/
/
تراجع قوة جواز السفر الأمريكي والإسرائيلي.. وهذه الدولة الآسيوية في الصدارة

تراجع قوة جواز السفر الأمريكي والإسرائيلي.. وهذه الدولة الآسيوية في الصدارة

أيقون موقع وصلة Wasla
wasla brands
Design for website 4
خرج جواز السفر الأمريكي من قائمة العشر الأوائل، وتراجع جواز السفر الإسرائيلي مركزين

للمرة الأولى منذ عشرين عاماً، يخرج جواز السفر الأمريكي من قائمة أقوى عشرة جوازات في العالم، وفقاً لتصنيف Henley & Partners الذي يُعدّ المرجع الأهم في قياس حرية التنقّل العالمية. التصنيف الجديد الصادر في أكتوبر 2025 يكشف عن تحوّل كبير في قوة الجوازات، إذ تراجعت الولايات المتحدة إلى المركز الثاني عشر، فيما فقدت الجواز الإسرائيلي الدخول دون تأشيرة إلى خمس دول، محتلًا المركز العشرين عالمياً.

الولايات المتحدة، التي تصدّر جوازها الترتيب في عام 2014، تراجعت هذا العام إلى المرتبة الثانية عشرة، متساوية مع ماليزيا، إذ يتيح الجواز الأمريكي دخول 180 من أصل 227 وجهة حول العالم من دون تأشيرة. التراجع يعزى إلى سلسلة من القرارات المتبادلة بين الدول: فالبرازيل ألغت في أبريل دخول الأمريكيين دون تأشيرة بسبب غياب المعاملة بالمثل، كما أزالت الصين الولايات المتحدة من قائمة الدول المعفاة من التأشيرة، وتبعتها بابوا غينيا الجديدة وميانمار، إضافة إلى الصومال وفيتنام التي رفضت إدراجها ضمن الدول المسموح بدخولها بحرية. هذه التطورات دفعت واشنطن إلى أدنى موقع لها منذ إطلاق المؤشر عام 2006.

وبينما تراجعت الولايات المتحدة، حافظت آسيا على موقع الصدارة العالمية، إذ تتصدر سنغافورة الترتيب العالمي بإمكانية الوصول إلى 193 دولة دون تأشيرة، تليها كوريا الجنوبية بـ190 وجهة، ثم اليابان في المركز الثالث بـ189 وجهة. في المراتب التالية تأتي ألمانيا وإيطاليا ولوكسمبورغ وإسبانيا وسويسرا، بينما تراجعت بريطانيا إلى المرتبة الثامنة — وهو أدنى تصنيف في تاريخها — بعد أن كانت في المركز السادس خلال الصيف الماضي، رغم أنها تصدرت المؤشر في عام 2015.

أما إسرائيل، فقد فقد جوازها في الأشهر الأخيرة إمكانية الدخول إلى خمس دول من دون تأشيرة هي موريتانيا، المالديف، كولومبيا، الصومال وميانمار، لينخفض عدد الدول من 170 وجهة في مطلع العام إلى 165 وجهة حالياً. وفق بيانات “هنلي”، تراجع تصنيف الجواز الإسرائيلي من المرتبة 18 في يوليو إلى المرتبة 20 في أكتوبر. وتشير التقارير إلى أن سحب الإعفاء من التأشيرة في المالديف وكولومبيا يرتبط مباشرة بالحرب على غزة، فيما جاء فرض التأشيرات في موريتانيا والصومال وميانمار ضمن تغييرات أوسع في سياسات الدخول العالمية.

سنغافورة
مدينة سنغافورة. تتصدر سنغافورة الترتيب العالمي بإمكانية الوصول إلى 193 وجهة دون تأشيرة

وفيما تتراجع جوازات السفر الغربية، يبرز صعود الصين كمثال معاكِس تماماً. فقد ارتفع جواز السفر الصيني من المرتبة 94 عام 2015 إلى المرتبة 64 هذا العام، بزيادة 37 وجهة جديدة يمكن دخولها دون تأشيرة. كما أضافت بكين ثلاثين دولة جديدة لقائمة الدول التي تسمح بدخول مواطني تلك الدول إلى أراضيها دون تأشيرة خلال عام واحد فقط، لترتفع إلى المرتبة 65 في مؤشر الانفتاح، متقدمة على الولايات المتحدة التي تحتل المرتبة 77، إذ تسمح بدخول مواطنين من 46 جنسية فقط دون تأشيرة.

ويقول كريستيان كالين، رئيس مجلس إدارة Henley & Partners، إن تراجع الجواز الأمريكي “ليس مجرد تغيّر في الأرقام، بل يعكس تحوّلاً جوهرياً في مفهوم القوة الناعمة والقدرة على الحركة العالمية”، مضيفاً أن “الدول التي تعتمد سياسة الانفتاح والتعاون تتقدّم، فيما تتراجع تلك التي تتمسك بالانعزال وحقوق الماضي”.

هذا التراجع في قوة الجواز الأمريكي ترافق مع زيادة غير مسبوقة في طلبات الحصول على جنسيات أو إقامات بديلة. فبحسب بيانات الشركة، ارتفع عدد الأمريكيين الذين قدّموا طلبات للحصول على جنسية ثانية في 2025 بنسبة 67% مقارنة بالعام السابق، بعد ارتفاع مماثل بنسبة 60% في 2024. ويشرح دانيال شميلين، مدير مكتب “هنلي” في تل أبيب، أن لدى الشركة اليوم “عددًا من الزبائن الأمريكيين يفوق مجموع عملائنا من تركيا والهند والصين وبريطانيا معًا”، مضيفًا أن “الأثرياء الأمريكيين يعتمدون إستراتيجية تُعرف باسم التحوّط الجيوسياسي، من خلال شراء جنسيات أو إقامات في دول أخرى لتقليل المخاطر السياسية وتحسين حرية التنقّل والأمان المالي”.

مؤشر Henley & Partners، الذي يعتمد على بيانات منظمة الطيران المدني الدولي (IATA)، أصبح معيارًا عالميًا في قياس حرية التنقّل منذ تأسيسه قبل عشرين عامًا. الشركة التي تدير مكاتب في أكثر من أربعين دولة، من بينها اثنان في تل أبيب والقدس، تشير إلى أن الفجوة بين حرية الحركة والانفتاح المتبادل في العالم تتسع بشكل غير مسبوق. فالولايات المتحدة وأستراليا وكندا ونيوزيلندا واليابان من بين أكثر الدول التي يتمتع مواطنوها بحرية سفر واسعة، لكنها من الأقل انفتاحًا تجاه دخول مواطني الدول الأخرى.

مقالات ذات صلة: أجواء صاخبة بعد صمت المدافع: من هي شركة الطيران التي عادت بعد 10 سنوات؟

مقالات مختارة