انفراج في الحرب التجارية بين واشنطن وبكين: اتفاق لخفض الرسوم الجمركية لثلاثة أشهر

الأسواق المالية استجابت بسرعة إيجابية للأنباء. فقد ارتفع مؤشر العقود الآجلة لمؤشر S&P 500 بنسبة 3%، كما صعد الدولار الأميركي والين، وحققت أسواق الأسهم الآسيوية والأوروبية مكاسب ملحوظة، وارتفعت أسعار النفط، وعوائد سندات الخزانة الأميركية.
أيقون موقع وصلة Wasla
طاقم وصلة

شهدت العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والصين تطوراً لافتاً بعد الإعلان عن اتفاق مبدئي بين الجانبين لتقليص الرسوم الجمركية المتبادلة التي أشعلت واحدة من أعنف الحروب التجارية في العقود الأخيرة. الاتفاق، الذي أُعلن عنه اليوم الاثنين في جنيف، يأتي في وقت حساس للاقتصاد العالمي، وسط مخاوف من تباطؤ النمو واضطرابات في سلاسل التوريد.

54512251798 1476549c2e k
وزير الخزانة الأميركي سكوت بينسيت أثناء الاجتماع في سويسرا مع الصين- الصورة: وزارة الخارجية السويسرية على فليكر

فض الرسوم الجمركية وتجميد الإجراءات التصعيدية

بموجب الاتفاق، سيتم تعليق الإجراءات الجمركية التصعيدية لمدة 90 يوماً، حيث ستقوم الصين بخفض الرسوم المفروضة على السلع الأميركية من 125% إلى 10%، بينما ستخفض الولايات المتحدة الرسوم المفروضة على الواردات الصينية من 145% إلى 30%. هذا التخفيض لا يشمل الرسوم القطاعية التي تفرضها واشنطن على كافة شركائها التجاريين، ولا يمس الرسوم التي أُقرت خلال الولاية الأولى للرئيس دونالد ترمب والتي ما زالت سارية المفعول.

وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت صرّح أن الاتفاق يُمثّل خطوة في الاتجاه الصحيح لتحقيق “تجارة متوازنة”، مؤكداً أن الطرفين أجريا محادثات جادة بشأن قضايا مثل مكافحة تهريب الفنتانيل، بالإضافة إلى إمكانيات لعقد اتفاقات شراء مستقبلية من قبل الصين.

تفاهمات رغم الخلفية المتوترة

الاتفاق هو الأول من نوعه منذ عودة ترامب إلى البيت الأبيض، بعد أن أطلق موجة من الرسوم الجمركية على الصين منذ بداية ولايته، حيث رفعت إدارته الرسوم الجمركية على البضائع الصينية إلى 145%. وردت بكين حينها بفرض رسوم تصل إلى 125% على سلع أميركية، بالإضافة إلى فرض قيود على تصدير العناصر الأرضية النادرة التي تعتبر ضرورية لصناعة الإلكترونيات والدفاع في الولايات المتحدة.

تلك التدابير تسببت بتراجع حاد في حركة التجارة الثنائية بين البلدين، والتي تُقدَّر بنحو 600 مليار دولار، ما أدى إلى اضطرابات حادة في سلاسل الإمداد العالمية، وخسائر في الوظائف، وتصاعد المخاوف من ركود تضخمي عالمي.

انعكاسات فورية على الأسواق العالمية

الأسواق المالية استجابت بسرعة إيجابية للأنباء. فقد ارتفع مؤشر العقود الآجلة لمؤشر S&P 500 بنسبة 3%، كما صعد الدولار الأميركي مقابل عملات الملاذ الآمن، وواصل اليوان الصيني مكاسبه مسجلاً ارتفاعاً بنحو 0.5%.

92b4e750 dbff 465b b312 e2f9616e51fe

وقد حققت أسواق الأسهم الآسيوية والأوروبية مكاسب ملحوظة، وارتفعت أسعار النفط، وعوائد سندات الخزانة الأميركية، في إشارة إلى تنامي الآمال بتجنب ركود اقتصادي عالمي وشيك.

تفاؤل حذر: تجارب سابقة تدعو للتروي

رغم التفاعل الإيجابي الأولي، لا تزال بعض الجهات تلتزم الحذر، مستندة إلى تجارب سابقة لم تثمر عن نتائج دائمة. فالاتفاق الحالي يُذكّر باتفاق مماثل أُبرم في عام 2018، حين اتفقت واشنطن وبكين على تعليق النزاع، لكن سرعان ما تراجعت الولايات المتحدة عنه، لتعود الحرب التجارية إلى الواجهة وتستمر حتى توقيع اتفاق “المرحلة الأولى” في بداية عام 2020.

تشير وكالة “بلومبيرغ” إلى أن إبرام اتفاق تفصيلي وملزم قد يستغرق وقتاً طويلاً، خاصة في ظل استمرار بعض الرسوم والتعقيدات الهيكلية في العلاقة الاقتصادية بين أكبر اقتصادين في العالم.

مقالات ذات صلة: سياسة ترامب في الشرق الأوسط قدد تتأثر بنشاطه التجاري في العملات الرقمية

مقالات مختارة