كشف تقرير جديد من موقع «وايرد» أن شركة «ميتا» بقيادة مارك زوكربيرغ رفعت سقف المنافسة إلى مستوى غير مسبوق، بعدما عرضت حزم مكافآت ورواتب خيالية تصل إلى 300 مليون دولار للمهندس الواحد على مدى أربع سنوات، في إطار سباقها المحموم لتقوية ذراعها في أبحاث وتطوير الذكاء الاصطناعي.
وبحسب المصادر، فإن قيمة الراتب السنوي والمكافآت لبعض كبار مهندسي الذكاء الاصطناعي قد تتجاوز 100 مليون دولار في السنة الأولى وحدها. هذه الأرقام تكشف مدى استعداد «ميتا» لاستثمار أموال طائلة لمجاراة منافسين كبار مثل «OpenAI» و«Anthropic» و«جوجل»، خاصة مع محدودية الكفاءات المتاحة في هذا القطاع الأكثر طلبًا في العالم الرقمي اليوم.
وجاء هذا التطور بعدما أعلن زوكربيرغ هذا الأسبوع عن إطلاق وحدة جديدة بالكامل ضمن «ميتا» مخصصة للذكاء الاصطناعي، على أن يقودها كلٌ من ألكسندر وونغ، مؤسس «ScaleAI» الذي انضم إلى الشركة بعدما دفعت «ميتا» حوالي 14.5 مليار دولار للاستحواذ على نصف شركته الناشئة، إضافة إلى نات فريدمان المدير التنفيذي السابق لشركة «GitHub».
وتضم الوحدة الجديدة بالفعل 11 باحثًا بارزًا في الذكاء الاصطناعي انتقلوا من شركات منافسة مثل «OpenAI» و«Anthropic» و«جوجل». ووفق التقرير، فإن «ميتا» عرضت مبلغ 300 مليون دولار لعشرة موظفين من «OpenAI» وحدها.
موظفون من «OpenAI» قالوا إن المبلغ المعروض كبير بما يكفي لجعلهم يعيدون التفكير في وجهتهم المهنية، فيما أشار آخرون إلى أنهم يقارنون هذا الإغراء المالي بحجم التأثير الذي يمكنهم تحقيقه في «ميتا» مقارنةً بشركاتهم الحالية، حيث يرى بعضهم أن تأثيرهم في «OpenAI» قد يكون أكبر رغم الإغراءات.
تجدر الإشارة إلى أن ما تقاضاه المدير التنفيذي لـ«مايكروسوفت»، ساتيا ناديلا، كان 79.1 مليون دولار في السنة الماضية، معظمها عبر أسهم في الشركة، أي أقل بكثير مما تقدمه «ميتا» في صفقات توظيفها الجديدة.
وفي أول تعليق رسمي، نفت «ميتا» الأرقام التي وردت في التقارير، وقالت إن حجم وتركيبة هذه الحزم جرى عرضهما بشكل غير دقيق، مشيرة إلى أن البعض بالغ في نقل تفاصيل العروض لأسباب تخصهم.
هكذا تؤكد هذه الخطوة أن سباق التسلح التكنولوجي بين عمالقة التقنية بلغ مرحلة استثنائية، حيث باتت العقول التقنية هي الثروة الأغلى التي تُرصد لها مئات الملايين من الدولارات، في رهان قد يعيد رسم خريطة القوى في عالم الذكاء الاصطناعي خلال السنوات القليلة المقبلة.
مقالات ذات صلة: «مختبرات الذكاء الخارق»: Meta تدشّن حقبة جديدة في الذكاء الاصطناعي
