/
/
ليس الذكاء الاصطناعي بل الهند: الخطر الأكبر على وظيفتك في الهايتك

ليس الذكاء الاصطناعي بل الهند: الخطر الأكبر على وظيفتك في الهايتك

أيقون موقع وصلة Wasla
wasla brands
indian programmer
يتقاضى المبرمج الأمريكي 200 ألف دولار سنويًا، بينما يحصل نظيره الهندي على 30 ألف فقط – صورة توضيحية

 

على مدى العامين الأخيرين، انشغل العاملون في قطاع الهايتك حول العالم بالسؤال نفسه: هل سيستولي الذكاء الاصطناعي على وظائفنا؟ شركات أميركية كبرى خفّضت آلاف الوظائف تحت عنوان “تحسين الكفاءة”، وأدوات الذكاء الاصطناعي أصبحت جزءًا من العمل اليومي في شركات الهايتك، ما زاد القلق لدى المهندسين والمبرمجين. لكن التقديرات الجديدة تشير إلى صورة مختلفة تمامًا عمّا اعتقده كثيرون. فالمشكلة الأكبر ليست في الذكاء الاصطناعي كما يبدو، بل في انتقال الوظائف إلى دول أرخص، وفي مقدمتها الهند.

ما هو مهم فعلًا هو مكان ظهور الوظائف الجديدة، وليس عدد الوظائف التي ستختفي.

بحسب المنتدى الاقتصادي العالمي، قد يؤدي الذكاء الاصطناعي فعلًا إلى إلغاء 90 مليون وظيفة بحلول نهاية العقد، لكنه في الوقت نفسه سيخلق حوالي 170 مليون وظيفة جديدة. هذه الفجوة الكبيرة بين الوظائف التي ستُلغى وتلك التي ستنشأ تشير إلى أن السوق لن يشهد موجة بطالة جماعية كما خشي البعض، وأن الجزء الأكبر من التغيير يتعلق بنوعية الوظائف وليس اختفائها.

يؤيّد تقرير جديد للـOECD كذلك هذه النظرة الإيجابية إلى الذكاء الاصطناعي، حيث يعتقد التقرير أن التكنولوجيا الجديدة قد تخفّف الجهد البدني والضغط النفسي، وتساعد على إطالة سنوات العمل. وتشير بيانات حديثة إلى أن العاملين الذين يمتلكون مهارات في الذكاء الاصطناعي يحصلون على زيادات كبيرة في الرواتب تصل إلى 56%، ما يعني أن الطلب على الموظفين الماهرين لن ينخفض.

لكنّ النقطة الحاسمة في جميع هذه التقارير تتعلّق بمكان ظهور الوظائف الجديدة، وليس بعدد الوظائف التي ستختفي. فالشركات تميل دائمًا إلى نقل جزء من نشاطها إلى دول تكون فيها تكاليف التوظيف أقل، وهو ما حدث سابقًا في صناعات أخرى. واليوم، التحول نفسه يحدث لكن في قطاع الهايتك، فالوظائف الجديدة التي سيخلقها الذكاء الاصطناعي من المتوقع أن تتركّز في الهند والدول الآسيوية المجاورة لها.

مربط الفرس بالتأكيد هو الفجوة بين الأجور، إذ يتقاضى مهندس الذكاء الاصطناعي في الولايات المتحدة بين 150 و200 ألف دولار سنويًا، بينما يحصل نظيره الهندي على 30 إلى 50 ألف دولار فقط. هذا الفارق الهائل يجعل توظيف المهندسين في الهند خيارًا اقتصاديًا أكثر منطقية بالنسبة لشركات التكنولوجيا الأميركية، تمامًا مثلما كانت الصين “المصنع العالمي” قبل عشرين عامًا. حتى الصين نفسها أصبحت أغلى من الهند، إذ تصل رواتب مهندسي الذكاء الاصطناعي فيها إلى 80 أو 90 ألف دولار سنويًا.

الهند ليست وحدها في الصورة. دول مثل تايوان والفلبين وإندونيسيا تستثمر في التكنولوجيا، وفيها ملايين من الشباب الباحثين عن فرص عمل، ما يجعلها مرشحة لأن تكون المكان الذي سيشهد ولادة جزء من الوظائف الجديدة. هذا التحول قد يعطي دفعة اقتصادية قوية لهذه البلدان، لكنه في المقابل قد يترك المدن الأميركية الأصغر التي تعتمد على شركات التكنولوجيا في مواجهة تباطؤ وفرص عمل أقل.

مقالات ذات صلة: “في المواسم الجيدة، أحقق ربح صافي ممتاز من تصميم الأزياء”

مقالات مختارة