
نشرت بلومبرغ هذا الأسبوع قائمة تضم أغنى 25 عائلة في العالم، تُظهر تمركزًا لافتًا للثروة في أيدي عدد محدود من العائلات، من بينها ثلاث عائلات عربية حلّت ضمن المراكز الخمسة الأولى.
في المرتبة الأولى جاءت عائلة والتون الأميركية، المالكة لسلسلة متاجر وولمارت، بثروة تُقدَّر بنحو 514 مليار دولار. تستند هذه الثروة إلى هيمنة وولمارت على سوق المواد الغذائية والاستهلاكية، وتُعد الشركة الأكبر في العالم من حيث المبيعات السنوية، التي بلغت 703 مليارات دولار خلال السنة المالية الأخيرة، وتدير أكثر من عشرة آلاف فرع في 19 دولة، وتصل قيمتها السوقية إلى 921 مليار دولار.
المرتبة الثانية احتلتها عائلة آل نهيان، العائلة الحاكمة في العاصمة الإماراتية أبو ظبي، بثروة تُقدَّر بنحو 339 مليار دولار. تاريخيًا، كانت ثروة العائلة قائمة على النفط، إلا أنها شهدت في السنوات الأخيرة توسعًا واسعًا في الاستثمارات العالمية في مجالات متعددة، في إطار الاستعداد لمرحلة تقل فيها أهمية النفط مع توجه العالم لمصادر طاقة صديقة للبيئة. يقود العائلة محمد بن زايد رئيس دولة الإمارات، فيما يلعب أفرادٌ آخرون من الأسرة أدوارًا هامة في السياسة والاقتصاد، أشهرهم منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس دولة الإمارات، الذي يمتلك نادي مانشستر سيتي الإنكليزي، وتقدر ثروته وحده بـ30 مليار دولار أمريكي.

في المرتبة الثالثة جاءت العائلة المالكة في السعودية، آل سعود، بثروة تُقدَّر بنحو 221 مليار دولار. رسميًا يرأس العائلة الملك سلمان بن عبد العزيز، إلا أن ولي العهد محمد بن سلمان هو فعليًا الآمر الناهي في العائلة والدولة، بعد أن تم تعيينه وليًا للعهد عام 2017 خلفًا لابن عمه الأمير محمد بن نايف، في خطوة أثارت جدلًا واسعًا حينها في الصحافة الدولية. ويقود بن سلمان سياسة اقتصادية تهدف لتنويع الاقتصاد والاستثمار خارج قطاع النفط، من خلال مشاريع ذات ميزانياتٍ تقدر بمئات مليارات الدولار، أبرزها مشروع نيوم الذي يُروَّج له كركيزة لاقتصاد سعودي جديد يعتمد على التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي وتطوير قطاع السياحة والصناعات المتقدمة.
المرتبة الرابعة كانت من نصيب عائلة آل ثاني الحاكمة في قطر، التي تقدر ثروتها نحو 199 مليار دولار، ويتزعمها الأمير تميم بن حمد بعد تنازل والده له عن الحكم عام 2013. نشأت ثروة العائلة بشكل أساسي من صفقات الغاز الطبيعي، إذ تحتل قطر المركز الثالث عالميًا من حيث احتياطيات الغاز المؤكدة، بعد روسيا وإيران. تحوّلت قطر على مدى السنوات إلى لاعب مؤثر عالميًا اقتصاديًا وسياسيًا، خصوصًا بعد خروجها من الحصار الذي فرضه عليها أشقاؤها الخليجيون بقيادة الإمارات والسعودية. استضافت الدولة كأس العالم عام 2022، وتنتشر استثماراتها حول العالم، وأشهرها استحواذها على نادي باريس سانت جيرمان. وتعد الدولة الخليجية الصغيرة لاعبًا فعالًا في الساحة الدبلوماسية الدولية، وكان لها دور أساسي في ملف الإنسحاب الأمريكي من أفغانستان، واتفاقية وقف إطلاق النار في غزة.
وجاءت في المرتبة الخامسة عائلة هيرمس الفرنسية، مالكة إمبراطورية هيرمس للأزياء الفاخرة والحقائب الجلدية، بثروة تُقدَّر بنحو 184 مليار دولار، وترجع بداية هذه الثروة إلى أعمال العائلة قبل ستة أجيال، وتحديدًا في القرن التاسع عشر، متمثلةً بصناعة السروج ومستلزمات الخيول للنبلاء والجيوش الأوروبية.
وتضم قائمة بلومبرغ لأغنى 25 عائلة في العالم عائلة إسرائيلية واحدة فقط، هي عائلة عوفر، التي احتلت المرتبة السادسة عشرة بثروة تُقدَّر بنحو 60.7 مليار دولار. تعتمد ثروة العائلة أساسًا على نشاطها الاقتصادي في الشحن والنقل البحري، إلى جانب استثمارات في مجالات الطاقة والعقارات والبنوك. بدأت ثروة العائلة مع سامي عوفر، الذي أسس شركات تعمل في الشحن البحري، وكانت العائلة في السابق من المالكين البارزين لشركة زيم Zim، قبل أن تتغير ملكية الشركة لاحقًا مع إدراجها في البورصة ودخول مساهمين آخرين فيها.
مقالات ذات صلة: من هم أغنى فنانين الوطن العربي؟










