كشف جينسن هوانغ، الرئيس التنفيذي لشركة إنفيديا، خلال زيارته الأخيرة إلى بكين، عن التخصص الذي كان سيختاره لو كان طالبًا جامعيًا في عام 2025. ففي رد على سؤال من أحد الصحفيين قال هوانغ: “لو كنت شابًا في العشرين من عمري للتو تخرجت من الكلية، لكنت اخترت دراسة الفيزياء بدلًا من علوم الحاسوب”.
تصريحه هذا جاء في سياق تسليط الضوء على التحول القادم في عالم الذكاء الاصطناعي، حيث يعتقد هوانغ أن الموجة التالية من هذا المجال ستكون مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بفهم المبادئ الفيزيائية للواقع.
خلال مشاركته السابقة في منتدى Hill & Valley في واشنطن، قدّم هوانغ شرحًا لرؤيته بشأن تطور الذكاء الاصطناعي، مشيرًا إلى أنه مرّ بثلاث مراحل رئيسية: المرحلة الأولى تمثلت في “الذكاء الاصطناعي الإدراكي” (Perception AI) الذي يهتم بفهم الصور والأصوات، تلتها “الذكاء الاصطناعي التوليدي” (Generative AI) الذي يشمل إنتاج النصوص والصور والمحتوى الإبداعي، أما المرحلة الثالثة فهي “الذكاء الاصطناعي الاستدلالي” (Reasoning AI)، وهو القادر على الفهم وحل المشكلات والتعامل مع مواقف لم تتم مواجهتها من قبل.
لكن بحسب هوانغ، فإن المستقبل يتجه نحو نوع جديد من الذكاء الاصطناعي يُعرف بـ”الذكاء الاصطناعي الفيزيائي”، وهو النمط الذي يتطلب من أنظمة الذكاء الاصطناعي فهم مفاهيم فيزيائية مثل قوانين الحركة والاحتكاك والقصور الذاتي وعلاقة السبب بالنتيجة.
وشدد على أهمية مفهوم “ثبات الكائنات” أو Object Permanence، أي قدرة النظام على إدراك أن الأشياء لا تختفي لمجرد أنها لم تعد مرئية. وهذا النوع من التفكير الفيزيائي، بحسب هوانغ، هو ما يُمكّن من تطوير روبوتات أكثر ذكاءً وقدرة على التفاعل مع العالم الواقعي بطريقة طبيعية.
وأشار إلى أن “عندما يتم دمج الذكاء الاصطناعي الفيزيائي داخل كائن مادي مثل الروبوت، نحصل على روبوتات قادرة على العمل في بيئات العالم الحقيقي، وهو أمر بالغ الأهمية في الوقت الراهن، خصوصًا مع بناء منشآت ومصانع جديدة في مختلف أنحاء الولايات المتحدة”.
مقالات ذات صلة: توسّع “إينفيديا” في الشمال خبر سار لمواهب الهايتك في المجتمع العربي
