
كشف مسح جديد أجرته شركة «شوب أناليتكس» أن المواطنين في البلاد بدؤوا يعودون تدريجيًا للتسوق من مواقع التجارة الإلكترونية بعد فترة من التراجع الحاد الذي رافق الحرب الأخيرة مع إيران، والتي أدت إلى اضطرابات كبيرة في سلاسل التوريد وشحن البضائع عبر البحر والجو معًا. ورغم أن شركات الشحن والتجارة ما زالت تحذر من تأخيرات متوقعة في توصيل الطلبات، إلا أن انخفاض سعر صرف الدولار جعل الشراء من الخارج مغريًا أكثر، وبدأت البيانات تُظهر انتعاشًا ملحوظًا في بعض المنصات.
وبحسب نتائج الدراسة التي اعتمدت على عينة تمثيلية قوامها نحو أربعة آلاف شخص من مختلف الفئات العمرية والمناطق، فقد تمت مقارنة ثلاث فترات أساسية: الأيام العشرة التي تلت الحرب (من 27 يونيو إلى 6 يوليو)، والفترة التي سبقتها مباشرة (من 16 إلى 25 مايو)، والفترة خلال القتال (من 13 إلى 22 يونيو). الأرقام أظهرت أن بعض المواقع سجلت عودة قوية جدًا، في حين ظل بعضها الآخر دون المستويات التي كانت سائدة قبل التصعيد مع إيران.
الموقع الصيني «Shein» مثلًا سجّل خلال فترة الحرب انخفاضًا حادًا في الطلبات من إسرائيل بلغت نسبته 51% مقارنة بالفترة التي سبقتها مباشرة، لكنه عاد وقلص الفجوة في فترة ما بعد الحرب ليصبح الانخفاض بنسبة 17% فقط مقارنة بفترة ما قبل الحرب.
أما موقع «iHerb» الأمريكي الشهير بالمنتجات الصحية والمكملات الغذائية، فقد تراجعت الطلبات منه بنسبة كبيرة وصلت إلى 71% أثناء الحرب، لكنه استعاد جزءًا من نشاطه مع تراجع الانخفاض إلى 30% فقط بعد انتهاء العمليات العسكرية.
في المقابل، جاء موقع «Temu» الصيني الناشئ ليحقق مفاجأة لافتة، إذ نجح في تجاوز الأرقام التي سبقت الحرب مسجلًا زيادة بنسبة 7% في عدد الطلبات. ويربط بعض المتابعين ذلك بسرعة استئناف حملاته الترويجية مقارنة بمواقع أخرى، بينما عانى عملاق التجارة الصيني «علي إكسبرس» من عرقلة كبيرة في الشحنات العالقة، وهو ما أخّر عودته للحملات التسويقية وأبطأ تعافيه النسبي.
أما منصة «أمازون» العالمية، فقد تأثرت أكثر من غيرها بعدما ألغت تمامًا إمكانية استقبال الطلبات من إسرائيل في بداية الحرب مع إيران، ما أدى إلى انخفاض في حجم الطلبات بأكثر من 70% مقارنة بالمستويات العادية. ورغم أن «أمازون» استأنفت استقبال الطلبات لاحقًا، إلا أن التنوع في المنتجات المؤهلة للشحن المجاني عند شراء سلع بقيمة تفوق 49 دولارًا لا يزال محدودًا، وهو ما أبقى الطلبات في حالة تراجع نسبي. الجدير بالذكر أن فترة المسح لا تشمل حملة «Prime Day» التي بدأت في 7 يوليو وتستمر حتى 11 يوليو، ومن المتوقع أن تؤدي إلى ارتفاع إضافي في المشتريات عبر «أمازون» إذا توفرت ظروف شحن أكثر سلاسة.
على جانب آخر، حققت بعض المواقع الإسرائيلية المحلية مكاسب ملحوظة مستفيدة من تأخير وصول الطلبات من الخارج. فقد سجل موقع «ترمينال إكس» زيادة في الطلبات بلغت 100% مقارنة بالفترة التي سبقت الحرب، بينما حقق موقع «KSP» المختص بالأجهزة الإلكترونية والتقنيات نموًا بنسبة 91% للفترة نفسها.
مقالات ذات صلة: تنظيم جديد لقسائم الهدايا مثل BUYME: صلاحية حتى 15 سنة وتذكير سنوي لحامليها











