بسبب الحرب على غزة: خارطة البلدان التي يسافر إليها الإسرائيليون للسياحة تتغيّر

بينما كانت تركيا تمثل أحد أبرز الوجهات للإسرائيليين عبر شركتي الخطوط الجوية التركية وبيغاسوس اللتين كانتا تشغلان نحو 20 رحلة يوميًا، باتت هذه الوجهة مغلقة منذ قرابة عامين بسبب استمرار الحرب، وأخذت مكانها وجهات أخرى اكتسبت شعبية كبيرة بسبب قربها ورخصها وشعور الإسرائيليين فيها بالأمان.
أيقون موقع وصلة Wasla
طاقم وصلة
المغادرون في مطار بن غوريون- المصدر: ويكيميديا
المغادرون في مطار بن غوريون- المصدر: ويكيميديا
المغادرون في مطار بن غوريون- المصدر: ويكيميديا

تشهد خارطة الطيران من إسرائيل تحولات كبيرة في الوجهات المسافر إليها، وسط أزمات دبلوماسية بسبب الحرب على غزة وإجراءات أمنية مستمرة أدت إلى تعليق خطوط وتراجع حركة شركات الطيران الأجنبية.

فبينما كانت تركيا تمثل أحد أبرز الوجهات للإسرائيليين عبر شركتي الخطوط الجوية التركية (Turkish Airlines) وبيغاسوس (Pegasus) اللتين كانتا تشغلان نحو 20 رحلة يوميًا، باتت هذه الوجهة مغلقة منذ قرابة عامين، ولا بوادر لعودتها قريبا. وقد تخلّت الشركتان عن حقوق الإقلاع والهبوط في مطار بن غوريون، وهو ما يعد خسارة مالية كبيرة، إذ إن هذه الحقوق تُعد أصولًا ثمينة تسمح بتشغيل الرحلات في أوقات مرغوبة.

الأزمة لم تقف عند تركيا بحسب موقع غلوبس الاقتصادي؛ فقد خرجت مدن مثل كيب تاون في جنوب إفريقيا ودبلن الأيرلندية من خارطة الرحلات بفعل توتر الأوضاع الدبلوماسية. كما توقفت الرحلات المباشرة إلى وجهات عربية مثل القاهرة وشرم الشيخ وعمان، إضافة إلى انقطاع خطي مراكش والدار البيضاء مع المغرب. أما في آسيا، فقد غابت هونغ كونغ من الجدول بعد انسحاب شركة كاثي باسيفيك التي لم تعد حتى اليوم، معلنة أنها لن تعود في المدى المنظور.

في الأشهر الأخيرة انضمت تورونتو ودلهي إلى قائمة الوجهات المعلقة أيضًا، مع تأجيل إير كندا رحلاتها إلى سبتمبر وإير إنديا إلى نهاية أغسطس.

في المقابل، ظلت بعض الوجهات الغربية مثل لندن وأمستردام على الخارطة، لكنها أصبحت أقل إتاحةً بعد توقف شركات كبرى مثل بريتيش إيرويز وفيرجن أتلانتيك وKLM الهولندية، إذ أعلنت بريتيش أنها لن تعود قبل نهاية أكتوبر، فيما علقت فيرجن رحلاتها دون تحديد موعد للعودة، وكذلك KLM التي لم تحدد تاريخًا لعودة رحلاتها إلى تل أبيب.

تداعيات توقف هذه الشركات انعكست أيضًا على مدن أوروبية أخرى، إذ تأثرت وجهات مثل ميلانو وبازل وجنيف وبرلين. أما الخطوط إلى ألمانيا، فقد ظلت حكرًا على الشركات الإسرائيلية مع إعلان مجموعة لوفتهانزا أنها لن تعود قبل نهاية يوليو.

ويبرز الضغط الأكبر في خطوط الرحلات إلى الولايات المتحدة، حيث بات الوصول إليها حاليًا مقتصرًا عبر شركة الـ-عال وشركة أركيع التي انضمت مؤخرًا فقط. وتبقى الـ-عال الوحيدة التي تغطي مدنًا أمريكية أخرى غير نيويورك.

ورغم هذا التراجع، دخلت بعض الوجهات الجديدة إلى خارطة الطيران من إسرائيل خلال هذه الفترة بحسب موقع غلوبس. فقد أطلقت الـ-عال رحلات إلى كفالونيا في اليونان، بينما سيرت يسرائير رحلات إلى بيلوبونيز اليونانية لفترة محدودة. من جهتها، شغّلت أركيع رحلات موسمية إلى مدغشقر وأطلقت خطوطًا جديدة إلى زادار الكرواتية وكالاماتا اليونانية. وتشير بعض التقارير إلى أن الخطوط الجوية الإسكندنافية (SAS) تخطط لاستئناف رحلاتها إلى تل أبيب في أكتوبر، مع تشغيل رحلات مباشرة إلى كوبنهاغن للمرة الأولى منذ سنوات، لكنها لم تؤكد ذلك رسميًا بعد.

وبحسب وكلاء سفر تحدثوا لموقع غلوبس، فإن الوجهات التي اكتسبت شعبية كبيرة في العامين الماضيين هي تلك القريبة والرخيصة والتي يشعر فيها السائح بالأمان الشخصي، مثل براغ وبورغاس ودول البلقان ومونتينيغرو وكرواتيا، بينما استعادت مالطا مكانتها بعد انقطاع طويل منذ جائحة كورونا. أما اليونان، فتبقى من الوجهات المفضلة للإسرائيليين رغم ارتفاع أسعارها نسبيًا، إضافة إلى استمرار صعود نجم باتومي الجورجية كوجهة قوية لموسم الصيف.

وبحسب هؤلاء الوكلاء، فإن بعض الوجهات البعيدة مثل أمريكا تأثرت مؤقتًا بسبب القيود التشغيلية، لكن خطوط مثل الإمارات العربية المتحدة ووجهات شرق آسيا استفادت من زيادة الرحلات من شركات الطيران الخليجية. كما احتفظت الوجهات القريبة مثل قبرص واليونان بجاذبيتها بفضل كثافة الخطوط من الشركات الإسرائيلية ووجود شركتين قبرصيتين مملوكتين لإسرائيليين.

مقالات ذات صلة: وسط التهديدات الصاروخية: ضمانات بقيمة 8 مليارات دولار لجذب شركات الطيران الأجنبية

مقالات مختارة