أخيرًا، بعد أكثر منن 30 عامًا من تأسيسه، أعلنت وزارة الثقافة والرياضة الإسرائيلية أن صالة العرض للفنون في أم الفحم ستصبح أول متحف للفن المعاصر في المجتمع العربي في إسرائيل منذ تأسيس الدولة. هذا التحول يأتي بعد موافقة مجلس المتاحف، ويشكل خطوة تاريخية لمجتمع الفنانين العرب في البلاد. ومن الآن فصاعدًا، سيحمل الجاليري اسمه الجديد وهو “متحف أم الفحم للفن المعاصر“.
عبّر سعيد أبو شقرة، ابن مدينة أم الفحم والفنان الذي قاد تأسيس الصالة قبل 30 عامًا، عن فرحته وفخره الكبيرين قائلاً: “هذا يوم مميز بالنسبة لي ولكل من آمن بأهمية الفن في مجتمعنا. لم يكن هذا الإنجاز ليتحقق دون دعم الأصدقاء والزملاء من جميع الأطياف، الذين ساعدوا ودعموا كل خطوة في رحلتنا الفنية. الفن ليس مجرد إبداع وجماليات، بل هو قوة ثقافية قادرة على إحداث تغييرات جذرية في مجتمعنا”.
منذ تأسيس صالة العرض للفنون عام 1994، استضافت مئات المعارض الفنية لأشهر الفنانين من جميع أنحاء العالم. وقد جمعت الصالة مجموعات فنية فلسطينية وإسرائيلية، بالإضافة إلى أرشيف تاريخي لمدينة أم الفحم.
في السنوات المقبلة، من المتوقع أن ينتقل المتحف الجديد إلى مبنى دائم، بينما سيتم تجديد مقرّ المعرض الحالي. الاعتراف بصالة العرض كمتحف جاء على إثر الفوز في مناقصة لتطوير المؤسسات الثقافية في المجتمع العربي ضمن الخطة الاقتصادية الخمسية 550، بالتعاون مع وزارة الثقافة والرياضة وهيئة تطوير الاقتصاد في المجتمع العربي في وزارة المساواة الاجتماعية. الجمعية التي بدأت تشغيل المعرض في عام 1996، فازت بالمناقصة لإنشاء المتحف بميزانية تقدر بحوالي 10 ملايين شيكل للسنتين الأوليين.
في حديثه مع ynet في يناير 2023، قال أبو شقرة: “لطالما أردت أن يُنظر إليّ كندٍّ متكافئ. لا يمكنني أن أتوقّع أن يعاملني الناس بهذه الطريقة إذا كنت ضعيفًا. أردت أن أكون محترفًا بأعلى مستوى. هذه رسالتي – لا أريد أن أكون ضحية، بل أريد أن أكون قويًا وقادرًا على إحداث التغيير. إذا جاء الناس إلى هنا لأنهم يرونني ضعيفًا، فلن يعودوا. أريدهم أن يعودوا لأنهم مهتمون بما يحدث هنا”.
كما يضيف أبو شقرة: “نحن نريد أن نرى الجيل القادم. لقد أثر المعرض على الكثير من الناس وجعلهم يدركون أن الفن مهنة محترمة، وأن لهم مكانًا في هذا المجال. المعرض ساعد أيضًا الآباء على فهم أن الفن مهنة محترمة لأبنائهم. اليوم لا أرى فرقًا بين طفل في أم الفحم وطفل في تل أبيب – الجميع منفتحون على نفس التكنولوجيا والمعلومات الهائلة التي توفّرها. الطفل ليس فقط ابن والديه، بل هو ابن المجتمع ككل”.
هذا التحول التاريخي في مسيرة معرض الفنون في أم الفحم يمثل بداية جديدة، مليئة بالآمال والتطلعات لمستقبل مشرق للفن والفنانين في المجتمع العربي.
المصدر: واي نت