شركات طيران أجنبية تنتقد إسرائيل: غياب الشفافية والتواصل منذ سقوط الصاروخ اليمني

التقديرات في قطاع الطيران تؤكد أن أزمة تعليق شركات الطيران رحلاتها قد تمتد حتى موسم الصيف، وغياب شركات الطيران الأجنبية يعني تقلصاً حاداً في العرض، ما سيرفع أسعار التذاكر بشكل كبير.
أيقون موقع وصلة Wasla
طاقم وصلة
مطار بن غوريون، صورة توضيحية- المصدر: ويكيميديا

أعربت شركات طيران أجنبية بارزة عن خيبة أملها إزاء تعامل السلطات الإسرائيلية، لا سيما وزارة المواصلات، مع أزمة الطيران الأخيرة التي تلت سقوط صاروخ حوثي قرب مطار بن غوريون.

وفي حديث مع صحيفة TheMarker، قال ممثل رفيع لإحدى شركات الطيران الكبرى إن وزارة المواصلات لم توفّر أي معلومات أو ضمانات فعلية منذ الحادث، مضيفاً أن “التواصل معنا كان شبه معدوم، ما عدا بريد إلكتروني وحيد من سلطة المطارات”.

الشركات الأجنبية، بحسب المندوب ذاته، لم تتلقَّ توضيحات أو لقاءات طارئة تشرح الإجراءات الأمنية أو تقدّم صورة أوضح عن الوضع الأمني، كما لم تُبادر السلطات لعقد لقاءات مباشرة أو حتى استخدام القنوات الدبلوماسية لتقديم تطمينات، وهو أمر وصفه بـ”الفشل المؤسسي في إدارة الأزمة”.

مطار بن غوريون، صورة توضيحية- المصدر: ويكيميديا
مطار بن غوريون، صورة توضيحية- المصدر: ويكيميديا

مخاوف متزايدة من صيف ساخن وخسائر في كل الجبهات

ورغم غياب قرارات طويلة الأمد حتى الآن لشركات الطيران الدولية بشأن تعليق رحلاتها، فإن التقديرات في القطاع تؤكد أن الأزمة قد تمتد حتى موسم الصيف، ما قد يتسبب في خسائر فادحة على مختلف الأصعدة.

فغياب شركات الطيران الأجنبية يعني تقلصاً حاداً في العرض، ما سيرفع أسعار التذاكر بشكل كبير. شركات الشحن الجوي ستتأثر أيضاً، كما ستتضرر مداخيل سلطة المطارات ومتاجر السوق الحرة. وكل ذلك في وقت كان القطاع قد بدأ في التعافي التدريجي منذ بداية 2024، حيث سجل مطار بن غوريون في أبريل 1.89 مليون مسافر، بزيادة 56% عن الشهر نفسه في العام الماضي، وذلك بحسب موقع ذاماركر.

شركة الطيران الإسبانية إيبيريا (Iberia)- الصورة: ويكيميديا
شركة الطيران الإسبانية إيبيريا (Iberia) أعلنت تعليق رحلاتها حتى الأول من يونيو- الصورة: ويكيميديا

غياب قيادة حكومية والتقصير في إدارة المخاطر

مصادر إسرائيلية من داخل القطاع أكدت لصحيفة ذاماركر أن الحكومة تفتقر إلى خطة واضحة. وقال أحد المسؤولين: “لا يوجد من يتحدث باسم الحكومة أو يشرح الإجراءات المتخذة”، مضيفاً أن الموقف الأمني الحالي يتطلب إعلاناً صريحاً عن الخطوات المتخذة مثل نشر بطاريات دفاع جديدة حول المطار أو ضمانات تأمينية. وعبّر عن استيائه من ترك القطاع في حالة ارتباك بينما تركز وزيرة النقل ميري ريغف على قضايا داخلية ثانوية مثل تعريفات النقل العام.

في المقابل، رفضت وزارة المواصلات هذه الانتقادات، ووصفتها بـ”الادعاءات الباطلة”. وأكدت الوزارة أن الوزيرة ريغيف على تواصل دائم مع نظرائها في دول العالم، مثل الهند، بهدف استئناف الرحلات الجوية، كما أكدت أن 25 شركة أجنبية لا تزال تسيّر رحلاتها رغم التحديات.

رغم إعلان سلطة المطارات أنها تجري اتصالات مكثفة مع الشركات وتوفّر معلومات أمنية محدثة، أكدت بعض الشركات أنها لم تتلقَ أي اتصال مباشر من الوزيرة أو ممثلي الحكومة، بل إنها تعتمد على التقارير الإخبارية من BBC وCNN لتقييم الوضع الأمني.

أحد ممثلي الشركات قال لذاماركر: “لا أحد يطمئننا أن الوضع آمن بما يكفي لعودة الرحلات. طواقم الطائرات بحاجة إلى ثقة، ولا نحصل على التطمينات اللازمة من السلطات الإسرائيلية”.

مقالات ذات صلة: من بينها إيبيريا: شركات طيران تمدد تعليق رحلاتها إلى البلاد حتى الشهر القادم

مقالات مختارة