
كشفت شركة OpenAI عن أرقام غير مسبوقة توضح الحجم الهائل لاستخدام نموذجها الشهير ChatGPT، حيث يتلقى أكثر من 2.5 مليار طلب يوميًا من المستخدمين حول العالم. وإذا استمر هذا المعدل حتى نهاية العام، فإن إجمالي عدد الطلبات التي سيتعامل معها ChatGPT سيصل إلى نحو 912.5 مليار طلب سنويًا.
رغم هذا الإنجاز اللافت، فإن هذه الأرقام لا تزال تشكل أقل من خُمس عدد طلبات البحث التي يستقبلها محرك البحث جوجل، والتي تصل إلى حوالي 5 تريليونات سنويًا. إلا أن المقارنة المباشرة بين النوعين ليست دقيقة تمامًا، نظرًا لأن طلبًا واحدًا على ChatGPT قد يعادل في بعض الحالات عدة استفسارات منفصلة على محركات البحث التقليدية. وهذا ما يجعل ChatGPT يمثل تهديدًا حقيقيًا لنماذج البحث الكلاسيكية، رغم حداثته النسبيّة في السوق.
من بين 2.5 مليار طلب يومي، يأتي نحو 330 مليون منها من داخل الولايات المتحدة، وهو ما يمثل حوالي 13% من إجمالي الاستخدام اليومي. وتشير OpenAI إلى أن عدد مستخدمي ChatGPT الأسبوعيين بلغ حاليًا نحو 500 مليون شخص، الغالبية العظمى منهم تستخدم النسخة المجانية من الخدمة.
هذا الواقع يطرح تحديًا ماليًا كبيرًا أمام الشركة، التي تعتمد بشكل أساسي على الاشتراكات المدفوعة كنموذج عملها التجاري الرئيسي. ووفقًا لتقديرات داخلية، فإن OpenAI تسجل خسائر سنوية تصل إلى مليارات الدولارات. ومع استمرار ارتفاع أعداد المستخدمين، يبدو أن هذه الخسائر ستتزايد في حال لم تنجح الشركة في إيجاد نماذج اقتصادية بديلة أو أكثر استدامة.
على خلفية هذا التحدي المالي، يتجه سام ألتمان، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة OpenAI، هذا الأسبوع إلى العاصمة الأمريكية واشنطن في جولة من اللقاءات مع صانعي القرار. هدفه الأساسي هو تعزيز القبول السياسي والاجتماعي لتقنيات الذكاء الاصطناعي، من خلال عرض أثرها الإيجابي على إنتاجية سوق العمل الأمريكي.
مصدر داخل الشركة صرّح لموقع Axios أن “OpenAI ستحاول إقناع صنّاع القرار بأن نشر تقنيات الذكاء الاصطناعي يمنح الناس فرصة عادلة للمشاركة في الازدهار الاقتصادي”. وأضاف أن “السؤال الأساسي لم يعد ما إذا كانت هذه التكنولوجيا ستزيد حجم الاقتصاد، بل من سيحصل على الحصة الأكبر من هذا النمو”.
مقالات ذات صلة: هل نقول وداعًا لكروم؟ OpenAI تستعد لإطلاق متصفح ذكاء اصطناعي جديد











