في ظل التحضيرات لزيادة كبيرة في ضرائب الأملاك (الأرنونا) في إسرائيل، قدمت 88 سلطة محلية على الأقل، من بينها بلديات عربية، طلبًا رسميًا لوزارة الداخلية للموافقة على إجراء تعديلات استثنائية على معدلات ضريبة الأملاك. هذه الطلبات تتجاوز الزيادة الوطنية المقررة بنسبة 5.29%، والتي ستدخل حيز التنفيذ في يناير 2025، وهي أعلى زيادة تلقائية منذ 15 عامًا على الأقل. يتم تحديد هذه الزيادة التلقائية، والتي تُعرَف بـِ “טייס אוטומטי” (الطيار الآلي)، سنويًا لجميع السلطات المحلية الـ259 من خلال صيغة تجمع بين مؤشر أسعار المستهلكين ومؤشر الأجور في القطاع العام، ما يعكس الظروف الاقتصادية العامة.
ومع ذلك، فإن الطلبات التي قدمتها بعض البلديات تثير الكثير من التساؤلات، خاصة في تل أبيب-يافا، حيث طلبت البلدية زيادة تصل إلى 35% لبعض العقارات السكنية. وبينما تعد زيادة 5.29% التلقائية إلزامية لجميع البلديات، إلا أن السلطات المحلية لديها خيار تقديم طلبات مبررة لمزيد من التعديلات، سواء بزيادة أو بتخفيض، إلى وزارة الداخلية. تتم مراجعة هذه الطلبات من قبل وزارتي الداخلية والمالية، حيث يتولى الوزراء المعنيون مسؤولية الموافقة عليها أو رفضها. ومن المعروف أن بعض الطلبات في السابق لم تحظَ بالموافقة.
تتعلق بعض المقترحات بعام 2025 وما بعدها، في حين يشمل بعضها الآخر تعديلات لعام 2024. في الظروف العادية، كانت معدلات الأرنونا لعام 2024 قد تحددت بالفعل، ولكن بسبب تأجيل الانتخابات المحلية من أكتوبر 2023، تم تمرير قانون في مارس لتأجيل المواعيد النهائية المعتادة. هذا يعني أنه إذا تمت الموافقة على أي تغييرات لعام 2024، قد يُطلب من السكان دفع رسوم إضافية على الفواتير التي سبق أن سددوها.
تل أبيب-يافا: زيادات كبيرة في الأرنونا وتوحيد للضرائب
قدمت بلدية تل أبيب-يافا، مقترحًا لزيادة كبيرة في معدلات الأرنونا، حيث تخطط لرفع ضرائب الأملاك بنسبة تصل إلى 35% لبعض المباني السكنية. هذه الزيادة تأتي بالإضافة إلى الزيادة التلقائية بنسبة 5.29%. التغييرات المقترحة هي جزء من جهد لتوحيد معدلات الضرائب عبر مختلف مناطق المدينة، ومعالجة الفجوات بين المباني القديمة والجديدة.
من المتوقع أن تولد البلدية إيرادات إضافية تصل إلى 71 مليون شيكل سنويًا من حوالي 179,000 عقار في المدينة. حوالي 100,000 من هذه العقارات ستشهد زيادة تصل إلى 10%، في حين قد تشهد حوالي 17,000 عقار زيادات تتجاوز 30%. على سبيل المثال، في معظم أحياء يافا، من المقرر أن ترتفع الأرنونا للمباني التي بنيت بين عامي 1983 و2009 بنسبة 32%، ما يضيف حوالي 13 شيكل لكل متر مربع سنويًا.
في تقديمها لطلب الزيادة، أشارت البلدية إلى أن ضرائب الأملاك السكنية في تل أبيب منخفضة نسبيًا مقارنة بالمدن المجاورة، ما يشير إلى أن الوقت قد حان لتعديلها. وعلى الرغم من أنّ البلدية تفضل تنفيذ الزيادة دفعة واحدة، فقد اقترحت توزيع الزيادة على عدة سنوات، مع زيادة سنوية بنسبة 10% إذا لزم الأمر.
حيفا: زيادات تُركّز على الصناعة ومحطات الوقود
اختارت بلدية حيفا الالتزام بالزيادة التلقائية بنسبة 5.29% لعام 2024، لكنها تقدمت أيضًا بطلب للموافقة على زيادات إضافية تستهدف قطاعات محددة. تخطط البلدية لزيادة الأرنونا على محطات الوقود بأكثر من 10%، وفرض زيادة إضافية بنسبة 5% على العقارات الصناعية بالإضافة إلى الزيادة التلقائية. من ناحية أخرى، ستحصل المدارس الثانوية والمعارض الفنية في المدينة على إعفاءات ضريبية.
