
شهد سوق العمل في الولايات المتحدة تطورًا مفاجئًا في شهر يونيو، مع إضافة 147 ألف وظيفة جديدة في الولايات المتحدة، مقارنةً بـ144 ألف وظيفة جديدة في مايو، في حين كانت التوقعات تشير إلى تباطؤ ملحوظ وإضافة 111 ألف وظيفة فقط.
أما معدل البطالة، فقد تراجع بشكل غير متوقع من 4.2% إلى 4.1%، بينما كانت توقعات المحللين تتجه نحو ارتفاعه إلى 4.3%. هذه الأرقام تعكس مرونة سوق العمل الأمريكي رغم الضغوط المستمرة والتحديات التي يواجهها الاقتصاد الأمريكي والعالمي.
فيما يتعلق بمعدل الأجور، أظهرت البيانات نموًا سنويًا بواقع 3.7% في الأجر المتوسط، وهو تراجع طفيف مقارنةً بـ3.8% في مايو وفق البيانات المعدلة، بينما كانت التوقعات ترجح ارتفاعًا إلى 3.9%. وعلى أساس شهري، ارتفع الأجر المتوسط بنسبة 0.2% فقط، وهو أبطأ من الزيادة الشهرية البالغة 0.4% التي سُجلت في مايو، وأقل من التوقعات التي كانت تشير إلى 0.3%.
قطاع الوظائف الحكومية (باستثناء الوظائف الفيدرالية) كان من بين أبرز القطاعات التي ساهمت في تعزيز الأرقام، إذ أضافت الحكومات المحلية وحكومات الولايات 73 ألف وظيفة، خاصةً في مجالات مرتبطة بالتعليم. أما على مستوى الحكومة الفيدرالية، فما زالت تعاني من آثار تخفيضات القوى العاملة التي ارتبطت بمبادرة إدارة الكفاءة الحكومية التي أطلقها إيلون ماسك سابقًا قبل مغادرته للمنصب وخلافه مع الرئيس دونالد ترمب، وقد فقدت الحكومة الفيدرالية خلال الشهر الماضي 7,000 وظيفة.
وفي قطاع الصحة، استمر التوسع القوي بإضافة 39 ألف وظيفة جديدة، من بينها 19 ألف وظيفة مرتبطة بالخدمات الاجتماعية.
أما على صعيد المؤشرات الاقتصادية الأخرى، فقد سجل معدل التضخم السنوي في مايو ارتفاعًا بنسبة 2.4%، بينما ارتفع مؤشر أسعار المستهلكين بنسبة شهرية طفيفة بلغت 0.1%، مقارنةً بتوقعات السوق التي كانت تتوقع زيادة شهرية قدرها 0.2% وسنوية تصل إلى 2.5%، وهو ما يعكس تباطؤًا طفيفًا في وتيرة التضخم رغم استمرار الضغوط نتيجة حرب التجارة التي أطلقها ترمب.
فيما يخص السياسة النقدية، حافظ البنك الفيدرالي الأمريكي على سعر الفائدة عند مستوى 4.50% في آخر اجتماع له قبل أسبوعين، مطابقًا لتوقعات الأسواق، وأبقى على توقعاته بخفض الفائدة مرتين خلال عام 2025. ووفقًا لأحدث التقديرات، تم تعديل توقعات نمو الاقتصاد الأمريكي للعام الحالي من 1.7% إلى 1.4%، في حين رُفعت تقديرات معدل التضخم من 2.7% إلى 3%. ومن المنتظر أن يعلن الفيدرالي الأمريكي نهاية شهر يوليو الجاري عن قراره المقبل بشأن أسعار الفائدة.
مقالات ذات صلة: بين المنافسة مع السيارات الصينية وانتهاء “شهر العسل” مع ترمب: أرقام المبيعات تكشف خيبات تسلا