
بعد أربعة أشهر على إصابته بصاروخ خلال العملية العسكرية الإسرائيلية ضد إيران، يستعد مستشفى سوروكا في بئر السبع لعملية إعادة بناء شاملة، تمثل واحدة من أكبر المشاريع الصحية في جنوب البلاد.
فقد صادقت الحكومة على ميزانية قدرها 360 مليون شيكل لتمويل إقامة مبنى مركزي جديد ومحصّن، وستوفّر “كلاليت” – مالكة المستشفى – مبلغًا مماثلًا. إضافة إلى ذلك، تعهد رجل الأعمال الكندي الإسرائيلي سيلفان آدامز بالتبرع بمبلغ 100 مليون دولار، وهو التبرع الأكبر في تاريخ المستشفى منذ تأسيسه. أما سلطة الضرائب فستحوّل ما بين 200 إلى 250 مليون شيكل كتعويض عن الأضرار التي لحقت بالمباني، ستُستخدم لبناء مبنيين صغيرين جديدين من عدة طوابق. وبهذا يصل حجم الأموال التي قدمتها هذه الجهات إلى نحو 1.3 مليار شيكل.
المبنى الجديد، الذي سيقام في موقع المبنى الذي تلقى الضربة المباشرة، سيضم عشر طوابق مجهّزة بأنظمة تحصين متطورة، وسيوفر حماية لما يقارب 70% من أسرّة المستشفى، إضافة إلى أقسام حيوية مثل غرف العمليات والعناية المركزة والتصوير الطبي. ومن المقرر أن يكون البناء الجديد مقاومًا لأي هجوم محتمل، بعدما أثبتت الأحداث الأخيرة مدى هشاشة البنية الحالية. فالمبنى الذي أصيب في يونيو الماضي لم يكن محصنًا، وأُخلي المرضى والأطقم الطبية منه قبل دقائق فقط من سقوط الصاروخ، ما حال دون وقوع إصابات بشرية.
إلى جانب التمويل الحكومي والتبرع الكبير من آدامز، قدمت عدة مؤسسات دعمًا ماليًا، من ضمنها مؤسسة “كوم فاميلي” التي تبرعت بـِ50 مليون دولار. كما قدمت مؤسسة “هلمسلي”، التي تعاونت سابقًا مع المستشفى في مشروعات طبية، تبرعًا إضافيًا بقيمة 15 مليون دولار.
وإضافة إلى إعادة البناء، تشمل الخطة التي وضعتها “كلاليت” تحويل سوروكا إلى مركز طبي متقدم ومجهز بتقنيات حديثة، عبر الاستثمار في البحث والابتكار وتعزيز الخدمات الطبية في منطقة النقب. ووفق بيان المؤسسة، فإن تبرع آدامز الذي يشغل منصب رئيس فرع إسرائيل في المؤتمر اليهودي العالمي، سينقسم بالتساوي بين إعادة الإعمار المادي للمستشفى ودعم التحول التكنولوجي والطبي طويل المدى.
في المقابل، حذر مسؤولون في القطاع الصحي من أن النقص الحاد في الكوادر الطبية قد يضعف قدرة المستشفى على الاستفادة الكاملة من هذه الميزانية، خصوصًا في ظل إقامة مستشفى جديد في بئر السبع، ما قد يؤدي إلى منافسة على الأطباء والممرضين ورفع الأجور بشكل غير متوازن. ومع ذلك، يؤكد القائمون على المشروع أن البناء والتحديث سيستغرقان وقتًا طويلاً، قد يصل إلى ست سنوات على الأقل، وهو ما يوفّر فترة للتخطيط والتأهيل.
مقالات ذات صلة: بشراكة مع كلاليت: افتتاح كلية الطب في جامعة حيفا











