
تعيش شركة إنتل هذه الأيام واحدة من أكبر موجات التسريحات لموظفيها حول العالم في، والتي تطال بشكل مباشر مئات الموظفين في إسرائيل ضمن خطة عالمية تشمل مصانع الشركة حول العالم. ووفق تقديرات محدثة، من المتوقع أن تخسر إنتل بين 15% إلى 20% من موظفي وحدة التصنيع التابعة لها عالميًا، إضافة إلى آلاف الموظفين في مجالات البحث والتطوير والمديرين في المناصب المتوسطة، وذلك في إطار خطة الرئيس التنفيذي الجديد ليب بو تان لإعادة هيكلة الشركة وجعلها أكثر كفاءة.
وبحسب ما نشر موقع غلوبس الاقتصادي، بدأ عشرات الموظفين في إسرائيل باستلام استدعاءات لجلسات استماع قد تقود في النهاية إلى تسريحهم أو نقلهم إلى مناصب أخرى، وقد يصل العدد الكلي إلى بضع مئات من أصل نحو 9,300 موظف يعملون حاليًا في الشركة في إسرائيل. ومن المتوقع أن ينخفض عدد موظفي «إنتل» في إسرائيل إلى أقل من 9,000 شخص، وربما حتى إلى حدود 8,500 بحسب موقع غلوبس، وهو عدد يعيد الشركة محليًا إلى مستويات عام 2012، مع توقعات بأن عدد موظفي مصنل إنتل في كريات غات سينخفض إلى أقل من 4,000 عامل.
اللافت في هذه الموجة أنها تصيب بشكل أساسي مصانع الإنتاج، بما في ذلك مصنع كريات غات الذي يوصف بكونه من المصانع الرئيسية للشركة في العالم. ووفق شهادات موظفين، فإن هذه الموجة هي «الأكبر على الإطلاق» في المصنع منذ تأسيسه، إذ تطال عمليات التسريح موظفين في مختلف المستويات: من مديري الورديات وموظفي التشغيل والسلامة إلى مسؤولي اللوجستيات وبعض المهندسين من مواقع مثل حيفا والقدس.
وبحسب موقع غلوبس، تعرض «إنتل» على الموظفين حزم تعويضات موسعة تتراوح بين رواتب لعدة أشهر وصولًا إلى 19 راتبًا كاملًا، ويعتمد ذلك على سنوات الخدمة. فعلى سبيل المثال، قد يحصل موظف يبلغ راتبه الشهري 40 ألف شيكل وعمل في الشركة لمدة 20 عامًا على منحة تسريح قد تصل إلى 760 ألف شيكل قبل الضرائب. وفي حال رفض الموظف التسريح الطوعي، يخضع لإجراءات استماع عادية، وإذا لم تنجح في إقناع الإدارة بالإبقاء عليه، فإنه يُسرّح دون الحزمة الخاصة الموسعة هذه.

وتشير أرقام شركة الأبحاث «RISE» إلى أن مبيعات مصنع كريات غات بلغت ذروتها في عام 2022 عند حوالي 8 مليارات دولار، لكنها تراجعت العام الماضي إلى أقل من 6 مليارات دولار، بينما انخفض عدد الموظفين من ذروة بلغت 4,500 موظف في 2019 إلى نحو 4,000 حاليًا.
ويأتي كل ذلك بينما يعمل الرئيس التنفيذي الجديد تان على إعادة هيكلة هرم الشركة الإداري وخفض أعداد المديرين في الطبقات الوسطى بالشركة، في ظل حالة من عدم اليقين تحيط بخطط تصنيع الشرائح الأكثر تقدمًا بتقنية 1.8 نانومتر وما بعدها، والمساعي لاستقطاب زبائن كبار مثل «إنفيديا» و«كوالكوم» و«أمازون» ليعتمدوا على مصانع «إنتل» لتصنيع شرائحهم.
مقالات ذات صلة: قضية احتيال بـ3 مليون شيكل: إنتل تقاضي موظفة سابقة لديها بدعوى عقدها صفقات وهمية











