
يشير تقرير جديد لدائرة الإحصاء المركزية إلى طفرة كبيرة في وتيرة البناء السكني في البلاد خلال الاثني عشر شهرًا الممتدة بين أكتوبر 2024 وسبتمبر 2025، بعد عام وُصف بالضعيف بشكل استثنائي سبق هذه الفترة. حيث بدأت الأعمال لبناء 81 ألف شقة، بزيادة قدرها 31.5 في المئة مقارنة بالفترة السابقة، بين أكتوبر 2023 وسبتمبر 2024 خلال ذروة الحرب على غزة.
وعلى الرغم من هذا الارتفاع السنوي الكبير، تُظهر بيانات الربع الثالث من عام 2025 تراجعًا طفيفًا في وتيرة المباشرة بأعمال البناء مقارنة بالربع الثاني، بنسبة تقل عن واحد في المئة. فقد بدأت خلال الربع الثالثت أعمال بناء 19.6 ألف شقة، أو 18.4 ألف شقة بشكل أدق بعد خصم الشقق التي هُدمت ضمن مشاريع التجديد الحضري.
في المقابل، سُجلت زيادة كبيرة في عدد رخص البناء الصادرة، وهو ما يشير إلى استمرار وتيرة النشاط في البناء السكني خلال الفترة المقبلة. فخلال الاثني عشر شهرًا الماضية تم إصدار 81.5 ألف رخصة بناء، بزيادة تقارب 11 في المئة مقارنة بالفترة المماثلة السابقة، وشهد الربع الثالث من 2025 وحده إصدار أكثر من 20 ألف رخصة، بزيادة تقارب 19 في المئة مقارنة بالربع السابق. هذه المعطيات تعزز التقديرات بأن وتيرة البناء ستبقى مرتفعة خلال العام القريب.
في الوقت نفسه، ارتفع عدد الشقق قيد البناء الفعلي، أي الشقق التي بدأت أعمال بنائها ولم تكتمل بعد، ليصل في سبتمبر إلى نحو 203 آلاف شقة، بزيادة قدرها 12.8 في المئة مقارنة بالعام الماضي. في المقابل، كان الارتفاع في عدد الشقق التي اكتمل بناؤها أقل، وبلغ نحو 57.7 ألف شقة، ما يعكس استمرار الفجوة الزمنية بين المباشرة في أعمال البناء والانتهاء منها.
وسُجل أيضًا ارتفاع ملحوظ في متوسط مدة البناء في المشاريع السكنية، التي تجاوزت للمرة الأولى حاجز ثلاث سنوات. إذ تراوحت التقديرات بين 31.8 شهرًا و37 شهرًا، مقارنة بـ28 إلى 34 شهرًا في الفترة السابقة. ويُعزى هذا الارتفاع أساسًا إلى النقص الحاد في الأيدي العاملة في قطاع البناء منذ اندلاع الحرب.
مشاريع التجديد الحضري شكلت عنصرًا مركزيًا في هذه الطفرة. نحو 27 في المئة من الشقق التي بدأ بناؤها خلال العام كانت ضمن هذا المسار، أي ما يقارب 17.5 إلى 17.6 ألف شقة، معظمها في مشاريع تقوم على هدم المباني القديمة وإعادة بنائها من جديد. أكثر من نصف هذه الشقق أُقيمت في منطقة تل أبيب، ونحو ربعها في المنطقة الوسطى.
من حيث التوزيع الجغرافي، تصدرت تل أبيب قائمة المدن من حيث عدد الشقق التي بدأ بناؤها خلال الفترة، بأكثر من 7,450 شقة، تليها القدس بنحو 7,050 شقة. كما سُجل نشاط مرتفع في مدن مثل بيتح تكفا، أوفاكيم، رمات غان، أشدود، اللد، وبات يام. في المقابل، شهدت مدن أخرى تراجعًا في وتيرة البناء، أبرزها أشكلون التي سجلت انخفاضًا حادًا بنسبة 63 في المئة، إضافة إلى حيفا، نتانيا، بئر السبع، طبريا ومدن أخرى.
أما من حيث وجهة الشقق الجديدة، فتبيّن أن نحو 72 في المئة منها مخصصة للبيع، من بينها شقق كانت ضمن برامج دعم حكومية، فيما توزعت بقية الشقق بين البناء الشخصي، وصفقات البناء المشترك، والإسكان المخصص للإيجار. ويُلاحظ في هذا السياق ارتفاع لافت في عدد الشقق المخصصة للإيجار، إذ ارتفع عددها من نحو 1,100 شقة في الفترة السابقة إلى أكثر من 4,200 شقة خلال العام الأخير.
مقالات ذات صلة: تراجع مبيعات الشقق في الأشهر الأخيرة.. وحيفا الاستثناء الوحيد










