/
/
إيرادات قياسية بلغت 57 مليار دولار: إنفيديا تفاجئ الأسواق وتستعد لتوسّع غير مسبوق في الذكاء الاصطناعي

إيرادات قياسية بلغت 57 مليار دولار: إنفيديا تفاجئ الأسواق وتستعد لتوسّع غير مسبوق في الذكاء الاصطناعي

أيقون موقع وصلة Wasla
wasla brands
مقر إنفيديا- المصدر: ويكيميديا
مقر إنفيديا. إيرادات غير مسبوقة للشركة بلغت 57 مليار دولار في الربع الثالث من 2025- المصدر: ويكيميديا

 

سجّلت شركة إنفيديا ربعًا ماليًا استثنائيًا عزز مكانتها كأقوى لاعب في سباق الذكاء الاصطناعي العالمي، بعد أن أعلنت عن نتائج تفوق كل التوقعات دفعت سهمها للارتفاع خمسة في المئة في التداول بعد الإغلاق. وجاءت هذه القفزة مدفوعة بإيرادات غير مسبوقة بلغت 57 مليار دولار في الربع الثالث من العام الجاري، بزيادة 62% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، و22% مقارنة بالربع السابق. أما الأرباح فبلغت 35.9 مليار دولار، بارتفاع كبير نسبته 65% مقارنة بالربع نفسه من عام 2024.

يُعزى استمرار النمو الاستثنائي لإنفيديا بالدرجة الأولى إلى الطلب الهائل على رقائقها المتقدمة المخصصة للحوسبة السحابية وتطوير نماذج الذكاء الاصطناعي. فقد حقق قطاع مراكز البيانات وحده إيرادات بلغت 51.2 مليار دولار، متجاوزًا التوقعات التي بلغت 49 مليار دولار. كما سجّل خط إنتاج رقائق الشبكات أداءً تاريخيًا، إذ قفزت مبيعاته إلى 8.18 مليار دولار، بزيادة 162% عن العام الماضي.

هذا الطلب الضخم يأتي من عمالقة التكنولوجيا مثل مايكروسوفت وأمازون وألفابت وميتا، إضافة إلى شركات الذكاء الاصطناعي الصاعدة مثل OpenAI وأنثروبيك. ومع توسع هذه الشركات في بناء مراكز بيانات متطورة وزيادة اعتمادها على الحوسبة المعزّزة، أصبحت إنفيديا محور البنية التحتية لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي حول العالم.

العوامل السياسية لعبت أيضًا دورًا مهمًا في صعود الشركة. فإدارة الرئيس دونالد ترامب طلبت من الكونغرس تأجيل تشريع كان يهدف إلى منع بيع رقائق إنفيديا للصين. هذا الدعم السياسي منح الشركة دفعة استراتيجية، خصوصًا بعد أن قادت بنفسها حملة ضغط واسعة ضد التشريع، مؤكدة أنه لا يشكل تهديدًا لمخزون السوق الأمريكية. المفارقة أن شركات مثل مايكروسوفت كانت تدعم القيود المقترحة، على أمل تعزيز ميزتها التنافسية في شراء الرقائق مقارنة بالشركات الصينية.

في السياق نفسه، أعلنت وزارة الطاقة الأمريكية أن الرئيس ترامب سيكشف قريبًا عن “برنامج جينيسيس”، وهو مشروع ضخم لتسريع تطوير قدرات الذكاء الاصطناعي، ويقارن مسؤولون أهميته التاريخية بمشروعي “مانهاتن” و“أبولو”، وهو ما يعكس رؤية استراتيجية أمريكية تعتبر الذكاء الاصطناعي ركيزة للأمن قومي وللاقتصاد في السنوات المقبلة.

على مستوى الأعمال، يبدو أن آفاق إنفيديا لا تزال تتوسع. فالرئيس التنفيذي جنسن هوانغ كشف قبل أسابيع أن الشركة تلقت طلبات بقيمة 500 مليار دولار لرقائقها خلال عامي 2025 و2026، بينما ألمحت المديرة المالية كولت كريس إلى أن الرقم قد يتجاوز هذه التقديرات. ورغم الحديث المتزايد عن احتمال وجود “فقاعة” في قطاع الذكاء الاصطناعي، يؤكد هوانغ أن الواقع قد يكون مختلف تمامًا، وأن السوق ما زال في مرحلة نمو أولية.

ورغم الارتفاع القوي في الإيرادات، شهدت قيمة الشركة السوقية تراجعًا نسبيًا عن ذروتها. فقد تجاوزت قيمتها خمسة تريليونات دولار في أكتوبر، قبل أن تتراجع إلى 4.48 تريليون دولار، أي انخفاض يفوق عشرة في المئة عن ذروة قيمتها. ومع ذلك تبقى إنفيديا الشركة ذات التأثير الأكبر في مؤشر S&P 500، وسهمها ارتفع بنحو 35% منذ بداية العام.

اللافت أن بعض كبار المستثمرين بدأوا يقلّصون تعرضهم لسهر الشركة، فصندوق بيتر ثيل باع كامل حصته في الربع الثالث، كما أن “سوفت بنك” باعت حصتها في إنفيديا، وانتقلت لاستثمار أموالها في شركات أخرى تعمل في مجال الذكاء الاصطناعي. وفي هذا الصدد، راهن المستثمر الشهير مايكل بيري ضد السهم محذرًا من تضخم مفرط في تقييمات هذا القطاع. ومع ذلك، لا تزال غالبية التوقعات تشير إلى استمرار نمو الشركة، وإن بوتيرة أبطأ. فالمحللون يتوقعون ارتفاعًا في الإيرادات بنسبة 60% في السنة المالية 2026، يليه نمو بنسبة 41% في 2027 و22% في 2028.

مقالات ذات صلة: هل اقتربت فقاعة الذكاء الاصطناعي من الانفجار؟ إنفيديا تخسر 250 مليار دولار في ثلاثة أسابيع 

مقالات مختارة