
قرر وزير الاقتصاد نير بركات المضي قدمًا في فرض ضريبة على القنب الطبي (الماريجوانا الطبية) المستورد من كندا بنسبة تصل إلى 165%، عبر تقديم قراره لمصادقة لجنة المالية في الكنيست، متجاوزًا اعتراض وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، الذي أعلن عن معارضته النهائية لهذا القرار.
بركات، الذي اعتمد على توصيات لجنة استشارية عامة وعلى تقارير مفوض مكافحة “الإغراق” في وزارة الاقتصاد داني طال، يرى أن القنب المستورد من كندا يباع بأسعار أقل بكثير من الأسعار في السوق الكندي، وهو ما يعتبر ممارسة تجارية غير عادلة تضر بالمنتجين المحليين وقد تهدد استدامة الصناعة الإسرائيلية الناشئة في هذا المجال. وأكد بركات أن قراره لا يشكل ضررًا كليًا على الاقتصاد الإسرائيلي، بل على العكس، سيساهم في دعم الاستثمار المحلي وزيادة الإنتاج والنمو، وسيعزز التوظيف والتنافس العادل.
بالمقابل، عبرت شركات استيراد القنب الطبي عن معارضتها الشديدة للقرار، معتبرة أن فرض هذا الرسم سيؤدي إلى ارتفاع الأسعار، وتدهور جودة المنتجات، وتقييد الخيارات أمام المرضى، لا سيما في ظل دعم وزارة الصحة وسلطة المنافسة لموقفهم. وأكدت هذه الأطراف أن الدراسة التي استند إليها مفوض مكافحة الإغراق شابتها مشاكل كثيرة تجعل استنتاجاتها مشكوكًا فيها.

في رده، أوضح بركات لسموتريتش في رسالة رسمية أنه لا يرى في اعتراضه مبررًا قانونيًا كافيًا لتعطيل قرار فرض الرسم، مؤكدًا أن حماية السوق المحلي من الإغراق التجاري ضرورة لضمان استمرارية المنافسة النزيهة، مذكرًا بأن العديد من الدول تطبق رسوم مكافحة إغراق لحماية صناعاتها المحلية.
من جانبه، أكد سموتريتش أن السوق المحلي للقنب الطبي متوازن وصحي بدون الحاجة إلى تدخل تنظيمي إضافي، مشيرًا إلى أن الاستهلاك المحلي يعتمد أكثر فأكثر على الإنتاج المحلي، وأن نسبة الاستيراد تراجعت بشكل كبير. وأضاف أن فرض رسم بنسبة 165% قد يؤدي إلى تكلفة إضافية بمئات الملايين من الشواكل سنويًا على السوق، وسيزيد الأعباء على ميزانية الدولة التي تمول القنب الطبي لجرحى الجيش.
وحذر سموتريتش من أن هذه الخطوة قد تضر بثقة المستثمرين، وتعيق انفتاح السوق المحلي أمام الواردات، في تناقض مباشر مع سياسة الحكومة التي تهدف إلى خفض الحواجز أمام الاستيراد.
من الناحية القانونية، شدد بنك إسرائيل وخبراء قانونيون سابقون على أن قرار فرض رسوم الإغراق يجب أن يكون بالتنسيق مع وزير المالية فقط في حالات الضرر الاقتصادي الواسع، وهو ما ينفيه بركات بالنسبة للحالة الحالية.
في إسرائيل، يعرّف القِنّب (أو الماريجوانا) على أنه مخدر خطير وممنوع استخدامه. مع ذلك، يستطيع المرضى الماصبون بأمراض معيّنة استخدامه تحت إشراف طبي، بعد الحصول على وصفة طبية أو تقديم طلب لرخصة استعمال القنب بالدفع. وتمنح وصفات القنب الطبي في حالات أمراض السرطان والعلاج الكيمياوي ومرض الإيدز والباركينسون والصرع، وللأشخاص الذين يعانون من أمراض لا يمكن علاجها ومن المتوقع ألا يبقوا أحياء لأكثر من 6 أشهر، وغير ذلك من الأمراض والحالات الحرجة.
مقالات ذات صلة: بسبب الماريجوانا: وزير الاقتصاد نير بركات يشن هجومًا على سموتريتش











