“شو قصتك!؟” | قصص ملهمة لمبادرين/ات قرّروا تحويل مسارهم المهنيّ لتحقيق شغفهم في الحياة
لطالما كانت دنيا ضاهر-كنج ترى نفسها بين المخططات المعمارية، تصمم الحيّز للزبائن أو تقوم بعملها كموظفة في رسم الخطوط على البرامج الهندسية. لكن هذا العمل لم يمنحها الاكتفاء الذاتي ولم يحقق ذاتها، فاختارت أن تسير مع الصدفة التي قادتها لتعلم الطب البديل.
لم تتوقع دنيا يومًا أن تمسك المشرط وتقوم بـ”خرمشة” أو خدش جلد زبائنها لمعالجتهم عن طريق الحجامة. حتى فكرة أن تقوم بالتدليك للزبائن لم تكن واردة لديها.
حدّثينا عن دراستك ومجال عملك السابق؟
مجال دراستي وعملي السابقة هو هندسية معمارية ومصممة ديكور. بعد تخرجي عملت لمدة عامين، ومن ثم تزوجت، واستمررت في عملي إلى أن أنجبت طفلي الأول. ولأنّ العائلة والأولاد في مقدّمة أولوياتي، اخترت تمديد إجازة الأمومة من 3 أشهر إلى عامين تقريبًا، وبعدها عدت للعمل في مجال الهندسة، ولكن مع مكتب جديد. كان من الصعب عليّ التأقلم مجددًا، وشعرت أن هذا المجال ليس ما أريده مهنيًا، سواء بسبب ساعات العمل الطويلة التي كانت على حساب الوقت الذي أقضيه في البيت ومع ابني، والذي كان يتنقل كثيرًا مما أثر على استقراره. فأخذت قرارًا بترك العمل والبقاء في البيت لرعاية ابني. امتدت هذه الفترة إلى 3 سنوات، ومن ثم رزقت بابنتي. هنا، اقترح عليّ والدي أن أفكر بالعمل معه في عيادة الطب البديل الخاصة به، حيث كانت لديه غرفة متاحة يمكن أن يخصصها لي. فكرت في اقتراحه… وسرت نحوه.
كيف كانت خطوتك الأولى في مجال عملك الجديد؟
عندما اخترت دراسة الديكور والهندسة، كان ذلك ضمن مخططاتي المستقبلية، وكان لدي ميول واضحة لدراسة هذا الموضوع. بينما عملي الحالي لم يكن على البال أو الخاطر. فجأة، وجدت نفسي منجذبة لهذا المجال وأحب هذا العمل ولدي الرغبة في اكتشافه أكثر. بدأت بدراسة المساق الأول، ثم الثاني، إلى أن تعمقت أكثر في الدراسة.
كانت الدورات والمساقات التعليمية التي أخذتها فردية وليست ضمن مجموعة، لأنني بدأت التعليم بالتزامن مع أزمة كورونا. ومن حسن حظي أنني تعلمت بشكل فردي ومكثف وبفترة زمنية مختصرة، حيث كنت ألتقي مع المدرسين في مركز العلاج الذي يديره والدي. كانت فترة كورونا لصالحي، ونقطة التحول في حياتي العملية، إذ ساعدتني على اتخاذ القرارات الصحيحة لتطوير حياتي المهنية وأعطتني فرصة للتعليم.
أول شخص طبقت عليه ما تعلمته كان والدي، حيث أجريت أول علاج بالحجامة عليه. ومن ثم بدأت توسيع النطاق بتطبيق ما تعلمته على المحيطين والمقربين مني، وكنت دائمًا أسمع ردود فعل مشجعة مثل: “اختفى الألم، ولم نعد نشعر بالأوجاع”. هذا الأمر زاد من ثقتي بنفسي للعمل في هذا المجال، بالإضافة إلى أنني لاحظت أنني أحب العمل الذي يتضمن خدمة ومساعدة الناس.
العلاجات التي أقدمها متعددة، منها: الحجامة، علاج الصداع، تنيشط الدورة الدموية، تحسين قوة العضلات والتخفيف من تشنجها وتقلصها، زيادة المرونة وحركة المفاصل، تعزيز وظائف الأيض والجهاز التنفسي، بالإضافة إلى المساجات بأنواعها.
مقالات ذات صلة: بشار ضاهر، من تصوير المناسبات والتدريس إلى العلاج بالطبّ البديل!
كيف تقارنين تجربتك الحالية مع عملك السابق كموظفة؟
للأسف، تجربتي في عملي السابق، كانت سيئة، إذ تتضمن الكثير من الاستغلال للموظفين من حيث ساعات العمل والراتب، دون وجود أي فرصٍ للتطور أو التقدم في العمل؛ حيث يبقى الإنسان مسمّرًا في مكانه. في المقابل، أحببت مجال عملي الجديد لأنه منحني الاستقلالية، سواء من حيث ساعات العمل أو تنظيم وقتي كأم. أنا من يتحكم بوقتي؛ أستطيع أن أضبط ساعات عملي حسب ما يناسبني. إذا كان ابني بحاجة إلى رعاية، يمكنني ترك العمل والتفرغ للعناية به، دون الحاجة لأخذ إذن من صاحب العمل، الذي ربما يسمح لي بالتغيب وربما لا.
من الناحية المادية، العمل غير ثابت، وبالتالي الدخل يتأثر. كما أن مجال العمل هذا متعلق بالمواسم؛ في الشتاء يكون الإقبال أقل من الصيف، ويتطلب مني الكثير من التسويق والإعلانات، وأنا لست متفرغة بشكل دائم للترويج لعملي، خاصة في فترة العطل المدرسية، حيث يكون تكثيف الدعاية والتسويق متعارضًا مع الوقت المخصّص لأولادي.
ماذا تنصحين المترددين في تغيير مسارهم المهنيّ الذي لا يعجبهم؟
نصيحتي لكل إنسان لديه رغبة في تغيير مسار حياته المهنية والاستقلال بالعمل أن يُجرّب. لا يوجد ما يندم عليه، وعليه أن يطور نفسه ومهاراته ليمتلك الأدوات التي تساعده في عمله الجديد. وعندما يصبح مستقلاً بعمله، من المهم أن يطوّر خبراته عبر التعليم المستمرّ والانكشاف على مجالات مهنية أوسع. وفي حال لم ينجح في البداية، عليه الاستمرار والمثابرة من أجل النجاح. في نظري، يجب أن يمتلك الإنسان جرأة التغيير حتى يتقدم في حياته.