
في وقت تزداد فيه الضغوط على شركة «أبل» لمواكبة السباق المحموم في مجال الذكاء الاصطناعي، يكشف تقرير حديث من «بلومبرغ» تفاصيل دقيقة عن مستقبل قيادة الشركة، وسط تأكيدات بأن تيم كوك، الرئيس التنفيذي البالغ من العمر 64 عامًا، لا ينوي الرحيل قريبًا، رغم التحديات المتصاعدة التي تواجهها «أبل» في الأسواق العالمية، ولا سيما الصين.
وفقًا للصحفي المتخصص مارك جورمان من «بلومبرغ»، فإن «أبل» تستعد لمرحلة انتقالية داخلية تبدأ بإعادة هيكلة مواقع بارزة في إدارتها العليا، مع بقاء كوك في موقعه كقائد مستقر يحظى بثقة مجلس الإدارة. حتى الآن، لم يظهر في الأفق أي خليفة محتمل يمكنه تولّي دفة القيادة خلفًا لكوك الذي يشغل المنصب منذ وفاة المؤسس ستيف جوبز عام 2011. ورغم خسارة سهم الشركة لنحو 16% منذ بداية العام الحالي، إلا أن قيمتها السوقية لا تزال تحافظ على مسار صاعد طويل الأمد، إذ ارتفعت بنحو 1,500% منذ تولي كوك المنصب.
لكن وراء هذا الاستقرار الظاهري تلوح تحديات جدية. فقد أظهرت التقارير أن جيف ويليامز، الذراع اليمنى لكوك والذي يشغل منصب الرئيس التنفيذي للعمليات، أعلن عن نيّته التقاعد مع نهاية هذا العام، ما يترك فراغًا كبيرًا في واحد من أهم المناصب التنفيذية. في المقابل، عيّنت «أبل» صبيح خان ليحل مكانه، في حين تولى كيفان باريك منصب المدير المالي منذ يناير الماضي خلفًا للوكا مايستري. ومع ذلك، لا يُنظر إلى أي من هؤلاء بوصفهم ورثة محتملين لتيم كوك.
داخل أروقة «أبل» تزداد المخاوف من تراجع قدرة الإدارة الحالية على الابتكار ومجاراة المنافسة، خاصة مع تحذيرات صريحة أطلقها إيدي كيو، رئيس الخدمات وأحد المستشارين المقربين من كوك، الذي شبّه الوضع الحالي بأيام أفول نجم «بلاك بيري» و«نوكيا»، إذا لم تتحرك «أبل» بسرعة لمجاراة التغييرات الهائلة في صناعة التكنولوجيا.
التحدي الأكبر الذي تواجهه «أبل» اليوم هو العمر المتقدّم للعديد من أعضاء الفريق التنفيذي، إذ تقترب أعمار نصف كبار المديرين المباشرين لكوك من الستين عامًا أو تجاوزوها بالفعل. من بين هؤلاء جريج جوسوياك، نائب الرئيس للتسويق الذي يحتفل قريبًا بمرور أربعة عقود في «أبل»، وفيل شيلر المسؤول عن إدارة متاجر «آبل ستور»، إضافة إلى داني ريتشيو الذي غادر منصبه كرئيس لقسم الأجهزة في نهاية العام الماضي. كما يظهر اسم جوني سروجي، الإسرائيلي الذي يقود مجال الشرائح الإلكترونية في «أبل»، ضمن قائمة الأسماء التي قد تغادر في السنوات المقبلة.
في ظل هذه المعطيات، يرى مراقبون أن «أبل» ستحتاج إلى استثمار أموال طائلة لجذب مواهب جديدة من الخارج، وربما الاستحواذ على شركات ناشئة رائدة في الذكاء الاصطناعي لتعزيز تفوقها في السوق. وتشير التسريبات إلى أن الشركة بدأت بالفعل بتفكيك بعض فرق التطوير، مثل فريق «Vision Pro»، وإعادة هيكلة أقسام أخرى مثل فرق سيري والروبوتات، مع توقعات بدمج فرق التصميم تحت قيادة مباشرة لكوك.
أما على صعيد المرشحين المحتملين لخلافة كوك، فيظل اسم جون تيرنوس، رئيس قسم الأجهزة، متداولًا كأبرز وجه شاب يمكنه تولي المسؤولية. إذ يُنظر إليه باعتباره «رجل المنتجات» داخل «أبل» بفضل خبرته الطويلة في مجال الأجهزة، لكن قلة خبرته في الجوانب التشغيلية والمالية قد تعرقل ذلك.
مقالات ذات صلة: “تجنيد” العقول لا يتوقّف: Meta “تختطف” رئيس قسم الذكاء الاصطناعي في Apple











