/
/
هل اقتربت فقاعة الذكاء الاصطناعي من الانفجار؟ إنفيديا تخسر 250 مليار دولار في ثلاثة أسابيع

هل اقتربت فقاعة الذكاء الاصطناعي من الانفجار؟ إنفيديا تخسر 250 مليار دولار في ثلاثة أسابيع

مجموعة “سوفت بنك” باعت حصتها بإنفيديا مقابل 5.8 مليارات دولار، ما فاقم القلق بالسوق.
أيقون موقع وصلة Wasla
wasla brands
مقر إنفيديا في يوكنعام، الصورة: ويكيميديا
إنفيديا تسيطر على أكثر من 90% من سوق معالجات الذكاء الاصطناعي، الصورة: ويكيميديا

 

شهدت إنفيديا، الشركة التي أصبحت رمز صعود الذكاء الاصطناعي عالميًا، تراجعًا ملحوظًا في قيمتها السوقية خلال الأسابيع الثلاثة الأخيرة، بعدما فقد سهمها أكثر من 5% من قيمته عقب وصول الشركة إلى مستوى تاريخي بلغ 5 تريليونات دولار. هذا الانخفاض يعني عمليًا خسارة تقارب 250 مليار دولار من قيمة الشركة في فترة قصيرة نسبيًا، وهو ما أعاد النقاش حول مدى استدامة موجة الازدهار التي يعيشها قطاع الذكاء الاصطناعي.

الهبوط الأخير جاء مباشرة بعد تصريحات المدير التنفيذي جينسن هوانغ في نهاية أكتوبر، عندما أعلن أن الشركة تلقت طلبات قيمتها 500 مليار دولار لشراء رقائق خلال العامَين 2025 و2026. ورغم أن هذه التصريحات عكست مستويات طلب غير مسبوقة، إلا أنها لم تُعتبر تحديثًا رسميًا لأداء الشركة، ولم تمنع السهم من التراجع لاحقًا وسط شكوك متزايدة حول ما إذا كان الاستثمار العالمي في بنية الذكاء الاصطناعي قادرًا على الاستمرار بنفس الوتيرة.

“الحماس حول الذكاء الاصطناعي قد تجاوز حدوده، والسوق يعيش مرحلة تضخم مبالغ فيها قد تنتهي بانفجار”

إنفيديا تسيطر على أكثر من 90% من سوق المعالجات التي تعتمد عليها شركات الذكاء الاصطناعي الكبرى، ما جعلها مركز السردية الاقتصادية الأكثر قوة في وول ستريت خلال العامين الماضيين. لكنّ تقاريرًا أخيرة تُظهر انقسامًا في السوق تجاه الشركة، فوفق بيانات بلومبرغ، رفع 161 صندوق تحوّط قيمة استثماراته في إنفيديا بين يوليو وسبتمبر، بينما قلّص 160 صندوقًا آخر حجم استثماراته في الشركة خلال الفترة نفسها. هذا التوازن شبه المتساوي بين الشراء والبيع يعكس حالة من عدم اليقين داخل المؤسسات الاستثمارية الكبرى بشأن مدى استمرار طفرة الذكاء الاصطناعي بالوتيرة الحالية.

إضافة إلى ذلك، باعت صناديق استثمار كبيرة جزءًا كبيرًا من أسهمها في الشركة. فالصندوق المملوك للمستثمر بيتر تيل — مؤسّس شركة PayPal — باع كامل حصته التي تجاوزت 537 ألف سهم، بقيمة تفوق 100 مليون دولار وفق أسعار نهاية سبتمبر. كما أعلنت مجموعة “سوفت بنك” الأسبوع الماضي أنها باعت حصتها في إنفيديا مقابل أكثر من 5.8 مليارات دولار، ما زاد من الإشارات السلبية في السوق حول الشركة.

ومن بين أبرز الأصوات المشككة يأتي المستثمر مايكل بري، المعروف برهانه الشهير ضد سوق الإسكان قبل أزمة 2008. بري راهن مؤخرًا على انخفاض سهم إنفيديا، معتبرًا أن الحماس حول الذكاء الاصطناعي قد تجاوز حدوده، وأن السوق يعيش مرحلة تضخم مبالغ فيها قد تنتهي بانفجار. منتقدوه يردون بأن تقديراته لا تأخذ في الحسبان التحولات التكنولوجية العميقة التي تقودها الشركات الكبرى في القطاع، ولا حجم الطلب المتزايد على قدرات الحوسبة.

أما على صعيد التوقعات الرسمية، فيستعد المستثمرون لتقرير إنفيديا المرتقب، ومعظم المحللين يتوقعون نتائج قوية رغم التراجع الأخير في قيمة أسهمها. إذ تشير التقديرات إلى أن ربح السهم سيصل إلى 1.17 دولار مقارنة بـ0.99 دولار في الربع السابق، وأن الإيرادات ستبلغ 54 مليار دولار، وهي زيادة ضخمة تقترب من 50% على أساس سنوي. كما يتوقع أن تحقق الشركة 48 مليار دولار من بيع معالجات مراكز البيانات التي تستخدمها شركات الذكاء الاصطناعي، بزيادة 52% مقارنة بالعام الماضي.

مع ذلك، يبقى السؤال مفتوحًا: هل التراجع الأخير إشارة إلى بداية مرحلة تصحيح في سوق الذكاء الاصطناعي، أم مجرد توقف مؤقت في مسيرة نمو استثنائية؟ المستثمرون ينتظرون نتائج الشركة ليتضح ما إذا كانت إنفيديا قادرة على الحفاظ على زخمها، أم أن السوق بدأ ينظر إلى طفرة الـAI بنظرة أكثر حذرًا.

مقالات ذات صلة: توفيراتنا التقاعدية في خطر؟ انفجار فقاعة الذكاء الاصطناعي قد يمحو آلاف المليارات من الدولارات

مقالات مختارة