في إطار مؤتمر إطلاق “الخطة الوطنية للتثقيف المالي في المجتمع العربي”، عرض بنك إسرائيل نتائج بحث أخير لفحص مستوى المعرفة والثقافة في الأمور المالية والاقتصادية عند المواطنين العرب في البلاد. وتم إجراء هذا البحث كخطوة أولية لفهم ودراسة مقدار دراية المجتمع العربي ببديهيات المعلومات الاقتصادية والمالية وتأثير ذلك على سلوكيات الأفراد والعائلات العربية.
نتائج البحث رسمت صورة قاتمة جدا لمستوى الثقافة المالية للمجتمع العربي في البلاد. فقد أظهر البحث بأن أكثر من نصف المواطنين العرب (54%) لا يعرفون ماذا يعني مصطلح “التضخم المالي” وكيف يؤثر التضخم على قيمة النقود وعلى قوتها الشرائية. وبأن خُمس المواطنون العرب فقط يعتقدون أنهم يتمتعون بمقدار جيد من الثقافة المالية، وأن 24% فقط ممن يقررون أخذ قرض أو مشكنتا يتوجهون لمستشار مهني للحصول على استشارة في هذا المجال.
البحث أظهر أيضا وجود أزمة حقيقية في كل ما يتعلق بالادخار والتوفير في المجتمع العربي، إذ تبين أن ثُلث المواطنين العرب فقط ادخروا بشكل مُستقل خلال السنوات الخمس الأخيرة، وبإن ثلثي العائلات العربية كانت في “مينوس” خلال السنوات الخمس الأخيرة أيضا.
خلال المؤتمر الذي عقده بنك إسرائيل في تل أبيب بحضور أكثر من 200 مشارك من مختلف المؤسسات المدنية والأهلية في المجتمع العربي، تم عرض الخطة الاستراتيجية التي اعلن عنها البنك لتعزيز المعرفة والثقافة المالية في المجتمع العربي. وفي حديثها عن المؤتمر قالت نوريت بلتر ايتان – مديره قسم الاعلام، التوعية والعلاقات المجتمعية في بنك إسرائيل: “بدأت هذه الخطوة سنة 2022 عندما أقام محافظ بنك إسرائيل ووزير العدل ما يُسمى بلجنة الاحتواء المالي والتي هدفت إلى تحديد الأمور التي تحدّ من زيادة وعي الناس للأمور المالية. وتبين من خلال هذا العمل بأن المجتمع العربي يعاني من نقص حاد في معرفة الأمور المالية ومن أزمة ثقة في المؤسسات المالية. وللتعامل مع هذه المشكلة تقرر القيام بعدد من الخطوات لتعزيز المعرفة والمهارات المالية في المجتمع العربي”.
من جهتها أكدت ڤيرد يفيت – مديرة وحده العلاقات مع المجتمع ومسؤولة مجال الثقافه المالية بأن هناك علاقة مباشرة بين المعرفة المالية وبين الحصانة المالية، “عندما تكون المعرفة المالية عند الناس جيدة فهذا يعني أن قراراتهم المالية تكون أفضل، وغالبًا ما يكون لديهم توفيرات لأوقات الشدة، وكل هذا يساهم في تحسين الاقتصاد والمجتمع بشكل عام. تقرير الاحتواء المالي بيّن بأن أسباب تدهور الثقافة المالية في المجتمع العربي تعود إلى عوامل مثل اللغة، وسهولة الوصول إلى المؤسسات المالية، انتشار فروع البنوك وحتى عوامل دينية معينة.”
“الهدف المركزي للبرنامج الجديد الذي قُمنا بإطلاقة هو رفع مستوى المهارات والمعرفة المالية في المجتمع العربي” تقول نوريت بلتر-إيتان، “لا لأنه Nice to have أو لأننا نفكر فقط في مصلحة المجتمع العربي، بل لأننا نرى أن المجتمع العربي ضروري جدا لنمو الاقتصاد الإسرائيلي. المجتمع العربي يُشكل 21% من المجتمع في إسرائيل، وكلما رفعنا مستوى المعرفة المالية لهذا المجتمع كلما عززنا النمو الاقتصادي للدولة“.
ويُذكر بأن هذا البرنامج يأتي في إطار تعاون بين عدد من المؤسسات منها سلطة التطوير الاقتصادي للمجتمع العربي، وزارة المالية، سلطة سوق المال، وسلطة الأوراق المالية وبنك إسرائيل، حيث تستثمر كل جهة من هذه الجهات في مجال عملها. “نحن في بنك إسرائيل موّلنا البرامج التجريبية الأولية في إطار هذه الخطة، ونهتم بالجوانب البحثية والتطبيقية المختلفة”، تقول فلتر-إيتان، “ونتوقع أن يُساهم كل شريك في هذا البرنامج كما يجب”.
مقالات ذات صلة: بنك إسرائيل يُطلق قاموسًا للمصطلحات المالية والاقتصادية باللغة العربية
