
رفض عدد من كبار المهندسين والعلماء في شركة الذكاء الاصطناعي الناشئة Thinking Machines Lab، وعلى رأسهم ميرا موراتي التي أسستها، عروضًا خيالية قدمتها شركة “ميتا” بقيادة مارك زوكربيرغ، تجاوزت قيمتها في بعض الحالات مليار دولار، دون أن تنجح في استقطاب أيًا منهم.
بحسب ما كشفه تقرير نشره موقع “ويرد”، حاولت “ميتا” التواصل مع أكثر من عشرة موظفين من أصل خمسين يعملون في شركة موراتي، مقدّمةً حزم مكافآت ضخمة تتراوح بين 200 مليون دولار و500 مليون دولار لكل موظف، تمتد على أربع سنوات. بعض العروض تضمنت عوائد فورية في السنة الأولى تتراوح بين 50 و100 مليون دولار، فيما سُجّل عرض استثنائي واحد بلغت قيمته أكثر من مليار دولار. ورغم كل ذلك، جاءت الردود كلها بالرفض.
ورفضت الشركة التي أسستها موراتي التعليق رسميًا على هذه المعلومات، فيما ردت “ميتا” بنبرة مغايرة، مؤكدة أنها “تواصلت مع عدد محدود من الأشخاص في الشركة”، مشيرة إلى أن بعض التفاصيل الواردة في التقرير “غير دقيقة”، من دون الخوض في مزيد من التفاصيل.
اللافت في المسألة أن مارك زوكربيرغ يُشرف شخصيًا على عمليات استقطاب المواهب لقسم الذكاء الاصطناعي داخل “ميتا”، والذي يرأسه حاليًا ألكسندر وونغ، مؤسس شركة Scale AI. هذا القسم يمثل أولوية إستراتيجية للعملاق التكنولوجي الذي ضاعف استثماراته في هذا المجال، إذ ضخت “ميتا” مؤخرًا نحو 14 مليار دولار في الشركة المذكورة، إلى جانب إعلاناتها عن خطط طموحة تتضمن إنشاء مراكز بيانات جديدة بتكلفة تصل إلى مئات مليارات الدولارات.
رغم تعثر “ميتا” في استقطاب موظفين من شركة موراتي، فإنها حققت نجاحات لافتة في الأشهر الأخيرة، إذ تمكّنت من اجتذاب أربعة باحثين مرموقين من شركتي OpenAI وآبل، كان أبرزهم شنججيا زهاو، أحد مطوري ChatGPT، والذي أعلن زوكربيرغ تعيينه مؤخرًا ككبير العلماء في فريق الذكاء الاصطناعي التابع للشركة.
من هي ميرا موراتي؟
تُعد الألبانية ميرا موراتي (36 عامًا) من أبرز الشخصيات في مجال الذكاء الاصطناعي على الساحة العالمية. وُلدت عام 1988 في مدينة فلورا الألبانية، وتعيش اليوم في الولايات المتحدة. اشتهرت كمهندسة ومخترعة وقائدة تقنية، وشغلت سابقًا منصب رئيسة قسم التكنولوجيا في OpenAI، حيث أشرفت على تطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي الأبرز مثل ChatGPT وبرنامج DALL·E لتوليد الصور.
بدأ اهتمامها بالذكاء الاصطناعي في عام 2013 أثناء عملها في شركة تيسلا، حيث قادت جهود تطوير سيارة تسلا Model X وعملت على النسخ الأولى من نظام القيادة الذاتية Autopilot. في عام 2016، انتقلت إلى شركة Leap Motion لتطوير تقنيات الواقع المعزز، حيث شغلت منصب نائبة الرئيس للمنتجات والهندسة.
ثمّ انضمت إلى OpenAI في 2018، وكانت واحدة من أبرز الداعمين لاتاحة استخدام الذكاء الاصطناعي للجمهور العام مع الدعوة في الوقت نفسه إلى ضرورة تنظيمه قانونيًا من قبل الحكومات. وهي ترى أن تطوير الذكاء الاصطناعي العام داخل مختبرات مغلقة قد يؤدي إلى صدمات اجتماعية إذا لم يكن هناك إشراف وتنظيم خارجي مناسب.
وفي تطوّر مالي يعكس الثقة الكبيرة التي تحظى بها موراتي ومشروعها الجديد، أُعلن مؤخرًا أن شركتها الناشئة Thinking Machines Lab، التي أسستها بعد مغادرة OpenAI، جمعت تمويلاً ضخماً بلغ ملياري دولار، وفق قيمة سوقية وصلت إلى 12 مليار دولار، في جولة استثمارية قادتها شركة رأس المال المخاطر “أندريسين هورويتز”، إحدى أبرز الشركات الداعمة لمشاريع الذكاء الاصطناعي عالميًا.
مقالات ذات صلة: “فكّر مرتين قبل أن تخبر الذكاء الاصطناعي بأي شيء”: دردشتك مع ChatGPT قد تورطك في المحكمة











