مع استمرار الإجازة الصيفية التي يقضيها العديد من المواطنين في الخارج، يبرز سؤال هام: كيف يمكن تقليص رسوم تحويل العملات التي تكلفنا كثيرًا دون أن ننتبه؟ هذه الرسوم قد تتجاوز في بعض الحالات حاجز الألف شيكل لعائلة تسافر في إجازة عادية، ما يجعل منها عبئًا ماليًا إضافيًا يمكن تجنبه باتباع خطوات مدروسة. وفي هذا الصدد، قدّم موقع كالكاليست الاقتصادي نصائح هامة تجنبكم إهدار الأموال بلا سبب.

رسوم تحويل العملات: أين تذهب أموالنا؟
عند إجراء أي عملية دفع بعملة أجنبية، سواء عبر الإنترنت أو في الخارج، يتم احتساب السعر النهائي استنادًا إلى عاملين: سعر الصرف لحظة الشراء، والعمولة المفروضة على تحويل الشيكل إلى العملة الأجنبية. في حين لا يمكن للمستهلك التأثير على سعر الصرف، إلا أن هامش العمولة يختلف بشكل كبير بين جهة وأخرى، ما يجعل المقارنة بين الخيارات ضرورة لا رفاهية.
بطاقات الاعتماد: راحة مرفقة بتكاليف
أكثر الوسائل شيوعًا للدفع في الخارج هي بطاقات الاعتماد البنكية، التي تحسب السعر بناءً على السعر الرسمي اليومي الذي ينشره بنك إسرائيل. العمولة في هذه البطاقات تتراوح عادة بين 2.5% إلى 3.5%، أي عند الشراء في الخارج ودفع مبلغ قيمته 10,000 شيكل، فيوجد تكلفة إضافية بين 250 إلى 350 شيكل كعمولة تحويل فقط.
لكن هناك استثناءات. البنك الرقمي “وان زيرو” يعفي مستخدمي مسار “بريميوم” من كافة رسوم التحويل، بشرط أي يدخل حسابك 5,000 شيكل شهريًا أو تدفع اشتراك شهري بقيمة 49 شيكل. كذلك تقدم بطاقات مخصصة من شركات بطاقات الاعتماد مثل “ماكس” و”كال” خيارات برسوم منخفضة أو معدومة. مثلًا، بطاقة “Secret Flights” من “كال” تعفي من رسوم العملات الأجنبية على الحجوزات للفنادق وتذاكر الطيران حتى سقف 50,000 شيكل سنويًا، مقابل رسوم شهرية لاحقة تبلغ 17.9 شيكل.
محافظ رقمية للعملات: خيار جديد
الخيار الثاني الذي يلقى رواجًا متزايدًا هو استخدام محافظ رقمية للعملات الأجنبية مثل “Laya” أو محفظة “ماكس”. هذه المحافظ تتيح تحويل الشيكل إلى عملة أجنبية مسبقًا بسعر صرف مباشر (real-time) يتغير حسب سعر السوق، ومن ثم الدفع بالمبلغ المحول دون الحاجة إلى التحويل وقت الشراء.
لكن هذه الطريقة ليست خالية من التكاليف الخفية، إذ غالبًا ما يُفرض ما يسمى بـ”هامش التحويل”، وهو الفرق بين السعر المباشر والسعر الذي تمنحه المحفظة أو البنك. وعادة ما يبلغ هذا الهامش 0.9% في “ماكس” و1% في “Laya”، ما يجعلهما أكثر توفيرًا من البنوك التقليدية.
محفظة “لايا” تتميز بعدة أدوات، أبرزها آلة حاسبة لحساب الفرق المحتمل مقارنة بالبطاقات البنكية، وإمكانية إنشاء مجموعات إنفاق بين المسافرين، ودعم تسعة أنواع من العملات مقابل خمسة فقط لدى “ماكس”. وهي تتيح التحويل الفوري بين الشيكل والدولار أو اليورو ثم إلى عملات أخرى نادرة، ما قد يترتب عليه رسوم إضافية غير واضحة.
السحب من الصرافات الآلية: انتبهوا للرسوم
من مزايا المحافظ الرقمية أيضًا إمكانية السحب من أجهزة الصراف الآلي في الخارج بدون عمولات، بشرط إصدار بطاقة مسبقة، تكلفتها في “لايا” 45 شيكل. أما بطاقات البنوك التقليدية، فقد تصل عمولة السحب بها إلى 3.5%، ما يجعلها خيارًا أقل تفضيلًا في حال الحاجة إلى نقود.
خيارات أخرى… والخيار الأنسب
رغم هيمنة البنوك على السوق، بدأت المنافسة تنمو، مع توقعات بدخول لاعبين دوليين كبار مثل شركة “Revolut” البريطانية إلى السوق المحلي، وهو ما قد يؤدي إلى خفض إضافي في التكاليف. في هذه الأثناء، يُنصح المستهلكون بمراجعة رسوم التحويل في بطاقاتهم وحساباتهم، والاستفادة من المحافظ الرقمية أو البطاقات منخفضة الرسوم.
إذا كانت عمولة بطاقتك البنكية تتجاوز 1%، فغالبًا سيكون استخدام محفظة رقمية أو بطاقة مخصصة أوفر لك. أما إذا كنت تفضل البساطة ولا تمانع دفع تكلفة أعلى قليلاً، فقد تبقى بطاقتك البنكية خيارًا مناسبًا. في كل الأحوال، يبقى الوعي بالتكاليف والتخطيط الجيد عاملين حاسمين في تقليص النفقات.
مقالات ذات صلة: كم تدفعون سنويًا على إدارة حساباتكم الجارية وبطاقاتكم البنكية؟











