/
/
كيف اخترق الصاروخ الإيراني المكان المحمي المنزلي (المماد) في بتاح تكفا؟

كيف اخترق الصاروخ الإيراني المكان المحمي المنزلي (المماد) في بتاح تكفا؟

أيقون موقع وصلة Wasla
wasla brands
مكان محمي منزلي (مماد) صورة توضحية، المصدر: ويكيميديا
مكان محمي منزلي (مماد) صورة توضحية، المصدر: ويكيميديا

في ظل تزايد استخدام صواريخ بعيدة المدى ذات قدرات تفجيرية عالية في المواجهة الحالية، اعترفت قيادة الجبهة الداخلية بأن المكان المحمي المنزلي (المماد) لا يوفر حماية كاملة في حالة الإصابة المباشرة بصاروخ، بل إن دوره الأساسي هو الوقاية من الشظايا والضغط الناتج عن الانفجار. التصريح جاء عقب تحليل أجراه الجيش بعد عدة إصابات مباشرة لمبانٍ سكنية، من بينها حالة وقعت في مدينة بتاح تكفا، حيث قُتل عدد من الأشخاص رغم أنهم التزموا بالتعليمات ودخلوا إلى المماد.

التحقيق الذي قادته الجبهة الداخلية أظهر أن الصاروخ الذي أصاب المبنى في بتاح تكفا اخترق المماد مباشرة، ما أدى إلى سقوط ضحايا رغم اتخاذهم كافة التدابير الوقائية. بحسب العقيد يانيف وولفر، من قيادة الجبهة الجبهة الداخلية، في حديثه مع موقع غلوبس، فإن المماد غير مصمم لامتصاص تأثير الإصابة المباشرة لرأس حربي، حتى وإن كان صغيرًا نسبيًا، بل لتوفير حماية من الشظايا والضغط الانفجاري الناتج عن سقوط قريب.

وولفر أوضح أن الفرضية القائلة بأن الملجأ العام أو المكان المحمي الطابقي (المماك) يوفران حماية أفضل من المماد ليست دقيقة، إذ إن ملجأً عامًا لا يملك جدرانًا بسمك 3 أمتار من الخرسانة المسلحة، وهو الحد الأدنى المطلوب للحماية من صاروخ كذاك الذي سقط في بتاح تكفا، وأكد في الوقت ذاته على أهمية التواجد في الأماكن المحمية في الشقة أو المبنى، حيث إنّ مدنًا أخرى مثل بات يام أثبتت أن من تواجدوا في أماكن محمية في المبنى لم يصابوا بضرر، رغم أن المبنى نفسه تعرض لقصف مباشر، ما يشير إلى أهمية الالتزام بالمكان المحمي الأقرب والأكثر توفرًا أياً كان نوعه، الذي يوفر حماية كبيرة إلا في حالات استثنائية، كتعرض المكان المحمي نفسه لضربات مباشرة.

المشكلة، كما أشار ولفر، لا تكمن دائمًا في نوعية المكان المحمي، بل في عدم وصول السكان إليه في الوقت المناسب. التحليل أظهر أن كثيرًا من الضحايا في السابق لم يصلوا إلى الملجأ أو المنطقة المحمية في غضون دقيقة ونصف من الإنذار.

لذلك، عملت قيادة الجبهة الداخلية خلال هذه الجولة مع إيران على تقديم إنذارات مبكرة أكثر دقة وعبر تفعيل التحذيرات على الهواتف، وذلك بهدف منح السكان وقتًا كافيًا للانتقال إلى أماكن الحماية والملاجئ.

وقد أوضح وولفر أن التهديدات الأخيرة تتجاوز ما اعتاد عليه السكان، إذ تم استخدام أنواع صواريخ لها رؤوس متفجرة أكبر ولها قدرة تدميرية أعلى من تلك التي كانت تُستخدم في جولات القتال الأخرى في السابق، والتي كانت تعتمد غالبًا على قذائف صغيرة أو متوسطة الحجم. رغم ذلك، تؤكد قيادة الجبهة الداخلية أن التعليمات لن تتغير، وأن المماد والمناطق المحمية المعتمدة توفر – في معظم الحالات – الحماية اللازمة، حتى في مواجهة هذه الصواريخ الأثقل.

مقالات ذات صلة: “ماكرون شخصيًا يقود حملة ضدنا”: إغلاق أجنحة الشركات الإسرائيلية في معرض باريس الجوي

مقالات مختارة