مقابل بعض البنوك التي توفر جزء لا بأس به من الخدمات المالية والمصرفية باللغة العربية (مركنيتل ولؤمي)، يحتل بنك “مزراحي تفاحوت” المركز قبل الأخير بعلامة 12 من 100، يليه البنك الديجيتالي “One Zero” الذي لا يرى حاجة لتوفير أي خدمات أو معلومات لزبائنه العرب بلغتهم الام.
اجرت شركة تاسك للأبحاث دراسة شاملة لفحص مستوى الإتاحة المالية التي تُقدمها البنوك التجارية في إسرائيل للمجتمع العربي قيُمت من خلالها أداء كل بنك من البنوك في تقديم مختلف الخدمات والمعلومات للجمهور العربي. وبحسب الدراسة، التي تمت بطلب من سلطة التطوير الاقتصادي للمجتمع العربي، تم إنشاء مؤشر خاص يتضمن ستة مُركّبات أساسية تُشكل جميع جوانب ما يُسمى بالإتاحة المالية للجمهور.
المركبات الستة التي يتضمنها المؤشر شملت “الإتاحة الديجيتالية” والتي تفحص مستوى ملائمة القنوات الديجيتالية المختلفة، مثل موقع الانترنت والتطبيق، للغة العربية؛ “اتاحة الخدمات”، والتي تفحص توفر خدمات البنك في مراكز الاتصال الهاتفي باللغة العربية، “الإتاحة الجغرافية” والذي يفحص انتشار فروع البنوك في البلدات العربية، مُركّب “نسبة الموظفين العرب” العاملين في البنك، مركّب “الإنفاق على الإعلانات والتسويق” باللغة العربية، وأخيرا، مُركّب “ملائمة الخدمات البنكية” المتوفرة لاحتياجات المجتمع العربي. ولفحص أداء البنوك في كل مركب من المركبات المذكورة، تم بناء المؤشر بحيث يكون لكل مُركب 15 نقطة، بإجمالي 100 نقطة لجميع المركبات.
نتائج الدراسة أظهرت بشكل واضح تقصير كافة البنوك في توفير الاتاحة المالية بشكل لائق للمجتمع العربي، إذا لم يحصل أي بنك على علامة “ناجح”، أي تسجيل أعلى من 50 نقطة في المؤشر. مع ذلك برز تفاوت واضح بين البنوك في مستوى الخدمات والمعلومات المُقدمة بالعربية على مختلف المنصات.
بنك مركنتيل، حصل على أعلى علامة في المؤشر (49 من 100) بعد أن تبين أنه يوفر جزء لا بأس به من المعلومات والخدمات الديجيتالية باللغة العربية، بالإضافة إلى توفير خدمات بالعربية عبر مركز الاتصال الهاتفي. ويتبين من الدراسة أيضا بأن نسبة الموظفين العرب في البنك هي ما بين 30%- 40%. ويمكن تفسير هذه النسبة العالية بوجود عدد كبير من فروع مركنتيل في البلدات العربية (32 من مجموع 93 فرع).
أكبر بنكان في البلاد، لؤمي وهبوعليم، حصلا على علامة 38 و 33 على التوالي، إذا تبين مثلا أن نسبة الموظفين العرب في لؤمي 6.7% وفي هبوعليم 6.6%، وبأن نسبة الميزانيات التي يُخصصها البنكان للإعلان والتسويق في المجتمع العربي لا تتعدى 7% من مجمل ميزانيات التسويق. ويظهر من الدراسة أيضا أن البنوك الرائدة في المجتمع العربي لا تقدم أكثر من منتج بنكي واحد يتلاءم مع احتياجات المجتمع العربي.
بنك مزراحي تفاحوت وصل إلى المرتبة قبل الأخيرة في مستوى الإتاحة المالية التي يقدمها للمواطنين العرب. فبحسب الدراسة، حصل مزراحي تفاحوت على علامة 12 من 100 بعد أن تبين بأن نسبة الموظفين العرب فيه لا تتجاوز 3%، وبأن 9 فروع فقط (من مجموع 269) تعمل في بلدات عربية. أما الميزانية المُخصصة للإعلان والتسويق للمجتمع العربي فلم تتجاوز الـ 1%.
أما البنك الذي جاء في المرتبة الأخيرة فهو البنك الديجتيالي (اونلاين) ZERO ONE، والذي حصل على علامة 3 من 100. وبحسب المعطيات الواردة في دراسة شركة تاسك، يبدو أن إدارة البنك لا تعترف بوجود اللغة العربية في البلاد ولا بضرورة التسويق والإعلان المخصص للجمهور العربي، حيث يتبين أن حصة هذا الجمهور من ميزانية التسويق هي صفر، وبأن اللغة العربية غائبة عن كل المنصات الرقمية التي يمتلكها البنك.
