
في خطوة أثارت استياءً واسعًا بين المدافعين عن الحقوق الفلسطينية، هاجم سيرجي برين، أحد مؤسسي شركة «غوغل»، تقريرًا رسميًا صدر عن الأمم المتحدة الشهر الماضي، واتهم المنظمة الأممية بـ«معاداة السامية» فقط لأنها وصفت ما يجري في غزة بأنه إبادة جماعية مدعومة بتكنولوجيا تقدمها شركات كبرى مثل غوغل وأمازون.
برين، الذي تحدث في منتدى داخلي يضم آلاف العاملين في شركة «ديب مايند» التابعة لغوغل، وصف تقرير الأمم المتحدة بأنه «متحيز» و«مسيء» لليهود، معتبراً أن ربط ما تقوم به إسرائيل في غزة بمفهوم الإبادة الجماعية هو «إهانة» لذاكرة اليهود الذين عاشوا أهوال الهولوكوست. وقال برين نصًا، وفق ما نقلته صحيفة «واشنطن بوست»، إن وصف ما تفعله إسرائيل في غزة بأنه إبادة جماعية «يُعتبر مسيئًا جدًا» وإنه «لا يرغب بالاستشهاد بمنظمات ذات ميول معادية للسامية مثل الأمم المتحدة»، حسب تعبيره.
يأتي ذلك بعد أن كشف تقرير رسمي صادر عن المقررة الخاصة للأمم المتحدة لشؤون الأراضي الفلسطينية، المحامية الإيطالية فرانشيسكا ألبانيزي، أن شركات تكنولوجيا أمريكية من بينها «غوغل» و«أمازون» حققت أرباحًا مباشرة وغير مباشرة من الحرب الإسرائيلية على غزة، من خلال تزويد حكومة الاحتلال وبشكل خاص جيشها بخدمات حوسبة سحابية وتقنيات ذكاء اصطناعي مهمة ضمن مشروع «نيمبوس» الذي بلغت قيمته 1.2 مليار دولار منذ توقيعه في عام 2021.
التقرير الأممي أشار أيضًا إلى أن «غوغل» واصلت تقديم «بُنى تحتية وخدمات حيوية في مجال الذكاء الاصطناعي والحوسبة» للجيش الإسرائيلي حتى بعد اندلاع الحرب في قطاع غزة التي دمرت كل مظاهر الحياة هناك.
ورغم أن إدارة «غوغل» حاولت التخفيف من وطأة تصريحات برين، إلا أن موقفه جاء في سياق سلسلة من الانتقادات المتراكمة ضد الشركة، بعدما فصلت موظفين احتجّوا علنًا على تعاون غوغل مع المؤسسة العسكرية الإسرائيلية.
وكان المدير التنفيذي سوندار بيتشاي قد وجّه مذكرة للموظفين قبل أشهر، شدّد فيها على ضرورة «تجنّب النقاشات السياسية» داخل بيئة العمل، في وقت يستمر فيه موظفون ونشطاء حقوقيون في الولايات المتحدة وخارجها بالمطالبة بكشف طبيعة العقود التي تبرمها غوغل مع إسرائيل ووقفها فورًا.
وارتفعت حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى أكثر من 57 ألفًا، و136,879 مصابًا، منذ السابع من أكتوبر. من بنيهم أكثر من 766 شخصًا تمّ قتلهم أثناء انتظار المساعدات، بنيران الجيش الإسرائيلي أو عناصر الأمن التابعون لما يعرف بمؤسسة “غزة الإنسانية”.
مقالات ذات صلة: مقاطعة أكاديمية غير مسبوقة: الجمعية الدولية لعلم الاجتماع تعلق عضوية إسرائيل











