
ناديا كان من المفترض أن تعود للبلاد من جنوب ألمانيا صباح يوم الجمعة لكن الرحلة الغيت إثر الهجوم الإسرائيلي على إيران. “لم نتلق أي رسالة رسمية بخصوص إلغاء رحلة العودة إلى البلاد” تقول ناديا لموقع وصلة.
وتضيف: “شركة الطيران أرسلت لنا رسالة واتساب تبلغنا بالإلغاء دون تقديم أي معلومات أو تفاصيل أخرى للحصول على مساعدة. وقد تواصلت مع القنصلية الإسرائيلية في ميونخ للاستسفار حول تسيير طائرات نقل طارئة من لارنكا أو أثنيا لكن لم أحصل على أي رد. وتواصلت أيضا مع غرفة الطوارئ في وزارة الخارجية ولكن أيضا لم أحصل على أي مساعدة. الحل الوحيد الذي كان أمامنا هو السفر لأبو ظبي، ومن ثم إلى عمان والعودة براً إلى البلاد. نحن الآن في أبو ظبي بانتظار السفر إلى المحطة القادمة، عمان.”
ناديا، هي واحدة من أكثر من 50 ألف مواطن عالقين في دول مختلفة حول العالم بانتظار العودة، وسط تكاليف مالية كبيرة خصوصًا للعائلات الذين يعيشون حالة من القلق والترقب وتضارب المعلومات، وقد أكدت ناديا أن تمديد الإقامة في ألمانيا وشراء تذاكر السفر الجديدة كلفها هي وزوجها لوحدهما أكثر من 5000 دولار. وبحسب بعض التوقعات، فإن هذا الرقم تضاعف في الساعات الأخيرة ليتجاوز حاجز المئة ألف مواطن بدون خط عودة واضح.
وفي ظلّ هذه الأزمة، ومع استمرار إغلاق للمجال الجوي الإسرائيلي إلى أجلٍ غير مسمى، تكشفت بالأمس ملامح خطة للطوارئ لإعادة المواطنين العالقين في الخارج، والتي ستكون مرهونة بموافقة الجيش.
فبحسب وزارة المواصلات، فإن الخطوة الأولى ستعتمد على تشغيل رحلات جوية خاصة من مدينتي لارنكا في قبرص وأثينا في اليونان، التي نُقلِت إليها طائرات شركات الطيران الإسرائيلية، فيما ستكون تلك الرحلات في المرحلة الأولى مخصصة فقط لدخول إسرائيل دون مغادرتها، بهدف تجنّب الاكتظاظ في مطار بن غوريون.
الخطة لا تشمل دعمًا ماليًا من الدولة، ما يعني أن المسافرين سيضطرون إلى دفع تكلفة الرحلات بأنفسهم، فلا يوجد خطة حتى الآن لتغطية التكاليف أو جزء منها، ومن المتوقع أن تطلب وزارة المواصلات من المجلس الوزاري المصغر (الكابينت) المصادقة رسميًا على بدء تشغيل “نموذج الإنقاذ” اعتبارًا من يوم غدًا الإثنين.
ورغم ذلك، لا شيء مضمون بعد، فقد أصدرت سلطة المطارات ظهر اليوم الأحد توضيحًا عاجلًا للمواطنين العالقين في الخارج، أكدت فيه أنه لا توجد أي توصية في هذه المرحلة بالتوجه إلى مدينتي أثينا أو لارنكا، في محاولة للعودة إلى البلاد.
وقد أوضحت السلطة أن استئناف الحركة الجوية سيكون تدريجيًا وبطيئًا للغاية، وذلك في حال الحصول على موافقة أمنية مسبقة من الجيش. هذا الاستئناف سيتم ضمن قيود صارمة تهدف إلى ضمان سلامة الركاب والطواقم الجوية، الأمر الذي يجعل فترات الانتظار طويلة جدًا وقد تمتد لعدة أيام دون ضمانات واضحة لموعد الرحلة التالية.
المسؤولون شددوا على ضرورة التحلي بالمسؤولية وضبط النفس، داعين جميع المواطنين إلى عدم التصرف بشكل فردي بناءً على تخمينات أو معلومات غير رسمية. البيان أضاف: “نطلب من المواطنين في الخارج انتظار التحديثات الرسمية، ونوضح أنه لا توجد أي فائدة من الوصول إلى محطات انتقال كأثينا أو لارنكا، إذ لا توجد رحلات مضمونة منها في هذه المرحلة.”
وأوضح مدير سلطة الطيران المدني، شموئيل زكاي، في وقت سابق أن المجال الجوي الإسرائيلي سيبقى مغلقًا لفترة طويلة، مؤكدًا بأن عودة جميع المواطنين العالقين في الخارج ستستغرق أسابيع. وقال: “إغلاق المجال الجوي لن يكون لبضعة أيام أو ساعات، بل لأسابيع”. وأكد أن عمليات التنسيق لا تزال جارية، مضيفًا أن استئناف الرحلات الجوية سيكون تدريجيًا وبطيئًا، وقد يتعرض للانقطاع في أي وقت، وبأن الهدف الأساسي، بحسب كلامه، هو حماية الأرواح والطائرات.
وعلى مواقع التواصل الاجتماعي تحدث عدد من المواطنين عن تجاربهم، حيث حاول البعض منهم العودة عبر المعابر البرية، عن طريق الأردن أو شرم الشيخ. لكن ينبغي على المواطنين الحذر والتأكد من المصادر الرسمية قبل القيام بذلك، ومعرفة متطلبات العودة عبر هذه المحطات.
على سبيل المثال، فإن المجال الجوي الأردني ليس مفتوحًا على الدوام بسبب التصعيد العسكري الحالي مع إيران، حيث يشهد فترات إغلاق طويلة. كما أنه قد تكون هناك متطلبات معينة عند السفر مباشرة إلى مطار شرم الشيخ الدولي، كالحصول على تأشيرة خاصة ووجود تذكرة عودة إلى نفس المكان الذي تمّ السفر منه إلى شرم الشيخ. لذلك، يجب التأكد من كافة المتطلبات المطلوبة أولًا، وفحص صفحات المعابر والمطارات الرسمية والوزارات المتعلقة، إضافة إلى التحديثات بهذه الشأن التي قد تتغير في أي لحظة، كما يُنصح أيضًا بالتواصل مع مكتب السياحة الذي تمّ الحجز عن طريقه، الذي قد يوفر لكم تذكرة عودة شكلية يمكن أن تظهروها لموظفي سلطات المطار.
كما يُنصح بمراجعة أوقات عمل المعابر البرية المختلفة، الذي قد يعمل بعضها 24 ساعة، بينما قد يعمل بعضها الآخر لساعات محدودة، أو قد يُغلق حتّى. كما أنّ هناك معابر مثل معبر ألنبي هي خاصة بحملة جوازات السفر الأجنبية أو الفلسطينية أو الأردنية المؤقتة فقط، ولا يستطيع حملة جوازات السفر الإسرائيلية استخدامها. وقد حذّر مجلس الأمن القومي الإسرائيلي العالقين في الخارج من محاولة دخول البلاد برًا من الأردن أو سيناء، في ظل استمرار إغلاق الأجواء، مؤكدًا أن المنطقتين تخضعان لتحذير سفر من المستوى الرابع بسبب “خطر أمني مرتفع”.
مقالات ذات صلة: دليل شامل للتعويضات المستحقة إذا تضرر بيتك أو ممتلكاتك بسبب الصواريخ