
يواصل سوق العقارات في البلاد تسجيل مؤشرات مقلقة مع تسارع في عدد القروض الإسكانية (المشكنتا) المتأخرة عن السداد وارتفاع في مستويات المخاطرة بين المقترضين الجدد. فوفقًا لبيانات بنك إسرائيل التي نُشرت في بداية الأسبوع، بلغ حجم المشكنتا المتأخرة عن السداد في أبريل 2025 نحو 3.59 مليار شيكل، وهو ما يُمثّل زيادة بنسبة 15.9% منذ سبتمبر 2024، في حين لم تتجاوز نسبة النمو الإجمالي في قروض المشكنتا خلال نفس الفترة 4.3%. ما يعني أن وتيرة تأخر السداد تفوق بكثير وتيرة توسع السوق.
نسبة المشكنتا المتأخرة – وهي القروض التي لم تُسدَّد أقساطها الشهرية لأكثر من 90 يومًا – بلغت الآن 0.59% من إجمالي محفظة القروض السكنية، مقارنة بـ0.53% في سبتمبر. ورغم أن هذه النسبة لا تزال بعيدة عن مستويات الذروة التي سُجّلت خلال أزمة كورونا عندما بلغت 0.8%، فإنها تُعد مرتفعة نسبيًا مقارنة بمتوسط الأشهر الاثني عشر الأخيرة البالغ 0.56%.
تعود بداية الارتفاع الحاد إلى أكتوبر ونوفمبر 2023، حين اندلعت الحرب وتأثّر العديد من السكان، ما دفع بنك إسرائيل إلى تنفيذ خطة تسهيلات سمحت بتأجيل السداد لفئات محددة. وقد أسهم ذلك في كبح جماح الأزمة خلال معظم عام 2024، لكن منذ سبتمبر الماضي، استؤنفت موجة التصاعد.
الفئات الأكثر تضررًا كانت القروض السكنية لشراء شقق في الفئة السعرية ما بين 2 إلى 4 ملايين شيكل، حيث ارتفع حجم التأخير في السداد في هذا النطاق بنسبة 41%، بينما لم ترتفع محفظة هذه الفئة إلا بنسبة 10%. أما الشقق التي تتراوح أسعارها بين 1.2 و2 مليون شيكل، فقد شهدت زيادة بنسبة 21% في المشكنتا المتأخرة، مقارنة بارتفاع بنسبة 8% فقط في حجم المحفظة.
وفي سياق موازٍ، سجلت عمليات إعادة جدولة (إعادة تمويل) المشكنتا (المعروفة باسم “مِحيزور” מחזור) ارتفاعًا ملحوظًا، حيث بلغت في أبريل 2.77 مليار شيكل داخل البنك نفسه، وهو أعلى مستوى يُسجّل منذ مارس 2024. في المقابل، انخفضت من بنك إلى آخر إلى 550 مليون شيكل، مقارنة بـ640 مليون في الشهر السابق.
من ناحية المخاطر، تبيّن أن 45.3% من المشكنتا التي أُخذت في أبريل كانت بنسبة تمويل تتجاوز 60% من قيمة العقار، ما يعني أن نسبة رأس المال الذاتي لم تتعدَّ 40%. هذا المعدّل سجّل تراجعًا طفيفًا مقارنة بشهر مارس الذي بلغ فيه 45.6%، لكنه لا يزال يشير إلى اعتماد واسع على التمويل البنكي.
أما من حيث العبء الشهري على دخل الأسر، فقد بلغت نسبة السداد الشهرية من إجمالي الدخل في أبريل 29.9%، أي قريبًا جدًا من أعلى مستوى سُجّل في مارس (30%). وفي نحو 47.5% من ملفات المشكنتا الجديدة، تجاوزت الدفعة الشهرية 30% من دخل العائلة، مقارنة بنسبة 46.7% في الشهر السابق، ما يعني أن ما يقرب من نصف العائلات الملتزمة بالمشكنتا تنفق ثلث دخلها الشهري أو أكثر على القرض السكني فقط.
بلغ متوسط قيمة المشكنتا الجديدة في أبريل 1.03 مليون شيكل، وهو الأعلى منذ أغسطس 2024. في مارس، كان المتوسط 994 ألف شيكل، مما يعكس ارتفاعًا حادًا يُعزى في جزء كبير منه إلى نشاط المستثمرين في سوق العقارات، الذين بلغ متوسط قروضهم 1.2 مليون شيكل.
مقالات ذات صلة: بزيادة سنوية 35%: حجم القروض الإسكانية (المشكنتا) بلغ 8 مليارات شيكل الشهر الماضي











