كشف تقرير صادر عن شركة الأبحاث العالمية Datos عن قفزة كبيرة في نسبة استخدام منصات الذكاء الاصطناعي، مثل ChatGPT وPerplexity، في إجراء عمليات البحث عبر أجهزة الحاسوب داخل الولايات المتحدة. ووفقًا للبيانات، ارتفعت نسبة استخدام هذه الأدوات إلى 5.6% من إجمالي عمليات البحث في المتصفحات خلال شهر يونيو 2025، مقارنة بـ2.48% في يونيو من العام السابق، ما يعني أن نسبة النمو هي 126% خلال عام واحد فقط.
ومع أن محركات البحث التقليدية، مثل Google وBing، لا تزال تهيمن على السوق بنسبة 94.4%، إلا أن وتيرة النمو في استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي تنذر بتحولات جوهرية قادمة في سلوك المستخدمين.
تستند بيانات التقرير إلى تحليل نشاط تصفح لعينة مكونة من 10 ملايين شخص حول العالم، وافقوا طوعًا على تتبع سلوكهم الرقمي مقابل مزايا مختلفة. ويشير التقرير إلى أن الأرقام تشمل فقط بيانات من أجهزة الحاسوب، دون احتساب نشاط المستخدمين على تطبيقات الهواتف المحمولة أو المتصفحات عبر الهواتف.
ومن المؤشرات اللافتة في التقرير، أن فئة “المستخدمين الأوائل” الذين بدؤوا استخدام روبوتات الدردشة منذ أبريل 2024 أو قبل ذلك، أظهروا تحولًا أكثر جذرية في عادات البحث. ففي يونيو 2025، بلغت حصة أدوات الذكاء الاصطناعي 39% من عمليات البحث بين هؤلاء المستخدمين، مقارنة بـ24% فقط قبل عام. في المقابل، تراجعت حصة محركات البحث التقليدية من 76% إلى 61% في نفس الفترة.
هذه المؤشرات تدفع الكثير من الشركات والمواقع الإلكترونية، خصوصًا المتاجر الرقمية ومنصات المحتوى، إلى الشعور بالقلق من تراجع ظهورها في نتائج البحث. والسبب هو أن أدوات الذكاء الاصطناعي تميل إلى تقديم إجابة واحدة مباشرة بدلًا من قائمة روابط، ما يقلل من فرص ظهور العلامات التجارية أمام المستخدمين.
وفي السياق ذاته، نشر معهد “بيو” الأمريكي بيانات إضافية توضح أن المستخدمين يتفاعلون مع نتائج البحث بشكل مختلف عند عرض ملخصات بالذكاء الاصطناعي. ففي نتائج بحث جوجل التي لا تحتوي على ملخصات الذكاء الاصطناعي، ضغط 15% من المستخدمين على رابط ما، و16% أنهوا جلسة التصفح عند هذه النقطة، بينما واصل 35% البحث على جوجل، و33% انتقلوا لمواقع أخرى. أما عندما كانت نتائج جوجل تتضمن إجابة ذكية من الذكاء الاصطناعي، فإن 9% فقط نقروا على رابط، و26% أنهوا الجلسة، في حين واصل 32% البحث على جوجل، و34% انتقلوا إلى مواقع أخرى.
رغم ذلك، يدعو إيلي غودمان، الرئيس التنفيذي لشركة Datos، الشركات إلى عدم التسرّع في تغيير استراتيجياتها الرقمية. وأوضح أن محركات البحث التقليدية لا تزال تهيمن على الساحة، وأنها متجذرة بقوة في أجهزة الهواتف الذكية التي تستهلك حصة كبيرة من وقت المستخدمين. كما أشار إلى أن طبيعة الطلب في البحث القائم على الذكاء الاصطناعي تختلف جوهريًا عن البحث التقليدي، حيث أن 90% من عمليات البحث في أدوات الذكاء الاصطناعي تُستخدم للحصول على معلومات مباشرة أو مساعدة في حل المشكلات، وليس بالضرورة لاكتشاف مواقع إلكترونية جديدة كما هو الحال في محركات البحث التقليدية.
مقالات ذات صلة: أرقام ChatGPT تثير الدهشة: 2.5 مليار طلب يوميًا و500 مليون مستخدم أسبوعيًا وخسائر بمليارات الدولارات سنويًا
