لماذا يهمّنا الأمر: مرة أخرى، يعود عيد الحبّ بنفس الحال! تحاصرك القلوب الحمراء في كلّ مكان، والعشّاق على “قفى مين يشيل” تكتظّ بهم الشوارع والمطاعم كأنّهم في مظاهرات عاطفيّة، وكيوبيد اللعين طلب دفعةً جديدةً من أسهم الحبّ ليصيب بها شغب المتظاهرين. نيّالك، أنت وحدك من نجوت من الإصابات البليغة في الفؤاد!
التفاصيل: اشترِ لنفسك ما كنتَ ترغب في الحصول عليه منذ زمنٍ، أنت تستحقّ هديّة حبٍّ لذاتك (على عكس البعض، لا ينبغي عليك القلق ألّا تثير الهديّة الإعجاب). دلّل نفسك بوجبة تطهوها بالبيت على مهل (تذكّر فاتورة العشّاق الباهظة). تمدّد على الكنبة خالعًا جوربيك وشاهد مسلسلك المفضّل (ابتهج لأنّك لن تلعب دور العاشق مكسور القلب في الحلقات الأخيرة عندما يتلاشى سحر الحبّ).
الصورة الكبيرة: الحرّيّة، كم أنت حرٌّ لوحدك! فلماذا نقيّد أنفسنا بسلاسل الالتزامات؟ ألا تكفي قيود مديرك بالعمل والفواتير الشهريّة؟ ثمّ من قال إنّ هذا العيد حصريٌّ للحبّ الرومانسيّ؟ لا يا صاحبي، كُن ممتنًا، فالمحبّة تأتي أيضًا من العائلة والأصدقاء وكلبك الوفيّ، ومن علاقتنا الصحيّة مع أنفسنا أولًا وأخيرًا. وعلى العكس ممّا يُصيب العشّاق، فإنّ هذه المحبّة لا ينهشها النكد، ولا يحلّ مكانها الروتين أو القلق أو الدموع.
زووم إن: غُص هذا اليوم في ذاتك، متذكّرًا إنجازاتك في الحياة. أعلنه البداية لإنجاز جديد يعمّق من معنى وجودك. هل تتذكّر قائمة الأشياء التي كنتَ ترغب في فعلها، كإجادة لغةٍ جديدةٍ أو تعلّم ركوب الخيل، أو القفز بالباراشوت من الطائرة؟ حان الوقت، عيدّ الحبّ هو الموعد، موعدك مع مستقبلك أنت لإنجازٍ جديد (ستلاحظ أثناء قفزك من الطائرة بالونات الهيليوم الحمراء تطفو بذبولٍ حولك ككلّ وعود الحبّ الأبديّ).
نعم، لكن: أشعر بالوحدة! لا بأس يا عزيزي، عبّر عن عواطفك دون أن تجعل يومًا واحدًا في السنّة يؤثّر على باقي أيّامها. اتّصل بالشلّة، تجمّعوا على نَفَس أركيلة، وفضفضوا أثناء لعب الشدّة. أو احجزوا ملعب كرة القدم، وأخرجوا الڤالنتاين من أجسادكم مع العرق والصراخ والضحكات (يُمنع لبس التشيرتات أو السراويل أو الجوارب الحمراء).
أغاني: تذكّر فقط عدد أغاني الحبّ الحزينة، التي تبكي على الشوق، والهجران، أو التي تردح لقلّة وفاء الحبيب. هل ترغب في ذلك حقًّا؟ أم ترغب أن تسمع هذه الكلمات في علاقةٍ توكسيك تطالبك بالضرب في المندل لتعرف سبب زعل الطرف الآخر: ” إنتَ لو كنت بتهتم، إنتَ لو كان عندك دم، إنتَ لو بتحسّ يا عم، هتعرف إيه الّلي مزعّلني … مخاصماك، وابعد عنّي أنا مش طايقاك“. غنّي، يا صديقي، أغانيَ أُخرى لنفسك بدلًا من تلك: