
بدأت البرازيل، أكبر دولة منتجة للبن في العالم، بتغيير نوع القهوة التي تزرعها بسبب الظروف المناخية القاسية، حيث يتجنّب مزراعوها زراعة حبوب الأرابيكا، التي تعتمد عليها أغلب القهوة العالمية، ويتجهون نحو الروبوستا، وهي حبوب ذات طعمٍ قويّ وأشدّ مرارة.
تحتاج الأرابيكا مناخًا مستقرًا وهي أشدّ تأثرًا بالتغيرات المناخية مقارنة بالروبوستا. وفي السنوات الأخيرة تضررت زراعة الأرابيكا في البرازيل بسبب موجات الجفاف الطويل وارتفاع درجات الحرارة، وهو ما جعل المزارعين يخسرون جزءًا كبيرًا من محاصيلهم، وأصبحت الأرابيكا أقل ملاءمة للطقس الحالي مما كانت عليه في السابق.
على الجانب الآخر، تتحمل الروبوستا الحرارة والجفاف والأمراض بشكل أفضل. لذلك بدأ المزارعون باللجوء إليها كخيار آمن في الظروف الحالية. وخلال عشر سنوات، ارتفع إنتاج الروبوستا في البرازيل بأكثر من 80%. وفي الموسم الأخير وحده قفز إنتاجها بنسبة تقارب 22%. ومع أن الروبوستا كانت تُعدّ أرخص عادة، إلا أن سعرها ارتفع مؤخرًا بسبب زيادة الطلب عليها ونمو إنتاجها.
تُصنَع القهوة سريعة التحضير أساسًا من الروبوستا، وهي الأكثر استهلاكًا في أوروبا، وتمّ استثناؤها من القوانين البيئية الجديدة التي تفرض قيودًا على استيراد القهوة القادمة من مناطق أُزيلت فيها الغابات، وهذا يجعل تصدير الروبوستا إلى أوروبا أسهل ويمنح المزارعين ضمانًا أكبر لتسويق محصولهم.
زيادة الاعتماد على الروبوستا تعني أن نسبة أكبر من القهوة المتوفرة في الأسواق ستكون من هذا النوع. ومع الوقت، سيشعر كثير من عشّاق القهوة بأن نكهة فنجانهم الصباحي أصبح أقوى وأمرّ، خاصة الذين يشربون قهوتهم سوداء بلا إضافات. أمّا من يشرب قهوته مع إضافات مثل الحليب أو النكهات، فلن يشعر بتغير كبير في الطعم.
مقالات ذات صلة: “الناس في إسرائيل لا يفهمون ما نمرّ به، المقاطعة واسعة جدًا لدرجة أننا لا نقطف الثمار عن الأشجار”











