بين المنافسة مع السيارات الصينية وانتهاء “شهر العسل” مع ترمب: أرقام المبيعات تكشف خيبات تسلا

كشفت شركة تسلا هذا الأسبوع عن نتائج مخيبة للآمال في أرقام مبيعات السيارات خلال الربع الثاني من عام 2025، حيث تواجه تسلا إحدى أكثر مراحلها حرجًا منذ تأسيسها، ويرجع ذلك إلى عدة أسباب، أبرزها المنافسة مع السيارات الكهربائية الصينية التي تغزو العالم، إضافة إلى للعلاقة المتقلبة لرئيسها التنفيذي، إيلون ماسك، مع الرئيس الأمريكي دونالد ترمب.
أيقون موقع وصلة Wasla
طاقم وصلة
دونالد ترمب رفقة إيلون ماسك في البيض الأبيض- الصورة: ويكيميديا
تسلا مودل 3- المصدر: ويكيميديا
تسلا مودل 3- المصدر: ويكيميديا

كشفت شركة تسلا هذا الأسبوع عن نتائج مخيبة للآمال في أرقام مبيعات السيارات خلال الربع الثاني من عام 2025، لتسجل تراجعًا بنسبة 14% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، مع استمرار الضغوط من المنافسين الصينيين والأزمات السياسية التي تحيط برئيسها التنفيذي إيلون ماسك بسبب علاقته المتقلبة مع الرئيس الأمريكي دونالد ترمب.

بحسب ما كشفته بياناتها، باعت تسلا خلال الربع الثاني من العام الجاري أكثر من 384 ألف سيارة كهربائية، لكنها في المقابل أنتجت 410,244 سيارة، ما يكشف عن فجوة كبيرة بين الرقمين. وللمقارنة مع نفس الفترة من عام 2024، فقد باعت تسلا حينها 443,956 سيارة بينما أنتجت 410,831 سيارة، حيث كانت الفجوة أقل بكثير. أما في الربع الأول من هذا العام، فقد بلغت المبيعات 336,681 سيارة، بانخفاض نسبته 13% مقارنةً بالربع الأول من 2024.

وجاء الجزء الأكبر من  السيارات المنتجة والمباعة من الطرازين الأكثر شعبية للشركة Model 3 وModel Y، إذ أنتجت تسلا 396,835 سيارة من هذين الطرازين خلال الربع الثاني، وباعت منها 373,728 سيارة. أما باقي الطرازات، بما فيها شاحنة Cybertruck الشهيرة بهيكلها الفولاذي، فسجلت بيع 10,394 وحدة فقط، رغم المشكلات الفنية التي طاردت الشاحنة منذ إطلاقها في نوفمبر 2023 وخضوعها لثمانية استدعاءات بسبب عيوب في التنصيع والبرمجيات.

تعاني تسلا حاليًا من منافسة محتدمة مع شركات السيارات الكهربائية الصينية، التي نجحت في تقديم موديلات جديدة بأسعار أكثر جذبًا للمستهلكين. في الوقت نفسه، ألقت الاضطرابات السياسية بظلالها على سمعة الشركة. فقد اندلعت موجة احتجاجات ضد تسلا خلال الربع الثاني من العام بسبب علاقات ماسك الوثيقة حينها مع الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، وكونه جزءًا من سياسات أضرت بآلاف الموظفين الفيدراليين.

دونالد ترمب رفقة إيلون ماسك في البيض الأبيض- الصورة: ويكيميديا
دونالد ترمب رفقة إيلون ماسك في البيض الأبيض- الصورة: ويكيميديا

غير أن “شهر العسل” بين ماسك وترمب انتهى سريعًا، وشهدت العلاقات بينهما تصاعدًا في التوتر بعدما هاجم ماسك خطة الميزانية التي أقرها ترمب وحزمة الضرائب والإنفاق التي ستضرّ كثيرًا بمبيعات السيارات الكهربائية في الولايات المتحدة، التي قد تتراجع بنحو 100 ألف سيارة سنويًا حتى عام 2035، وفق تقديرات معهد Energy Innovation للأبحاث.

التوتر السياسي قد ينعكس أيضًا على مستقبل الدعم الحكومي الذي تستفيد منه تسلا، إذ هدد ترمب بوقف الدعم لبعض الشركات المملوكة لماسك، مثل تسلا وشركة الفضاء والدفاع SpaceX.

ورغم الأزمات، شهد سهم تسلا تعافيًا طفيفًا بلغ نحو 5% بعد أن انخفض مع تفاقم الخلاف العلني بين ماسك وترمب. يذكر أن ماسك يدرس حاليًا معارضته لبعض السياسات المالية لترمب، ودعا إلى تشكيل حزب ثالث في الولايات المتحدة، ما يزيد حالة عدم اليقين حول البيئة التشريعية لمستقبل الطاقة النظيفة.

وبين المنافسة القوية من الشركات الصينية وضغوط السياسة الأمريكية، يبقى أمام تسلا تحدٍ كبير لاستعادة زخم مبيعاتها وتحصين مكانتها في سوق السيارات الكهربائية العالمي الذي يشهد تحولات سريعة وتقلبات غير متوقعة.

مقالات ذات صلة: بعد خسائرها التاريخية: هل سيطرد مجلس إدارة تسلا إيلون ماسك؟

مقالات مختارة