سخنين: معالجة التحديات المالية بزيادات في الضرائب
تواجه سخنين تحديات مالية وتقدمت بطلب لزيادة الأرنونا بنسبة 7.5% على البنوك وشركات التأمين والمكاتب والخدمات التجارية لعام 2025، بما في ذلك التعديل التلقائي. تجادل البلدية بأنه على الرغم من وجود نسبة مرتفعة من السكان الأثرياء، إلا أن ميزانيتها تعاني من ضغوط، حيث يأتي فقط 9% من دخلها من ضرائب الأملاك غير السكنية.
القدس: زيادات غير متوقعة في الضرائب لأحياء جديدة
فاجأت بلدية القدس العديد من سكانها بطلب زيادة كبيرة في الأرنونا تتراوح بين 20% و60% ابتداءً من عام 2025. ستؤثر هذه الزيادة على حوالي 12,000 شقة في أحياء مثل كريات يوفيل، وجفعات هماتوس، وحي روميميا الجديد، مستهدفة المباني التي تم بناؤها أو شغلها منذ عام 2020. بالنسبة لبقية سكان المدينة، ستطبق فقط الزيادات التلقائية السنوية، دون طلب تغييرات إضافية.
اللد: التوجه نحو زيادة الضرائب على نطاق واسع
تطلب بلدية اللد زيادة بنسبة 9.5% في الأرنونا السكنية لعام 2025، بما في ذلك الزيادة التلقائية. بالإضافة إلى ذلك، تسعى المدينة إلى فرض زيادة بنسبة 7.5% على العقارات الصناعية ومواقف السيارات والأراضي الزراعية.
جسر الزرقاء: زيادات متواضعة تعكس الواقع المحلي
في جسر الزرقاء، أفقر البلدات في البلاد، قدّم المجلس المحلي طلبًا لزيادة متواضعة بنسبة 1% في جميع أنواع العقارات، بما في ذلك السكنية. هذه الزيادة تأتي بالإضافة إلى الزيادة التلقائية بنسبة 5.3%، ما يؤدي إلى زيادة إجمالية بنسبة 6.3% لعام 2025. يأخذ هذا النهج الحذر بعين الاعتبار الضغوط المالية التي تواجه سكان جسر الزرقاء، بينما يسعى المجلس في الوقت ذاته إلى توليد بعض الإيرادات اللازمة لتقديم الخدمات الأساسية.
مقالات ذات صلة: مشروع “التركواز” السكنيّ في جسر الزرقاء؛ الجنّة ليست لأهلها
بئر السبع: محاولة لتحقيق التوازن بين الإيرادات والتنمية الحضرية
اقترحت بلدية بئر السبع زيادة بنسبة 7.7% في الأرنونا لعام 2025، والتي تشمل زيادة إضافية بنسبة 2.5% بالإضافة إلى التحديث التلقائي. بالإضافة إلى ذلك، تسعى المدينة للحصول على الموافقة على تخفيض يصل إلى 35% في الأرنونا لبعض العقارات في البلدة القديمة، بما في ذلك المعارض والحانات وقاعات الاحتفالات، بهدف تشجيع السياحة وإعادة إحياء المنطقة.
ضريبة على السيرفرات
بالإضافة إلى ذلك، قدمت بعض السلطات المحلية طلبات استثنائية لزيادة الأرنونا على أنواع معينة من الممتلكات مثل مزارع الخوادم Server farms. على سبيل المثال، في مدينة موديعين-مكابيم-ريعوت، طلبت البلدية زيادة الأرنونا بنسبة 54% على مزارع الخوادم العاملة في المدينة. هذا النوع من الطلبات يعكس رغبة السلطات المحلية في تحقيق توازن بين زيادة الإيرادات وعدم فرض أعباء إضافية على السكان العاديين.
ميزانيات السلطة المحلية وطريقة حساب الأرنونا
في عام 2022، بلغ إجمالي ميزانية السلطات المحلية في إسرائيل 82.8 مليار شيكل، بدون احتساب الميزانيات الاستثنائية المخصصة للتطوير. من هذا المبلغ، كانت 48.6 مليار شيكل من الإيرادات الذاتية للسلطات المحلية، منها 30.7 مليار شيكل جاءت من ضرائب الأملاك (الأرنونا). تتوزع هذه الإيرادات على نوعين: 13.9 مليار شيكل من العقارات السكنية و16.8 مليار شيكل من العقارات التجارية. وفقًا لتقرير مراقب الدولة، منحت السلطات المحلية في عام 2020 خصومات وإعفاءات من الأرنونا بقيمة 8.8 مليار شيكل.
يتم احتساب الأرنونا في معظم السلطات المحلية (86%) عن طريق قياس مساحة العقار بما في ذلك الجدران الداخلية والخارجية والمساحات المشتركة. وهناك طريقتان أخريان للقياس: إحداهما تعتمد على قياس الجدران الداخلية فقط، والأخرى تقيس مساحة الأرضية دون احتساب الجدران.
المصدر: دا ماركر