سجّل سوق العقارات في البلاد خلال شهر مارس 2025 قفزة ملحوظة في مبيعات الشقق الجديدة ضمن مخططات تمويل خاصة، وذلك عشية فرض بنك إسرائيل قيودًا جديدة تهدف إلى الحد من المخاطر البنكية والائتمانية المرتبطة بهذه العروض. ووفقًا لتقرير الخبير الاقتصادي من وزارة المالية، شموئيل أبرمزون، فقد ارتفعت نسبة الشقق التي بيعت ضمن “برامج تمويل 80-20″، الذي يتم فيه تأجيل دفع معظم سعر الشقة، إلى 34% من مجمل الصفقات في مارس، مقارنة بـ29% فقط في فبراير.
هذه العروض المعروفة باسم “برامج تمويل 80-20″، والتي يدفع فيها المشتري 15% فقط من ثمن الشقة عند توقيع العقد ويؤجل دفع الباقي حتى استلام المفاتيح، كانت حتى الآن أداة فعالة بيد شركات البناء للحفاظ على وتيرة مبيعات مستقرة في ظل تباطؤ الطلب. لكن مع قرار بنك إسرائيل في نهاية مارس بفرض قيود صارمة على هذه المخططات، من المتوقع أن تشهد السوق تباطؤًا أكبر في الأشهر القادمة، لا سيما في المناطق التي اعتمدت بشكل كبير على هذه الآلية.
البيانات تُظهر أن منطقة نتانيا ومدن هشارون، وخصوصًا مدينة هرتسليا، شهدت تركيزًا مرتفعًا لهذا النوع من الصفقات. ففي شهر مارس، بلغت نسبة الشقق التي بيعت وفق مخطط تمويل 80-20 في هذه المناطق 65%، مقارنة بـ28% فقط في نوفمبر 2024. أما في منطقة الخضيرة، فقد بلغت النسبة 69% في مارس، بعد أن كانت 60% في نوفمبر. وفي بئر السبع، قفزت النسبة من 32% إلى 60%. وفي تل أبيب، ارتفعت من 23.5% في نوفمبر إلى 35.7% في مارس، أما في منطقة الوسط فقد بلغت النسبة 33%.
أبرمزون أوضح أن معظم هذه الصفقات شملت دفعة أولى بنسبة 15% فقط، ما يعني أن المشترين سيضطرون إلى تأمين 85% من ثمن الشقة لاحقًا، عادة عبر قرض سكني. هذا النموذج يحمل مخاطرة كبيرة، إذ قد لا يوافق البنك على منح القرض في المستقبل، وقد يجد المشترون أنفسهم مجبرين على بيع الشقة بخسارة في حال تراجعت الأسعار أو لم ترتفع كما توقعوا.
من أجل تقليص هذا الخطر، تدخل بنك إسرائيل وفرض قيودًا جديدة على مخططات التمويل هذه، ما قد يدفع شركات البناء إلى اللجوء لوسائل أخرى لجذب الزبائن، مثل تقديم خصومات مباشرة بدلاً من تأجيل الدفعات.
على صعيد السوق ككل، تم تسجيل 8,012 صفقة لبيع شقق جديدة ومستعملة خلال مارس، بانخفاض نسبته 2% مقارنة بنفس الشهر من عام 2024. أما مبيعات شركات البناء فقد بلغت 3,133 شقة جديدة، بتراجع حاد نسبته 17% مقارنة بمارس العام الماضي. ووفقًا للبيانات التاريخية، فإن مستوى النشاط في السوق خلال مارس 2025 كان من بين الأدنى منذ عام 2002، ولم يُسجل نشاط أقل إلا في خمس مناسبات فقط، معظمها في ظل أحداث كبرى مثل الانتفاضة الثانية وجائحة كورونا.
