
أعلنت وكالة التصنيف الائتماني الدولية فيتش عن رفع توقعاتها المستقبلية للبنوك الإسرائيلية الكبرى من “سلبية” إلى “مستقرة”، في خطوة تعكس تحسّنًا تدريجيًا في نظرة المؤسسات المالية العالمية تجاه الاقتصاد الإسرائيلي بعد فترة من الضبابية التي أعقبت الحرب. وتشمل البنوك التي شملها التحديث بنك لئومي، بنك هبوعليم، بنك مزراحي طفحوت، بنك ديسكونت، وهبينلئومي. ومع أن التصنيف الائتماني نفسه لهذه البنوك لم يتغيّر وبقي عند مستوى A-، إلا أن تحسين النظرة المستقبلية وتعديلها إلى مستقرة يُعدّ مؤشّرًا مهمًا على تراجع المخاطر التي كانت تهدد البنوك في الأشهر الماضية.
توضّح وكالة فيتش في بيانها أن هذا القرار يعكس “قدرة البنوك الإسرائيلية على الصمود أمام التحديات التي واجهت البلاد منذ اندلاع الحرب، إلى جانب الانخفاض الواضح في مستوى المخاطر ضمن النظام المصرفي”. كما أوضحت الوكالة أن النشاط الاقتصادي في البلاد عاد تدريجيًا إلى مساره الطبيعي، وهو ما أتاح للبنوك فرصًا جديدة للتوسع والنمو، في وقت بدأت فيه الضغوط الناتجة عن مخاطر عدم سداد القروض تقل.
يمثل هذا التغيير نقطة تحوّل في النظرة الدولية إلى البنوك الإسرائيلية، التي تلقت ضربة قوية في نهاية عام 2023 عندما خفّضت وكالات التصنيف الائتماني الثلاث الكبرى – فيتش، موديز، وستاندرد آند بورز – توقعاتها لمستقبل هذه البنوك من “مستقرة” إلى “سلبية”.
في فبراير 2024 ذهبت وكالة موديز أبعد من مجرد تعديل التوقعات، إذ خفّضت فعليًا التصنيف الائتماني للودائع في البنوك الخمسة الكبرى – أي مستوى الأمان الذي تمنحه هذه البنوك المتعلق بأموال الزبائن المودعة فيها – من درجة A2 إلى A3، مع نظرة مستقبلية “سلبية”. وجاء هذا القرار بالتوازي مع خفض تصنيف البلاد نفسها. وتجدر الإشارة إلى أن تصنيف البنوك الإسرائيلية يتأثر بتصنيف الدولة، لأن قدرة الدولة على الوفاء بالتزاماتها المالية تؤثر بشكل مباشر على ثقة المستثمرين بالبنوك، رغم أن القرارين صدرا كلٌّ على حدة.
خلال عام 2025 بدأت الصورة تتبدّل تدريجيًا. ففي أبريل أعلنت موديز عن تحسين نظرتها المستقبلية للنظام البنكي الإسرائيلي بأكمله إلى “مستقرة” من دون رفع التصنيف، تلتها وكالة ستاندرد آند بورز في مايو التي حسّنت بدورها التوقعات لبنك لئومي، وهبوعليم ومزراحي طفحوت، بينما أبقت على نظرة “سلبية” تجاه بنك ديسكونت وهبنلئومي. أما الآن، فقد التحقت فيتش بركب الوكالتين لتعلن في أكتوبر 2025 عن رفع النظرة المستقبلية لجميع البنوك الخمسة إلى “مستقرة”، مع الإبقاء على التصنيف عند مستوى A-.
مقالات ذات صلة: “فيتش” تبقي تصنيف إسرائيل كما هو، وتؤكد: “هناك خطر حقيقي بأن وقف إطلاق النار لن يصمد”











