
يشهد سوق السيارات في البلاد تنافسًا غير مسبوق يؤثر على الأسعار، في ظل دخول عدد كبير من الطرازات الجديدة إلى السوق، وارتفاع كبير في المخزون، وتراجع في أسعار السيارات المستعملة. هذا الواقع الجديد، دفع المستوردين إلى تقديم خصومات واسعة، وخصوصًا على سيارات “صفر كيلومتر”، في محاولة لتقليص الكميات غير المباعة قبل نهاية السنة.
وفقًا لتقرير لصحيفة غلوبس، تشهد السيارات التي تنتمي إلى الفئة السعرية بين 140 و250 ألف شيكل منافسة حادة، وهي الفئة ذات المبيعات الأعلى في البلاد عند الحديث عن السيارات الجديدة. فاليوم يتنافس في هذه الفئة 57 علامة تجارية، وقد انضم نحو 35% منها إلى السوق خلال السنوات الثلاث الأخيرة، وغالبيتها من الصين. ورغم أن عدد السيارات الجديدة التي تُباع في البلاد في سنة واحدة يتراوح عادة بين 220 و250 ألف سيارة فقط، فإن عدد الطرازات المتاحة في السوق تضاعف تقريبًا، ما أطلق حرب أسعار بين الشركات، وفي أحيان كثيرة حتى بين طرازات تعود لشركات أو مجموعات تجارية واحدة.
وبحسب غلوبس، يظهر تأثير هذه المنافسة بوضوح في العلامات الصينية التي أصبحت من الأكثر انتشارًا. فطراز Chery Tiggo 8 Plug-in، الذي حقق مبيعات قوية في 2024 وكان سعره يقارب 200 ألف شيكل، خسر جزءًا كبيرًا من حصته لصالح Tiggo 7 Plug-in الأرخص بسعر يقترب من 180 ألف شيكل، وخسر الاثنان حصتهما السوقية أمام Jaecoo 7 PHEV الذي يُباع بنحو 170 ألف شيكل، علمًا أن هذا الطراز يسوّق في البلاد عبر مستورد مختلف. هذه الطرازات الثلاثة هي سيارات هجينة قابلة للشحن Plug-in Hybrid، ورغم أنها سيارات تابعة لنفس الشركة وهي شيري الصينية، إلا أنها تتنافس فيما بينها مباشرة في معركة أدت إلى هبوط أسعارها.
هذا التنافس أثّر أيضًا على شركة BYD، فطراز BYD Seal U Plug-in Hybrid لم يحقق النتائج المطلوبة، ما دفع الشركة إلى طرح طراز جديد موجّه للسوق الإسرائيلي هو BYD Sealion 5 Plug-in Hybrid بسعر 167 ألف شيكل. وفي الوقت نفسه، دخلت طرازات إضافية منافسة من شركات صينية أخرى مثل Leapmotor C10 Plug-in Hybrid التي تباع بسعر يقل عن 180 ألف شيكل، الأمر الذي زاد من إشباع السوق وعزّز المنافسة.
تغيّر في سوق السيارات الكهربائية بالكامل
وعلى مستوى السيارات الكهربائية EV بالكامل، يمرّ السوق بتغيّر واضح. فبعد أن تجاوزت السيارات الكهربائية حصة بلغت 24% في 2024، تراجعت هذه الحصة إلى نحو 16% خلال 2025. ويعود هذا التراجع بالأساس إلى دخول موجة واسعة من السيارات الصينية الرخيصة من فئة Plug-in Hybrid، التي جذبت جزءًا كبيرًا من المشترين الذين كانوا يتجهون سابقًا نحو السيارات الكهربائية.
وقد شهد السوق أيضًا منافسة قوية خلال 2025 بين السيارات الكهربائية نفسها، بعد دخول طرازات جديدة بأسعار أرخص من الطرازات القديمة. فالسيارات الكهربائية التي كانت تُباع بحوالي 175 ألف شيكل أصبحت تواجه منافسة من موديلات أحدث تتراوح أسعارها بين 140 و150 ألف شيكل، مثل Deepal S05 وJaecoo 5 EV. هذا الفارق في الأسعار جعل الطرازات القديمة أقل جاذبية، ودفع جزءًا من المشترين للإقبال على السيارات الكهربائية الأرخص، وهو ما أسهم في تباطؤ مبيعات الموديلات الأقدم وأدخل السوق في مرحلة تنافس بين السيارات الكهربائية نفسها.

ولم يقتصر تأثير هذا التحوّل على الفئات الأرخص، بل وصل أيضًا إلى فئة السيارات الكهربائية الفاخرة. فقد كشفت SAIC عن الطراز الكهربائي IM LS6 بمدى يصل إلى 625 كيلومترًا وسعر 239 ألف شيكل، وهو سعر قريب من سعر الطراز السابق الذي لم يتجاوز مداه 390 كيلومترًا.
تأجيل الزبائن لقرار الشراء
تراكم هذه العوامل أدى إلى تغيير واضح في سلوك المشترين. فالكثير من الزبائن، سواء من الأفراد أو الشركات، أصبحوا يؤجلون قرارات الشراء بسبب انخفاض أسعار السيارات المستعملة وتوقع استمرار الخصومات. ومع تراجع المبيعات، ارتفع حجم المخزون لدى المستوردين، ووصل عدد سيارات “صفر كيلومتر” — وهي سيارات جديدة لم تُبع خلال 12 شهرًا — إلى مستوى قياسي في الربع الأخير من 2025. وهو ما يظهر تأثيره بشكل واضح في إيرادات الدولة، حيث انخفضت نسبة الضرائب المحصلة على السيارات الجديدة.
هذا الوضع أدى بحسب غلوبس إلى إطلاق موجة واسعة من الخصومات على سيارات “صفر كيلومتر”. فقد طرحت Chery تخفيضات تصل إلى 23 ألف شيكل على Chery FX Electric، بينما افتتحت Volvo صالة مخصصة لطرازات “صفر كيلومتر” وتعرض موديل Volvo EX30 EV بخصومات تتراوح بين 16 و42 ألف شيكل ليبدأ السعر من نحو 165 ألف شيكل. كما تُباع Hyundai Tucson بخصم يقارب 27 ألف شيكل، وتُباع Toyota Corolla Cross من الجيل السابق بخصم يصل إلى 13 ألف شيكل. وتظهر في السوق حملات مماثلة لعشرات الطرازات الأخرى.
مقالات ذات صلة: 1,200 قتيل خلال عامين ونصف: الحكومة تصادق على 14% فقط من ميزانية مكافحة حوادث السير











