بعد سنوات من الصراع القضائي والتعطيل، حققت مدينة شفاعمرو وبلدة عبلين انتصاراً قانونيًا في “معركة البنية التحتية” مع بلدية “كريات آتا” المجاورة، وذلك بعد أن أصدرت المحكمة المركزية في حيفا قراراً يلغي محاولات كريات آتا المتكررة لإفشال مشروع إقامة محطة ضخ للصرف الصحي تخدم سكان شفاعمرو وعبلين والبلدات المجاورة.
تعود بداية القضية إلى عام 2009 عندما تأسس اتحاد “المياه والصرف الصحي، منطقة شفاعمرو” (סובב שפרעם) بهدف تطوير شبكة الصرف الصحي في نحو 11 بلدة في المنطقة الشرقية لكريات آتا، بما في ذلك شفاعمرو وعبلين. مع تدهور خطوط الصرف القديمة التي تعود لأكثر من 50 عاماً والمصنوعة من مادة الأسبست، ومع انهيارات متكررة أدت إلى تسربات بيئية، بدأت خطط إنشاء خط ضخ حديث بطول 9 كيلومترات يربط هذه التجمعات بمحطة معالجة مياه الصرف في حيفا. وخُطط لموقع محطة الضخ الجديدة ليكون على أطراف كريات آتا، لضرورات تنفيذ المشروع.
لكن منذ 2021، واجه المشروع عراقيل متواصلة من بلدية كريات آتا ورئيسها، حيث رفضت اللجنة المحلية للتخطيط والبناء إصدار التصاريح اللازمة رغم موافقة كل الجهات الحكومية المختصة، من وزارات البيئة والصحة والمواصلات والآثار وشركة الكهرباء. لم تكتف البلدية بالرفض بل لجأت لاحقاً إلى خطوة تصعيدية عبر تقديم خطة بديلة لإنشاء محطة ضخ تخدم كريات آتا فقط، في نفس الموقع المخصص أصلاً لمشروع شفاعمرو.
هذا التصعيد دفع اتحاد مياه شفاعمرو إلى اللجوء إلى القضاء، حيث قدم التماساً قضائياً طالب فيه بإلغاء القرار البديل، معتبراً أنه يهدف لإجهاض مشروع يخدم بشكل أساسي المناطق العربية المحيطة، مشيراً في التماساته إلى أن “بلدية كريات آتا ترفض السماح بمرور خط الصرف الخاص بالتجمعات العربية عبر أراضيها”.
خلال جلسات المحكمة، وجهت القاضية انتقادات حادة لبلدية كريات آتا، واعتبرت أن سلوك اللجنة المحلية للتخطيط “ينطوي على سوء نية صريح وانعدام الإنصاف والتعنت غير المبرر”، مشددة على أن القرار الذي اتخذته اللجنة لإقرار المشروع البديل كان يفتقر لأي مبرر مهني أو تخطيطي، بل كان يهدف بشكل واضح لعرقلة المشروع الأصلي. وبناء عليه، قررت المحكمة إلغاء مصادقة اللجنة المحلية على الخطة البديلة، ما يمهد الطريق لاستكمال إنشاء محطة الضخ لصالح منطقة شفاعمرو.
من جهتها، علقت بلدية كريات آتا بالقول إنها كانت قد اقترحت إقامة محطة مشتركة مرنة يمكن من خلالها تقديم حلول للطرفين، متهمة بلدية شفاعمرو بعدم التعاون لإيجاد بدائل أخرى مستقلة.
مقالات ذات صلة: ما الذي يحدث في بلدية الناصرة؟
