
كشفت «ميتا» بقيادة مارك زوكربيرغ عن خطة طموحة لتأسيس ما وصفه بـ«مختبرات الذكاء الخارق» Meta Superintelligence Labs أو MSL الذي سيركز جهود الشركة لتطوير ذكاء اصطناعي عام «AGI» يمكنه إنجاز مهام معقدة تشبه قدرات البشر أو تتفوق عليها. هذه الخطوة تأتي لتعزيز موقع «ميتا» في سباق تقنيات الذكاء الاصطناعي أمام منافسين كبار مثل OpenAI و«غوغل».
المختبر الجديد سيجمع تحت سقف واحد جميع نماذج الذكاء الاصطناعي داخل «ميتا»، بما في ذلك تطوير نماذج Llama مفتوحة المصدر، مع التحضير لنماذج Llama 4.1 و4.2. ويقود هذا التوسع ألكسندر وونغ الذي انضم للشركة الأسبوع الماضي بعد أن اشترت «ميتا» نصف أسهم شركة ScaleAI التي أسسها، في صفقة بلغت قيمتها نحو 14.3 مليار دولار. واعتبر زوكربيرغ وونغ أحد ألمع مؤسسي جيله وصاحب رؤية قوية لدفع أبحاث «الذكاء الخارق» نحو الأمام.
إلى جانب وونغ، سيدير نات فريدمان، المدير التنفيذي السابق لـ«غيت هاب»، أعمال تطوير المنتجات والبحث التطبيقي ضمن الهيكل الجديد. ونجحت «ميتا» أيضًا في استقطاب 11 باحثًا من الصف الأول في مجال الذكاء الاصطناعي، بعضهم شاركوا في تصميم نماذج رائدة لدى OpenAI وAnthropic و«غوغل».
زوكربيرغ أكد في رسالته الداخلية لموظفي «ميتا» أن هذه التحركات تأتي بعد أشهر من الإعداد ولقاءات مكثفة مع خبراء في الشركة وخارجها، بهدف بناء فريق صغير عالي الكفاءة يملك فرصة واقعية لإطلاق ذكاء اصطناعي عام شخصي لكل مستخدم. وأوضح أن «ميتا» ستعتمد مبدئيًا على الجمع بين تطوير نماذجها الداخلية واستثمار الخبرات المكتسبة من ScaleAI التي أصبحت لاعبًا أساسيًا في تدريب وإعداد بيانات النماذج الأكبر في السوق.
يشار إلى أن «ميتا» ظلت تحاول منذ فترة طويلة مضاهاة إنجازات منافسيها في الذكاء الاصطناعي العام لكنها واجهت صعوبات في استقطاب المواهب رغم تقديمها عروضًا مالية ضخمة وصلت إلى 100 مليون دولار لبعض الباحثين، بحسب تصريحات سابقة لسام ألتمان الرئيس التنفيذي لـ OpenAI. لذلك يُنظر إلى ضم ألكسندر وونغ وشراء حصة ضخمة من ScaleAI كنقطة تحوّل قد تمنح «ميتا» الزخم اللازم لتجاوز عثراتها في هذا المضمار.
تأتي هذه التحركات أيضًا في ظل تركيز شركات مثل «أمازون» و«سامسونغ» على التعاون مع مختبرات مستقلة لتعزيز قدراتها، بينما تسعى «ميتا» للانتقال من مرحلة تطوير نماذج داعمة إلى ريادة سوق الذكاء الاصطناعي العام. ويأمل زوكربيرغ، بحسب تصريحاته، أن تفتح هذه الخطوة الباب أمام عصر جديد للبشرية يقوده ذكاء اصطناعي يتمتع بالقدرة على التفكير والتعلم بمرونة تشبه الدماغ البشري.
مقالات ذات صلة: أبل تستسلم: Siri ستستخدم ذكاء اصطناعي تطوّره شركات منافسة