
يواجه سوق السيارات في البلاد أزمة متصاعدة مع نهاية أغسطس 2025، إذ إنّ آلاف السيارات التي دخلت البلاد في أواخر 2024 لم تجد من يشتريها خلال عام كامل، ما أجبر المستوردين على تسجيلها بأسمائهم فيما يعرف بـ”الترخيص الذاتي”. ووفق وزارة المواصلات، تم في يوم واحد فقط، الأحد الأخير من أغسطس، تسجيل نحو تسعة آلاف سيارة جديدة، ويُعتقد أن معظمها جرى تسجيله بهذه الطريقة.
الترخيص الذاتي يعني ببساطة أن السيارة تبقى جديدة بالكامل، لكنها تُسجَّل أولاً باسم الشركة المستوردة وليس باسم زبون عادي يقوم بشرائها. وهنا يبرز مفهوم سيارات “صفر كيلومتر”: هذه سيارات لم تُستخدم إطلاقًا ولم تتحرك عمليًا على الطرق، لكنها لم تعد تُعتبر “جديدة من الشركة” من الناحية الرسمية، لأن “اليد الأولى” في رخصتها هي شركة تجارية. لهذا تُباع بأسعار أقل من السيارات الجديدة تمامًا.
الأزمة الحالية تعود إلى موجة استيراد ضخمة في أواخر 2024 قبل رفع الضرائب في يناير 2025. عشرات الآلاف من السيارات وصلت إلى إسرائيل في أكتوبر وما بعده، ومع مرور 12 شهرًا دون بيع جزء كبير منها، اضطر المستوردون لتسجيلها بأسمائهم. وتشمل هذه الكميات أكثر من 2500 سيارة كهربائية، معظمها من علامات صينية، إلى جانب سيارات بنزين عادية، بينها طرازات مطلوبة وحتى سيارات فاخرة.
النتيجة: أسعار منخضة
النتيجة أن السوق سيشهد خلال الأشهر القادمة تدفقًا كبيرًا من سيارات “صفر كيلومتر” بأسعار مخفضة، في وقت يُعاني فيه الطلب من تراجع واسع. بالفعل بدأت بعض الشركات بإطلاق عروض قوية. فبحسب موقع غلوبس، أعلنت شركة “يونيون موتورز”، مستوردة تويوتا، عن حملة تستمر 12 يومًا، تقدم خلالها تخفيضات ومزايا تمويلية تصل قيمتها إلى آلاف الشواكل على عدة موديلات. شركة UMI أطلقت أيضًا حملة واسعة، تشمل تخفيضات تتراوح بين 27 ألفًا و45 ألف شيكل على سيارات الميني فان الكهربائية “ميفا 7” MIFA 7 و”ميفا 8″، وخصم بنحو 20 ألف شيكل على سيارة شيفروليه “تراكس”، إضافة إلى عرض خاص على السيارة الكهربائية S07 من علامة “ديپال”، حيث تُباع بتقسيط لمدة خمس سنوات دون دفعة أولى، أو بخصم كبير عند الشراء النقدي.

لكن وراء هذه الأرقام توجد صورة أقل تفاؤلًا. فعلى الرغم من أن السيارات المُسجَّلة بالترخيص الذاتي تُضاف إلى تقارير المبيعات الشهرية الرسمية، فإن الكثير منها يبقى فعليًا في المخازن دون أن يجد مالكًا حقيقيًا. وهذا يُضخم أرقام المبيعات الظاهرية، بينما في الواقع السوق يعاني من فائض مخزون وتراجع الطلب.
العاملون في القطاع يقولون إن الظروف ازدادت سوءًا في الربع الأخير مع انخفاض الطلب في معظم الفئات. منذ بداية 2025، سُجِّل أكثر من 20 ألف سيارة بالترخيص الذاتي، ما يزيد الضغط على شركات التأجير (الليسينغ) التي تواجه صعوبة في بيع سياراتها المستعملة في ظل المنافسة مع سيارات “صفر كيلومتر” المخفضة.
ورغم أن معظم العلامات التجارية لديها مخزونات كبيرة داخل إسرائيل، فإن الاستيراد لم يتوقف. السبب هو التزامات المستوردين تجاه الشركات المصنعة بشراء كميات شهرية محددة مقابل الحصول على الامتياز وظروف تجارية مميزة، إلى جانب تسارع طرح الطرازات الجديدة، خصوصًا من الشركات الصينية.
ومن المتوقع أن يزداد التنافس حتى نهاية العام مع دخول علامات جديدة إلى السوق، بينها ثلاث علامات صينية بارزة: BAIC، والعلامة الفاخرة IM التابعة لمجموعة SAIC، وعلامة “إكسلنتكس” Exlantix التابعة لمجموعة “تشيري”. دخول هذه الشركات سيزيد من حدة المنافسة في سوق يشهد أصلًا فائض سيارات وتراجعًا في الطلب، ما قد يؤدي إلى استمرار عروض التخفيضات خلال الفترة المقبلة.
مقالات ذات صلة: تسلا تحصل على ترخيص لاستيراد شاحنة Cybertruck إلى إسرائيل











