مسلسل “ريك ومورتي”: عندما تتساءل ماذا يتعاطى المؤلّفون؟

أيقون موقع وصلة Wasla
طاقم وصلة
ريك ومورتي” مسلسل رسوم متحرّكة أمريكيّ للكبار يُعرض على نتفليكس، حيث نرافق الجدّ العبقريّ السكّير ريك، وحفيده الأبله مورتي، في رحلاتهما بين المجرّات والأبعاد، في جوّ مشبعٍ بكوميديا سوداء تسخر من كلّ شيء.
 

بماذا يهمّنا الأمر؟ في عالمٍ يعجّ بمسلسلات التلفزيون المتشابهة، يقدّم المسلسل تجربةً مختلفة، إذ يمزج بشكل فريد بين الكوميديا الجريئة التي تسخر من الواقع السياسيّ، و بين الخيال العلميّ القائم على النظريّات الفيزيائيّة الحديثة، في إطارٍ طريفٍ يستمتع به الجميع، ما جعله يحقّق أعلى المشاهدات، ويتجاوز بتأثيره مجرّد الترفيه، ليصبح ظاهرةً ثقافيّة عامّة.

التفاصيل: اربطوا حزام الأمان يا رفاق، قبل أن يقلع ريك بمركبته الفضائيّة. فهذا الجدّ المجنون، الذي يحارب عبثيّة الكون بمغامراته بين النجوم، هو دليلكم السياحيّ الأمثل إلى مجرّات كوننا هذا والأكوان الموازية جميعها. ولن تكتمل الرحلة، دون مرافقه الدائم، ونقيضه في الذكاء، حفيده مورتي، الذي يوقع جدّه دون قصد في مخاطر لا تنتهي، لا تنقذهما منها سوى اختراعات الجدّ العجيبة، وعبقريّته الفريدة.

الصورة الكبيرة: في فوضى المغامرات التي تدوّخ الرأس، وبينما تطاردهما أعجب الكائنات الفضائية، تطرح الشخصيّتان أسئلةً عميقة، متحدّيةً تفكيرنا التلقليديّ حول الكون والحقيقة والأخلاق، توازي في غرابتها غرابة قطّة ناطقة تعاني أزمةً وجوديّة على يختٍ في فلوريدا في إحدى حلقات الموسم الرابع.

عيّنة صغيرة: يتحوّل ريك في إحدى الحلقات إلى حبّة مخلل كي يهرب من العلاج النفسي، فيخوض مغامراتٍ لا تتوقّعها لحبّة مخلّلٍ في سندويشتك من الشاورما. وفي حلقةٍ أخرى، نستكشف كوكبًا تسكنه فقط ملايين النُسَخ الموازية من ريك ومورتي، حيث تشكّل نُسَخ ريك الطبقة الحاكمة، بينما تشكل نُسَخ مورتي الطبقة المضطهدة.

لكلّ قصّة جانبان: على الرغم من الاحتفاء بالإبداع الفريد الذي يميّز المسلسل، إلّا أنّه أثار جدلًا كثيرًا. أشار بعض النقّاد أنّ روح الدعابة “المظلمة” والموضوعات العدمية فيه قد تكون ضارةً للمجتمع، وأنّ السخرية من كلّ شيء، تؤدّي إلى التشكيك الخطير في الثوابت الأخلاقيّة الراسخة.

صحيح، لكن ما يهمّ في النهاية هو أن نستمتع بأيّ عملٍ فنّيّ بحذرٍ وتأمّلٍ، دون أن نجعله يقودنا بلا تفكيرٍ في عوالمه، كما يقود ريك حفيده مورتي بين العوالم مستسلمًا لسلطة جدّه.

مقالات مختارة

Skip to content