/
/
“إسرائيل أولًا”: ترامب ينسحب مجددًا من اليونسكو احتجاجًا على الاعتراف بالتراث الفلسطيني

“إسرائيل أولًا”: ترامب ينسحب مجددًا من اليونسكو احتجاجًا على الاعتراف بالتراث الفلسطيني

تعتبر الإدارة الأمريكية أن المنظمة تنتهج توجّهًا "مؤيدًا للفلسطينيين" على حساب الحليف الإسرائيلي، وهو ما دفع ترامب إلى المضي قدمًا في قرار الانسحاب. وليست هذه المرة الأولى التي تنسحب فيها الولايات المتحدة من اليونسكو، إذ انسحبت منها خلال رئاسة ترامب الأولى، ثم عادت إليها بعد 5 سنوات من انسحابها عام 2023.
أيقون موقع وصلة Wasla
wasla brands
1024px President Donald Trump signing executive orders 04 e1748523822342
ترمب أثناء توقيعه أمرًا تنفيذيًا، صورة توضيحية المصدر: ويكيميديا

في خطوة جديدة ضمن سياسة “إسرائيل أولًا” التي تؤكدها سياسات الولايات المتحدة، قرر الرئيس دونالد ترامب، للمرة الثانية بعد فترة رئاسته الأولى، سحب عضوية بلاده من منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو). وبرّر البيت الأبيض هذه الخطوة بما وصفه بـ”التحيّز ضد إسرائيل” و”سياسات معادية لأمريكا” داخل المنظمة، بالإضافة إلى معارضة إدارة ترامب لأجندة اليونسكو المتعلقة بالتنوّع والشمول الثقافي، والتي اعتبرها مسؤولون في الإدارة جزءًا من توجه “يساري تقدّمي” لا يتماشى مع سياسة “أمريكا أولًا”.

القرار الذي كشف عنه ترامب بعد أقل من عام على عودته إلى البيت الأبيض، جاء تتويجًا لتحقيق داخلي أُجري خلال 90 يومًا حول مدى التزام اليونسكو بما تراه الإدارة الأمريكية قيمًا محايدة. وبحسب مصدر في البيت الأبيض، فإن هذا التحقيق خلُص إلى أن المنظمة تنتهج توجّهًا “مؤيدًا للفلسطينيين” على حساب الحليف الإسرائيلي، وهو ما دفع ترامب إلى المضي قدمًا في قرار الانسحاب، والذي سيُصبح ساري المفعول في نهاية ديسمبر 2026.

الانسحاب الجديد يعيد للأذهان ما جرى عام 2017، حين قرر ترامب في ولايته الأولى الانسحاب من المنظمة لنفس الأسباب. في تلك الفترة، أثار غضب واشنطن وتل أبيب قرار اليونسكو اعتبار البلدة القديمة في مدينة الخليل، موقع تراث عالمي فلسطيني. وقد تبعت إسرائيل الولايات المتحدة حينها وقررت أيضًا الانسحاب من المنظمة.

وكانت إدارة الرئيس جو بايدن قد ألغت قرار الانسحاب في عام 2023، وأعادت واشنطن إلى عضوية اليونسكو، مبررة ذلك بضرورة موازنة النفوذ الصيني المتزايد داخل المنظمة. كما نُقل حينها أن الولايات المتحدة أبلغت إسرائيل مسبقًا بقرار العودة إلى المنظمة، على خلفية القلق من تغلغل الصين في تحديد سياسات الثقافة والتعليم على مستوى عالمي.

وزارة الخارجية الأمريكية، ممثلة بمتحدثتها تامي بروس، قالت إن اليونسكو تروّج لـ”أهداف اجتماعية وثقافية مثيرة للانقسام”، متهمة المنظمة باتباع أجندة تتعارض مع المصالح القومية الأمريكية. وفي المقابل، ردت اليونسكو على القرار الأمريكي الأخير، واصفة إياه بـ”المؤسف لكنه متوقع”، في ضوء سياسات ترامب السابقة تجاه المنظمات الدولية.

تاريخ العلاقة بين الولايات المتحدة واليونسكو شهد تقلبات كثيرة. فقد انسحبت واشنطن أول مرة عام 1984 في عهد الرئيس رونالد ريغان، احتجاجًا على ما وصفته آنذاك بـ”سوء الإدارة وميول معادية لأمريكا”. وعادت إلى المنظمة عام 2003 بقرار من الرئيس جورج بوش الابن، الذي برّر العودة بالإصلاحات التي أجرتها اليونسكو وتخفيف مواقف أعضائها تجاه الغرب وإسرائيل.

الانسحاب الأمريكي المتجدد من اليونسكو يعبّر عن موقف سياسي رافض لأي اعتراف دولي بالهوية الثقافية والتراثية الفلسطينية، خاصة في مدينة الخليل والقدس، اللتين تشهدان تهودًا واستيطانًا لا يتوقف. ويعكس في الوقت ذاته الدعم غير المحدود الذي توفّره إدارة ترامب للاحتلال الإسرائيلي، حتى وإن كان ذلك على حساب دور منظمات دولية تُعنى بالثقافة والتعليم والتراث العالمي.

مقالات ذات صلة: المنتجات الفلسطينية المصدّرة من الضفّة إلى القدس: باب رزق لآلاف الأسر مفتاحه في يد جندي على الحاجز

مقالات مختارة