
كشف تقرير سوق العمل السنوي لعام 2024 الصادر عن وزارة العمل أن تداعيات الحرب الأخيرة طالت مختلف المناطق والفئات، لكن المجتمع العربي برز كأحد أكثر المتضررين من حيث التوظيف وضعف المهارات الأساسية.
بحسب التقرير، وصلت نسبة تشغيل الرجال العرب إلى 77.9% مطلع عام 2023، وهي النسبة الأعلى لهم خلال العقد الماضي، إلا أن الحرب قطعت هذا التحسن، لينخفض معدل تشغيلهم إلى 75.5% فقط مع نهاية 2024.
والأخطر أن التحديات لا تتوقف عند فرص العمل، إذ يواجه العرب أيضًا فجوة مقلقة في المهارات الأساسية: فقد بلغت نسبة البالغين العرب الذين يعانون من صعوبات تتعلق بمهارات القراءة وفهم النصوص المكتوبة 70% وفق نتائج اختبارات PIAAC الدولية التي أجريت بين 2022 و2023، مقارنة بـ46% فقط في 2014. وبالنسبة للشباب العرب تتفاقم الصورة أكثر، حيث تصل نسبة من يواجهون صعوبة بالقراءة إلى 74%. هذه الأرقام توضح مدى صعوبة اندماج الشباب العرب بسوق العمل الحديث الذي يعتمد بشكل كبير على القدرة على مهارات القراءة وفهم النصوص ومعالجة المعلومات.
وعلى مستوى المناطق، سجلت المناطق الشمالية المتاخمة للحدود النسبة الأكبر من تراجع التشغيل بحسب التقرير، حيث انخفض معدل التوظيف فيها بنسبة 15 نقطة مئوية في النصف الثاني من 2024 مقارنة بما قبل الحرب، ليصل إلى 67% بعد أن كان 82% في 2022. بالمقابل، شهدت مناطق «غلاف عزة» انخفاضًا أقل حدة، مع تراجع في معدل التوظيف بمقدار 6 نقاط مئوية، لينخفض من 86% إلى 80% في الفترة ذاتها.
تؤكد وزارة العمل أن إخلاء العديد من التجمعات في الشمال بسبب الأوضاع الأمنية وإغلاقات المصالح التجارية والخدمات الحيوية ساهم بشكل كبير في تعميق الفجوة. كما أظهر التقرير أن الشباب في المناطق الحدودية الشمالية كانوا الأكثر تضررًا: فقد هبط معدل التوظيف بين من تتراوح أعمارهم بين 25 و40 عامًا في تلك المناطق من 87% إلى 66%، في حين كان التراجع أقل وضوحًا بين الفئات الأكبر سنًا أو في المناطق الأبعد عن خطوط التماس. كما برز فرق واضح بين الجنسين: معدل التوظيف بين الرجال النازحين في الشمال انخفض بنحو 20 نقطة مئوية، وهو ضعف معدل الانخفاض لدى النساء.
أما على مستوى المهن، فأوضح التقرير أن مهنة «مطور البرمجيات ومحلل التطبيقات» شهدت أكبر قفزة في حصتها بسوق العمل منذ 2012 وحتى 2024، حيث ارتفعت من 2.9% إلى 5.1% من إجمالي المشتغلين، مع توسع قطاع الهايتك في تلك السنوات، لكنه عاد وسجل جمودًا منذ 2023. في المقابل، كان قطاع البيع بالتجزئة من بين الأكثر تراجعًا: نسبة العاملين كمندوبين في المحلات انخفضت من 4.2% في 2012 إلى 3.1% في 2024، نتيجة استمرار انتقال المستهلكين إلى الشراء عبر الإنترنت.
وتحت عنوان المهارات، لفت التقرير إلى الفجوة الكبيرة التي كشفتها اختبارات PIAAC ضمن دول منظمة التعاون الاقتصادي OECD، حيث يتضح أن أكثر من ثلث البالغين في إسرائيل يفتقرون إلى الحد الأدنى من المهارات الأساسية، بينما تبلغ النسبة في دول OECD الأخرى نحو ربع السكان فقط.
مقالات ذات صلة: الرواتب في قطاع الهايتك تتراجع 11%… وهذا هو متوسط الأجور في البلاد