/
/
فوق ظهر حصانين أو على سطح القمر: تطبيق Sora الجديد من OpenAI يصنع لك فيديو في أي موقف تتخيله

فوق ظهر حصانين أو على سطح القمر: تطبيق Sora الجديد من OpenAI يصنع لك فيديو في أي موقف تتخيله

أيقون موقع وصلة Wasla
wasla brands
b223053f 01df 47c0 a247 790ed70a68ed
لقطة شاشة من فيديو مصنوع بالكامل بواسطة Sora

أطلقت شركة OpenAI، مطورة Chat-GPT، تطبيقها الجديد “Sora” المخصص لإنشاء مقاطع فيديو بالذكاء الاصطناعي، في خطوة تستهدف سوق المحتوى القصير الذي تهيمن عليه منصات مثل تيك توك ويوتيوب وإنستغرام وفيسبوك. التطبيق، الذي أُطلق حاليًا على أجهزة آيفون في الولايات المتحدة وكندا، يقدم للمستخدمين إمكانية إنتاج مقاطع تظهرهم في أي موقف يمكن تخيله، سواء بأسلوب الأنمي أو بمشاهد واقعية عالية الدقة.

إطلاق “سورا” جاء مع الإعلان عن النسخة الجديدة من النموذج المطور “Sora 2.0″، الذي اعتبرته الشركة قفزة نوعية مقارنة بالنسخة التجريبية السابقة. النسخة الجديدة تتيح واقعية أكبر في الصور، وتزامنًا أدق بين الصوت والفيديو، وقدرة متقدمة على إنتاج مقاطع متعددة اللقطات تحاكي أسلوب السرد السينمائي. كما يوفر التطبيق أدوات مدمجة للتحكم في الأمان، والحفاظ على الهوية، وضمان مصدرية المحتوى، في محاولة لمعالجة المخاوف المتعلقة بحقوق الملكية الفكرية وتشويه السمعة الرقمية.

الإصدار الرسمي للتطبيق ترافق مع مقطع دعائي يظهر نسخة مولدة بالذكاء الاصطناعي من الرئيس التنفيذي لـ OpenAI سام ألتمان، وهو يتحدث من غابة ذات طابع سريالي، ثم من سطح القمر، قبل أن يظهر وسط حشود جماهيرية تشاهد سباقًا للبطّ المطاطي. هذا الأسلوب جاء ليبرز قدرة التطبيق على خلق عوالم غير مألوفة تجمع بين الطرافة والواقعية في الوقت نفسه.

لكن هذه الابتكارات أثارت أيضًا نقاشًا واسعًا حول ما وصفه بعض الخبراء بـ”فيض من المحتوى الركيك بالذكاء الاصطناعي” الذي قد يغمر شبكات التواصل الاجتماعي، على حساب الإبداع البشري الأصيل. الأستاذ في العلوم السياسية بجامعة كاليفورنيا خوسيه ماريشال قال إن هذه الفيديوهات “جاذبة للغاية لأنها تبدو غير قابلة للتصديق، لكنها واقعية المظهر”. هذا الطابع قد يجعلها تنتشر بسرعة كبيرة، لكنه في الوقت نفسه يثير القلق بشأن تراجع جودة المشهد الإعلامي والمعلوماتي عبر الإنترنت.

سام ألتمان في فيديو مولّد بواسطة Sora
سام ألتمان في فيديو مولّد بواسطة Sora

أما على صعيد السياسات، فقد أكدت OpenAI أنها تفصل بوضوح بين الملكية الفكرية للأعمال والشخصيات وبين استخدام صور الأفراد. فبينما يمكن للمستخدمين إعادة المزج والاستلهام من عوالم وشخصيات خيالية معروفة ما لم يتم حظرها صراحة، إلا أنه لا يمكن توليد فيديوهات تحاكي أي شخص حقيقي إلا في حال قدم الشخص نفسه موافقة موثقة على الظهور . هذا الشرط وُضع لضمان سيطرة الأفراد على تفاصيل ظهورهم في المحتوى المولد بالذكاء الاصطناعي.

التقارير الإعلامية الأميركية، ومن بينها صحيفة “وول ستريت جورنال”، أشارت إلى أن OpenAI أبلغت الاستوديوهات ووكالات المواهب بأن المواد المحمية بحقوق التأليف والنشر قد تنعكس في مقاطع “سورا” ما لم تطلب هذه الجهات صراحةً استبعادها. الشركة من جانبها اعتبرت هذا الاستخدام امتدادًا لثقافة “لعب المعجبين” والتعبير الإبداعي، مؤكدة أن المستخدمين أبدوا اهتمامًا واسعًا بالتفاعل مع الشخصيات والقصص المفضلة لديهم من خلال أدوات الذكاء الاصطناعي.

التطبيق متاح حاليًا بنظام الدعوات فقط، على أن يتم إطلاق نسخة “برو”، وإتاحة الوصول عبر الويب، بالإضافة إلى واجهة برمجة للمطورين في المرحلة المقبلة. وبينما يرى البعض في “سورا” أداة مبتكرة تمنح المستخدمين العاديين فرصة لخوض تجارب بصرية جديدة، يرى آخرون أنه قد يكون مقدمة لموجة من المحتوى المصطنع الذي سيغير شكل الإنترنت ومصادر المعلومة في السنوات القادمة.

مقالات ذات صلة: “لحظة تحوّل تاريخية”: بنك HSBC يستخدم لأول مرة حاسوبًا كموميًا من IBM في تنبؤاته المالية

مقالات مختارة