
تعمل وزارة المالية على خطة لفتح سوق الأجبان أمام الاستيراد بهدف خفض الأسعار وزيادة المنافسة، الأمر الذي يضع شركة تنوفا في مواجهة مباشرة مع المنتجات المستورَدة. تنوفا، التي تعد أكبر شركة في قطاع منتجات للألبان في البلاد وتسيطر على حصة واسعة من سوق الأجبان، تعارض الخطة بشكل واضح، مع تقديرات تشير إلى احتمال أن تقلل الشركة إنتاج بعض المنتجات الخاضعة للرقابة إذا تم تمرير إصلاح وزارة المالية.
ويشير الخبراء إلى أن أي خفض في إنتاج تنوفا سيكون قادرًا على خلق نقص ملموس في السوق، كما حدث في موسم الأعياد اليهودية الأخير حين سُجّل نقص في عدد من المنتجات الخاضعة للرقابة. وتعارض الشركة الإصلاح المقترح لأنه سيسمح باستيراد أنواع مختلفة من الأجبان بأسعار أقل بكثير من الأسعار المحلية، الأمر الذي قد يهدد مكانة تنوفا في سوق تبلغ قيمته نحو 2.5 مليار شيكل سنويًا.
وتُظهر الأرقام أن تنوفا هي اللاعب الأكبر في سوق الأجبان، إذ تبيع ما يقارب نصف ما يبيعه السوق بمجمله، وفي بعض الأنواع تصل حصتها إلى نحو 75%. وفي المقابل، تنتج المصانع الصغيرة والمتوسطة كميات محدودة لا تسمح لها بمنافسة تنوفا أو سدّ أي فجوة قد تظهر في حال خفّضت الشركة إنتاجها.
وزارة المالية ترى في فتح السوق خطوة ضرورية لخفض الأسعار، خاصة بعد أن أثبتت التجارب السابقة أن استيراد الأجبان من أوروبا، وخصوصًا بولندا، يوفّر منتجات بأسعار أقل بكثير من المنتجات المحلية، حتى تلك الخاضعة للرقابة. وفي بعض الأحيان، كانت بعض الأجبان المستوردة تُباع في السوق بسعر يعادل نصف سعر نظيراتها التي تنتجها الشركات الإسرائيلية.
لكن المعارضة لهذا الخطة الجديدة ليست بالقليلة، إذ تخشى وزارة الزراعة ومربو الأبقار من تأثير الإصلاح على المزارع المحلية، وقد أعلنت أحزاب داخل الائتلاف أيضًا رفضها للخطة. أما وزير المالية بتسلئيل سموتريتش فيبدو مصممًا على تمرير الإصلاح، وقد طلب دعم رئيس الحكومة للمضي به في الكنيست، مؤكدًا أن الهدف هو تخفيف تكلفة المعيشة وتشجيع المنافسة.
في وزارة المالية لا يقلق المسؤولون من تهديدات تنوفا بخفض إنتاج المنتجات الخاضعة للرقابة، ويعتبرونها فقط محاولة للضغط. ويعتقدون أن الشركة ستواصل إنتاج هذه السلع لأنها تبقى مربحة لها ومهمة لوجودها في السوق، ما يجعل التخلي عنها خيارًا غير واقعي. وبالتوازي، تبحث الوزارة دعم المصانع الصغيرة والمتوسطة من أجل تقليل الاعتماد على عدد محدود من الشركات الكبيرة وزيادة المنافسة في سوق منتجات الألبان.
مقالات ذات صلة: “ثورة سموتريتش” في قطاع منتجات الألبان: هل ستسهم في خفض الأسعار؟











