/
/
خال من اللاكتوز والكوليسترول: إطلاق “حليب جديد” يُنتج من دون أبقار

خال من اللاكتوز والكوليسترول: إطلاق “حليب جديد” يُنتج من دون أبقار

أيقون موقع وصلة Wasla
wasla brands
milk2
الحليب الجديد، الصورة: remilk

أعلنت شركة التكنولوجيا الغذائية ريميلك (remilk) وشركة الألبان غَد (מחלבות גד) عن إطلاق منتج جديد في أسواق البلاد يحمل اسم “الحليب الجديد” (החלב החדש)، يُنتج من دون أبقار وخالٍ من اللاكتوز والكوليسترول.

يُصنّع هذا الحليب في إسبانيا باستخدام تقنية تعتمد على تخمير بروتينات الحليب في المختبر، حيث يجري إدخال الحمض النووي الذي يحمل التعليمات الخاصة بإنتاج بروتين الحليب إلى نوع محدد من الخميرة، فتبدأ الخميرة بعد ذلك بإنتاج هذا البروتين تلقائيًا داخل المختبر، من دون حاجة للجوء إلى الأبقار. وبعد انتهاء عملية التخمير، لا تبقى أي مواد معدّلة وراثيًا في المنتج النهائي، ما يسمح بتسويقه كمنتج غير معدل وراثيًا (Non-GMO).

سيُطرح المنتج هذا الأسبوع في مقاهي ومطاعم البلاد، على أن يصل إلى رفوف المتاجر مع مطلع عام 2026. وستُباع العبوة بحجم 750 ملليلتر بنوعين: الأول بطعم الحليب العادي والثاني بنكهة الفانيليا. كما ستُخصص نسخة خاصة للمقاهي تُعرف باسم “حليب باريستا”، صُممت لتلائم تحضير القهوة والمشروبات الساخنة. وفي المراحل اللاحقة، تخطط الشركتان لتوسيع خط الإنتاج وإطلاق منتجات إضافية مصنوعة بالتقنية نفسها، تشمل أجبانًا وألبانًا خالية من الحليب الحيواني.

يحتوي الحليب الجديد على 75% سكر أقل من الحليب التقليدي، وهو غني بالكالسيوم والفيتامينات، لكنه يحتوي على نسبة بروتين أقل بثلاث مرات تقريبًا من الحليب العادي (1.1% مقابل 3.3%). كما أن مدة صلاحيته تصل إلى أربعة أشهر لأنه يُباع مبردًا وليس طازجًا.

يستهدف المنتج بالأساس الأشخاص الذين يعانون من حساسية تجاه اللاكتوز، إضافةً إلى الذين يلتزمون بقواعد الكوشر التي تمنع خلط اللحوم ومنتجات الحليب في وجبة واحدة. ووفقًا لاستطلاع أجراه معهد “جيوكرتوغرافيا” بطلب من الشركة، فإن 92% من مواطني البلاد يشربون الحليب الحيواني، و61% يستهلكون بدائل الحليب، في حين أن أكثر من نصفهم، أي نحو 56%، يجمعون بين الحليب الحيواني وبدائله في حياتهم اليومية.

شركة غَد، وهي رابع أكبر شركة ألبان في البلاد، قالت إن التعاون مع ريميلك يمثل بالنسبة لها دخولًا إلى مجال جديد. وأوضح مديرها العام أن المنتج يجمع بين “المعرفة التكنولوجية الحديثة والخبرة الغذائية التي تمتلكها الشركة منذ عقود”، مؤكدًا أن الشركة ستواصل توسيع خط الإنتاج. أما مؤسس ريميلك فقال إن المشروع هو “الخطوة الأولى في تحقيق هدف الشركة بإنتاج حليب حقيقي من دون أبقار”.

ريميلك تأسست قبل ست سنوات وجمعت استثمارات تجاوزت 150 مليون دولار من جهات بينها تنوفا وكوكا كولا إسرائيل. في البداية كانت تبيع البروتينات التي تطورها لشركات أغذية كبرى، لكنها قررت لاحقًا تطوير منتجات استهلاكية بنفسها بعد أن لاحظت أن بعض الشركات واجهت صعوبات في الوصول إلى الطعم والقوام المناسبين.

milk1
الحليب الجديد، الصورة: remilk

الشركتان أنشأتا كيانًا مشتركًا باسم “ريميلك إسرائيل” لتسويق المنتجات داخل البلاد، وتملكان الحقوق الحصرية لطرح كل منتجات ريميلك المستقبلية في السوق المحلي. في حال نجاح التجربة تجاريًا، تخطط غَد لإقامة خط إنتاج في مصنعها الجديد بمنطقة تيموريم، الذي يجري إنشاؤه باستثمار يقدَّر بنحو 200 مليون شيكل.

المنافسة في هذا المجال بدأت بالفعل. فقبل شهرين فقط أطلقت شركة شتراوس منتجًا مشابهًا تحت اسم CowFree، يعتمد على بروتين غير حيواني يُنتج بطريقة التخمير نفسها. السعر المتوقع للعبوة الجديدة من غَد وريميلك سيكون قريبًا من أسعار بدائل الحليب المتوفرة اليوم، أي نحو 16 إلى 19 شيكلًا للعبوة، مع إمكانية أن يكون أقل قليلًا نظرًا إلى حجم العبوة الأصغر (750 ملليلتر).

إطلاق هذا المنتج يُعد خطوة تجريبية في البلاد ضمن توجه عالمي نحو تطوير بدائل للحليب التقليدي، لأسباب تتعلق صحية وبيئية ودينية. لكن القائمين على المشروع يؤكدون أن الدافع الأساسي للمستهلكين ليس بيئيًا بل صحيًا، إذ أظهر استطلاع الشركة أن 57% من المواطنين الذين يبحثون عن بدائل للحليب يفعلون ذلك بسبب الحساسية للاكتوز أو الخوف من الهرمونات والمضادات الحيوية الموجودة في الحليب الحيواني، بينما فقط 9% أشاروا إلى الاعتبارات البيئية كدافع رئيسي.

مقالات ذات صلة: فوضى الأسعار ونقص الحليب الطازج يكشفان إخفاق الحكومة في القيام بواجبها 

مقالات مختارة