مع ارتفاع معدلات الفائدة، أصبح السحب الزائد عن الحدّ المسموح به من الحساب البنكي “مينوس” (אוברדראפט بالعبرية) شائعًا في البلاد، حيث يواجه حوالي 2.5 مليون مواطن، أي ما يعادل 39.3% من السكان فوق سن 18، هذه المشكلة المالية. وفقًا لبيانات بنك إسرائيل حتى نهاية عام 2023، تشير التقديرات إلى أن العدد الفعلي قد يكون أكبر من ذلك، حيث يمكن للأفراد طلب حذف بياناتهم الائتمانية من بنك إسرائيل، وغالبًا ما يلجأ إلى هذا الخيار من هم في وضع مالي متدهور. عند تقسيم إجمالي المبالغ المسحوبة بالمينوس – التي بلغت في نهاية 2023 نحو 10.7 مليار شيكل – على عدد السكان، نجد أن متوسطها لكل حساب يبلغ 4,085 شيكل.
البنوك الإسرائيلية وإجراءاتها الخاصة بالسحب الزائد
السحب الزائد “مينوس” هو نوع من القروض الآلية التي تُمنح كجزء من الشروط الأساسية في معظم حسابات البنوك العامة، ويتم تقديمها بشروط سيئة للغاية، أي بفوائد مرتفعة. في بيئة ذات معدلات فائدة عالية كما هي الحال الآن، يصبح السحب الزائد قرضًا مكلفًا جدًا. على سبيل المثال، في يونيو 2023، بلغ متوسط سعر الفائدة في النظام المصرفي 11.64%. يعني ذلك أنّه إذا سحبتم بالمينوس ما قيمته 5,000 شيكل خلال عام واحد، ستدفعون 582 شيكل سنويًا.
مبادرات البنوك لتخفيف الأعباء
خلال العام الماضي، قدمت البنوك بعض التسهيلات لتخفيف العبء المالي عن العملاء بسبب ارتفاع معدلات الفائدة. على سبيل المثال، بنك “هبوعليم” وسّع آلية لتعويض المينوس من خلال أرصدة الحسابات الجارية، ما يتيح للزبائن موازنة الفوائد على الماينوس إذا كان لديهم أرصدة برصيد إيجابي. كانت الآلية تعمل سابقًا على مبالغ تصل إلى 10,000 شيكل شهريًا، ولكن في يوليو، تم توسيعها لتشمل مبالغ تصل إلى 300,000 شيكل.
بنك “مزراحي طفحوت” أطلق أيضًا مبادرة مماثلة، ولكن بمبلغ محدود يصل إلى 10,000 شيكل فقط. كما أتاح البنك للزبائن الذين لديهم قروض عقارية (مشكنتا) أن يحصلوا على إعفاء من الفوائد على السحب بالمينوس بما يعادل مبلغ القسط الشهري لقسط المشكنتا. بنك “ديسكونت” قدّم إعفاءً من الفوائد على سحب المينوس يصل إلى 2,000 شيكل، بينما خفضت معظم البنوك معدلات الفائدة القصوى التي تفرضها عليه بنسبة تتراوح بين 1% إلى 2%.
الأوضاع الراهنة وتوجهات البنوك
على الرغم من التسهيلات السابقة، فإن بعض هذه التسهيلات قد انتهت أو هي في طريقها إلى الانتهاء. في بداية يوليو، وبعد حوالي عام من توبيخ محافظ بنك إسرائيل للبنوك على فوائدها المرتفعة، ومع انخفاض سعر الفائدة بنسبة 0.25% فقط، رفعت بنوك لئومي، هبوعليم، ومزراحي طفحوت مرة أخرى الحد الأقصى لأسعار الفائدة على السحب بالماينوس.
على سبيل المثال، أعلن بنك “مزراحي طفحوت” في يوليو عن إلغاء آلية التعويض للمبالغ التي تصل إلى 10,000 شيكل، ولكنه تراجع عن القرار وقرر استئناف العمل بها اعتبارًا من أغسطس ولعام كامل. أما بنك “ديسكونت”، فقد ألغى في مارس الماضي الإعفاء من الفائدة على مينوس يصل إلى 2,000 شيكل.
تأثيرات الحرب على ارتفاع السحب الزائد
خلال أكتوبر 2023، أدت الأوضاع الاقتصادية الناتجة عن الحرب إلى زيادة حالات السحب بالمينوس، حيث بلغت بالمجمل 10.5 مليار شيكل. استجابة لهذه الأزمة، وضع بنك إسرائيل خطة لتخفيف الأعباء، شملت إعفاء بعض الفئات التي تضررت مباشرة من الحرب من دفع الفوائد على مينوس يصل إلى 10,000 شيكل. كما تم توسيع الخطة لتشمل الشركات التي يصل حجم مبيعاتها إلى 10 ملايين شيكل، مع إعفائها من الفوائد على مبلغ يصل إلى 30,000 شيكل.
خلاصة
رغم المبادرات السابقة، من المتوقع أن تزداد تكلفة السحب بالمينوس على الجمهور في المستقبل، حيث أن التسهيلات التي قدمتها البنوك قد انتهت أو تم تقليصها، وهو ما يؤثر بشكل خاص على الشرائح الضعيفة. تشير البيانات إلى أن حوالي 51% من عملاء البنوك الذين يعيشون في المناطق ذات الترتيب الاجتماعي والاقتصادي الأدنى (المرتبة 1) كانوا قد سحبوا أموالًا زائدة عن الحدّ بنهاية 2023. الوضع مشابه في المناطق الأخرى، مع انخفاض في النسبة كلما ارتفع الترتيب الاجتماعي والاقتصادي.
المصدر: كالكاليست