب العاصفة أو إغلاق الطريق، لا يُلزَم صاحب العمل بدفع الأجر عن يوم الغياب. ومع ذلك، لا يمكن لصاحب العمل إيقاع عقوبة تأديبية بحقّ الموظّف المتغيّب. وينبغي على صاحب العمل محاولة إيجاد حلول بديلة عندما يكون ذلك ممكنًا، مثل السماح بالعمل من المنزل.
إذا كان الموظف مريضًا ولم يتمكن من الذهاب إلى الطبيب بسبب العاصفة، يمكنه الحصول على تقرير طبي لإجازة مرضية قصيرة عبر الخدمات الطبية عن بُعد. ويحق لصاحب العمل أن يطلب منه تقرير طبي.
إغلاق المدارس وغياب الوالدين عن العمل
إذا أُغلقت المدارس والروضات بسبب العاصفة وتغيّب أحد الوالدين للاعتناء بالأطفال، فإن صاحب العمل غير ملزم بدفع الأجر عن هذا الغياب، لكنه مطالب بأن يبحث مع الموظف حلولًا بديلة تتيح استمرار العمل، مثل السماح بالعمل من المنزل أو أي ترتيب آخر يمكن تطبيقه.
مقالات ذات صلة: المحكمة تُلزم مكتب محاماة بدفع 200 ألف شيكل لشركة إعلانات بعد نزاع حول حملة رقمية











